![]() |
فضيلة العلامة بصحبة إخوانه العلماء الكرام |
عقد مجلس أمناء الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين إجتماعه الرابع في الدوحة في 3 صفر 1434 هـ/ 15-16 ديسمبر 2012، وصدر عنه البيان التالي:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فقد عقد المكتب التنفيذي للاتحاد اجتماعه الرابع بالدوحة في1صفر 1434هـ الموافق14ديسمبر 2012م، الذي أقر جدول الأعمال ممهدا لأعمال الأمناء، ثم عقد مجلس الامناء للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين اجتماعه الرابع في دورته الثالثة بمدينة الدوحة يومي 2-3 صفر1434هـ الموافق 15-16 ديسمبر2012.
وشارك في الاجتماع سبعة وثلاثون عضواً ناقشوا فيه العديد من القضايا الإدارية والهيكلية، وبحثوا فيه سبل العلاج لعددا من القضايا ومشاكل العالم الإسلامي، حيث افتتحوا اجتماعهم بالقرآن الكريم، ثم ألقى سماحة الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد كلمة ضافية شكر فيها الحاضرين على تجشمهم عناء السفر، كما شكر قطر حكومة وشعبا، وخص بالشكر أمير دولة قطر حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني على مواقفه ودعمه للثورات وللاتحاد، كما استعرض فضيلته كيفية انشاء الاتحاد، وأن تأسيس الاتحاد كان بمثابة حلم للعلماء، وكم واجهوا من الصعوبات لتحقيق هذا الهدف، حتى أنهم لم يجدوا دولة عربية أو اسلامية لتسجيل الاتحاد بها بما اضطرهم إلى تسجيله في دولة ايرلندا، ولكن الآن وجدنا مقرا دائما في الدوحة/قطر بموافقة كريمة من أميرها حفظه الله.
وقال فضيلته إنه يضع الأمانة في عنق علماء الأمة لكي يقوموا بواجبهم تجاه الأمة وتجاه الشعوب ليقودوها إلى الأمام بعد أن من الله علينا بهذا الاتحاد، كما طالب فضيلته العلماء بالاستفادة من ثورات الربيع العربي في توجيه الشعوب وقيادتها؛ لأن العلماء يجب أن يظلوا في المقدمة دائما.
وقد أثنى فضيلته على الثورات العربية، وقال إن الاتحاد كان من أهم الداعمين لهذه الثورات، ثم ختم كلمته بالدعاء لانتصار هذه الثورات، وأن يتم النصر لثورة سوريا، والتي أكد فضيلته أنها ستنجح بإذن الله تعالى، ثم بدأوا بمناقشة جدول أعمالهم، وبعد المناقشة والتحاور خلال يومين كاملين أصدروا عددا من القرارات والتوصيات، وختموا اجتماعهم بإصدار البيان الآتي:
في الشأن الفلسطيني:
يبارك الاتحاد الانتصار الكبير والإستراتيجي الذي حققته المقاومة في غزة العزة، والذي يعتز به جميع العرب والمسلمين في جميع أنحاء العالم، كما يحيي الاتحاد الدور الذي قامت به الحكومة المصرية على وجه الخصوص ممثلة في الزيارة الشجاعة التي قام بها رئيس الوزراء المصري والوفد المرافق له أثناء القصف، وكذلك الدور الذي قام به فخامة الرئيس الدكتور محمد مرسي في التوصل إلى وقف مشرف لإطلاق النار ومحقق لكثير من المكتسبات، مثل فتح المعابر ورفع الحصار، وما صرح به من أن غزة اليوم ليست وحدها، وأن على إسرائيل أن تعلم بأن العالم قد تغير بعد الربيع العربي، كما يثمن الاتحاد الزيارة التاريخية للقطاع قبيل الحرب لصاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ودعمه لمشاريع اعادة اعمار غزة، وكذلك يبارك الاتحاد ما قام به كل من تونس وتركيا وبعض وزراء الخارجية العرب والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، الذين زارو القطاع أثناء الحرب وبعدها.
ومن جانب آخر يساند الاتحاد الخطوة الإيجابية- وإن كانت دون المطلوب- التي أقدم عليها المجتمع الدولي من خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة باعترافه بدولة فلسطين عضوا مراقبا في الجمعية.
ومن خلال هذين الحدثين المهمين، انتصار المقاومة في غزة والاعتراف بدولة فلسطين كمراقب في الأمم المتحدة، فإن الاتحاد يطالب كلا من الأخوة في حماس وفتح وغيرهما من الفصائل، بالاستفادة من هذه الأرضية المناسبة للعودة وبجدية إلى المصالحة وتوحيد الصف الفلسطيني الذي تضرر على امتداد هذه السنوات الأخيرة من الفرقة والتشرذم، وذلك على أرضية الثوابت الفلسطينية (بما فيها حق العودة، المقاومة حتى تتحرر فلسطين وعاصمتها القدس).
