السؤال: كنت وأنا صغير في المدرسة أقوم بأخذ الكراسات وبعض الكتب من المخزن سرًّا وخفية، وكنت أعتقد أن هذه أموال حكومية ولا يلحقني في ذلك شيء، وكنت أعطي هذه الكراسات والكتب لأخي، الذي كان يعمل تاجرًا، ليبيعها، وأقول له: المدرسة قد سلمت لي هذه الأشياء، وأنا الآن لا أعرف عددها، ولا قيمتها التي باعها بها أخي، وسؤالي هو: كيف يصحِّح الإنسان هذا الأمر؟ ويتخلص من أثر هذا الحرام؟ وأنا الآن نادم أشد الندم على ما حصل.

جواب فضيلة الشيخ:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه، وبعد:

شيء طيب أن ضمير هذا الأخ استيقظ، والتوبة ممكنة من أي ذنب، لا يمكن أن يسد الشرع باب التوبة.. الذي عليه الآن أن ينظر هذه الأشياء كم تساوي بالتقريب، ويتصدق بها على الفقراء في دولته؛ لأنه لن يستطيع أن يعيدها للدولة، وأسأل ربنا أن يغفر للأخ السائل له ما مضى إن شاء الله.

وأحب هنا أن أنبه إلى أن الإسلام حذَّر أشد التحذير من أخذ المال العام بغير حق؛ لأن لكل واحد من أبناء الشعب فيه حقًّا، فإذا اختلس شيئًا أو انتهبه دونهم؛  فقد ظلمهم جميعًا، وأمسوا كلهم خصماءه يوم القيامة.