![]() |
السؤال: هناك من يفتي بأن التمتع هو أفضل المناسك بنص الحديث الصحيح كما وجدنا أن من المجتهدين من قال إن القران أفضل ومن قال بالإفراد أفضل – يرجى بيان أفضلية المناسك الثلاثة؟
جواب فضيلة الشيخ القرضاوي:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد..
السؤال عن الأنساك الثلاثة فكل منها جائز ومشروع ومقبول، الإفراد مقبول وقال بأفضليته بعض المذاهب المتبوعة، لما فيه من استمرار الإحرام وما يتبعه من مشقة. والقران مقبول وهو الذي كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم، الرسول قرن وبعضهم يقول: والله لا يرضى للرسول إلا أفضل الأحوال، وفيه النسكان معا والاستمرار في الإحرام كالإفراد، والإفراد أيضا فيه الاستمرار في الإحرام ويظل مدة طويلة محرما محروما من الاستمتاع بما يحل للآخرين، ولذلك يظل شعثا تفلا، وقد قيل الحاج هو الشعث التفل، والتمتع هو الذي أمر به النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه أمرهم وأن يتحللوا من القران ويتمتعوا ولأن هذا هو الأسهل والأيسر اختاره النبي عليه الصلاة والسلام..
وكان عليه الصلاة والسلام ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما، وقال: "لولا أني سقت الهدي لحللت معكم" ولاستمتع كما استمتع الصحابة. وسأله بعضهم: أهذا لنا خاصة أم لأبد قال: " بل لأبد الأبد، دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة".
ومن هنا ذهب الحنابلة ومن وافقهم إلى أن أفضل الأنساك هو التمتع لأنه هو الذي تمناه النبي عليه الصلاة والسلام وهو لا يتمنى إلا الأفضل، وأمر به أصحابه وهو لا يأمرهم إلا بما هو أفضل، وهو الأيسر لأن فيه التحلل من العمرة، ويظل الإنسان حرا مستمتعا بالحياة فهذا فضل من الله وتيسير على عباده..
وأنا أرجح التمتع على غيره ولكن أي هذه الأنساك فعلها المسلم فهي مقبولة، بعض المتعصبين يقولون أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بالتمتع فلا يجوز غيره، هذا أمر مرفوض تماما فقد قال الأئمة وأجمعوا على أن كل الأنساك مشروعة وجائزة.