كما يهيب الاتحاد بحكام البلاد الإسلامية بالوقوف بقوة ضد حركة الاستيطان وبناء المستطنات على الأراضي الفلسطينية، وبخاصة مدينة القدس الشريف أولى القبلتين وثالث المسجدين الشريفين، ويحملهم المسؤولية الدينية والتاريخية تجاه ذلك، ويدعو علماء الأمة إلى مواصلة دورهم الشرعي في انارة الرأي العام المحلي والدولي بخطورة سياسة تهويد المدينة المقدسة على وحدة الأراضي الفلسطينية التاريخية ولا يجوز شرعا التفريط في شبر واحد منها.
في شأن بلدان الربيع العربي:
لا تزال هذه البلدان تعيش مرحلة انتقالية صعبة بالرغم من مرور ما يقرب من سنتين من نجاح الثورات فيها، فلا تزال قوى الثورة المضادة تعمل بكل ما أوتيت من امكانيات اكتسبتها من طول مكوثها على رأس الدولة ومن دعم خارجي من بعض الجهات من أجل الانقلاب على الثورات وافشالها.
الحالة المصرية:
يتابع الاتحاد بقلق شديد ما شهدته الحالة الثورية المصرية من استقطاب ثنائي واحتقان أثر على الصورة الناصعة للثورة المصرية التي وحدت جميع مكونات الشعب المصري وأزاحت نظام الاستبداد الذي جثم على صدور المصريين جميعا.
ويعتبر الاتحاد الاستفتاء على الدستور المصري الجديد الذي وافق على المشاركة فيه جميع الأطراف فرصة سانحة للوحدة والاتفاق حول مقاصد الثورة وأهدافها، وبهذه المناسبة فإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يرى ما يلي:
1- يدعو الاتحاد الشعب المصري بجميع فئاته إلى الوحدة ونبذ الفرقة والعنف وتقدير المرحلة الانتقالية الصعبة، من أجل المرور الآمن ببلادهم إلى مرحلة الاستقرار النهائي واكتمال مؤسسات الدولة الدستورية، والدخول جميعا في معركة اعادة بناء مصر اقتصاديا واجتماعيا، واستعادة مكانتها الاقليمية والدولية اللائقة بها.
2- يحث الاتحاد جميع مكونات الشعب المصري على المشاركة الكثيفة في الاستفتاء على الدستور الجديد، ويؤكد على كل الفرقاء السياسيين من أي جهة كانوا القبول بما سيقرره الشعب المصري حول هذا الدستور الجديد؛ ففي ظل غياب المؤسسات الدستورية يبقى الشعب وحده هو مصدر السلطات والقادر على حسم أي خلاف طيلة هذه المرحلة الانتقالية.
الحالة التونسية:
كما يتابع الاتحاد التطورات والأحداث التي تعبر عن صعوبات تشهدها المرحلة الانتقالية بعد الثورة المجيدة بتونس التي يختلط فيها ما هو غير واقعي بما هو واقعي، ممثلا في ضخامة تركة الفساد والاستبداد للنظام السابق وصعوبة الاستجابة من القادة الجدد في رفع التحدي بإشعار أهالي المناطق المحرومة والمهمشة بتغيير حالهم إلى حال أفضل، كما تحاول جهات تعمل ضمن أجندة الثورة المضادة على استغلال هذه المشاعر وتأجيجها من أجل افشال هذه المرحلة الانتقالية، التي من المفترض أن تنتهي بإعلان الدستور الجديد وانتخابات رئاسية وتشريعية، تكون بداية لمرحلة الاستقرار والبناء.
وأمام هذه الصورة التي تعيشها أولى بلاد الربيع العربي فإن الاتحاد يرى ما يلي:
1- يندد الاتحاد بمحاولات القوى المضادة للتشويش وعرقلة مسار الثورة في مرحلتها الانتقالية .
2- يحث الاتحاد حكومة التحالف الثلاثي التي تقود البلاد منذ الانتخابات إلى مزيد الاهتمام والسرعة في نسق التنمية في هذه الجهات المحرومة والتسريع في محاربة الفساد.
3- يستنكر الاتحاد مظاهر العنف والتشدد والالتجاء إلى الحرق واتلاف مؤسسات الدولة، ويعتبر أن كل مظاهر التعبير السلمي عن عدم الرضا ومعارضة السلطة بصورة سلمية هي أعمال مقبولة، كما أن كل أعمال العنف والتخريب واتلاف مؤسسات الدولة هي أعمال محرمة شرعا. كما يدعو الاتحاد كل التيارات الإسلامية والقوى الوطنية إلى المنهج الوسطي التوافقي والدفع بالبلاد إلى الاستقرار، الذي سيدعم مسار التنمية، وبخاصة في الجهات المحرومة والمهمشة.
الحالة الليبية:
يدعو الاتحاد جميع الأطراف إلى تقدير حرمة الدم الليبي والابتعاد عن كل مظاهر الانتقام الفردي، وترك ذلك إلى مؤسسات الدولة التي ستتشكل للقيام على العدالة والقصاص ممن أجرموا في حق الشعب الليبي ما قبل الثورة.
الحالة اليمنية:
1- يدعو الاتحاد الشعب اليمني إلى الإسراع في اصلاح المؤسسة الأمنية والعسكرية، والعمل بكل جدية لرفع المعاناة على الشعب اليمني الذي يعاني الفقر والخصاصة التي ازدادت أثناء وبعد الثورة.
2- يحث الاتحاد الدول العربية والإسلامية، وبخاصة دول مجلس التعاون الخليجي إلى مساعدة اليمن ماليا واقتصاديا؛ من أجل انجاح المرحلة الانتقالية والوصول بالبلاد إلى انتخابات تنقل البلاد إلى حالة الاستقرار والشرعية.
في الشأن السوري:
1- يحيي الاتحاد الشعب السوري البطل وثورته المستمرة ضد النظام الظالم، حيث قام بثورته السلمية البعيدة عن العنف وحمل السلاح طالبا بتحقيق الحرية والكرامة، ولكنه جوبه من قبل النظام بالقتل والعنف والارهاب، وراح ضحية هذه المطالبة عشرات الآلاف من القتلى، والجرحى وتدمير مئات الآلاف من البيوت، وتشريد الملايين؛ مما اضطره أمام العنف المنظم إلى الدفاع عن النفس والعرض والحرية، وبهذه المناسبة يحيي الاتحاد قوى الجيش السوري الحر، الذي يقف إلى جانب الشعب السوري ويتقدم بثبات في دحر قوى النظام التي ما فتئت تتراجع يوما بعد يوم.
2- كما يؤكد الاتحاد بياناته السابقة في تأييده للائتلاف الوطني السوري، ويدعو الحكام والشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى الوقوف بجانب الشعب السوري في ثورته، والإعتراف بهذا الائتلاف ممثلا شرعيا للشعب السوري.
3- يدعو الاتحاد كل الجمعيات الخيرية ورجال المال إلى التبرع لهذا الشعب السوري المنكوب، وخاصة ونحن مقدمون على شتاء بارد والآلاف من أبناء هذا الشعب البطل يعيشون في العراء بين نازح داخل وطنه ولاجئ في بعض دول الجوار.
4- يناشد الاتحاد جميع الدول العربية والإسلامية بذل كل وسعها لترتيب العيش الكريم للاجئين السوريين، وتهيئة الأجواء الدراسية لأولادهم حتى لا يحرموا من الدراسة لهذا العام.
في الشأن الصومالي:
1- يثمن الاتحاد تحسن الحالة الأمنية وتوسيع رقعة الأراضي للدولة المركزية، التي لم تكن تحت سيطرتها لسنوات طويلة، ويدعم الحكومة الجديدة والرئيس الجديد للبلاد.
2- يناشد الدول العربية والإسلامية وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي إلى مزيد من الاهتمام بقضية هذا الشعب وتوفير شروط خروجه من حالة الحرب والفوضى إلى تركيز الدولة واعادة توحيد مناطق البلاد تحت سيطرتها، والتخفيف من حالات الفقر وتهيئة الدواء والغذاء الكافي، وتحقيق التنمية.
في الشأن العراقي:
يدعو الاتحاد الحكومة العراقية إلى الكف عن سياساتها التعسفية والاقصائية ضد فئات من أبناء الشعب العراقي، ويدين أعمال الإعدام والاعتقالات الواسعة والمداهمات وأعمال التهجير، وغيرها من الأعمال المؤذية لأبناء الشعب العراقي.
في الشأن البنغالي:
يكرر الاتحاد ويؤكد على مطالبته الحكومة البنغلاديشية بالحفاظ على الهوية الإسلامية لهذا القطر الإسلامي الشقيق، وبإطلاق سراح جميع القيادات الإسلامية وزعماء المعارضة، الذين اتهموا ظلما وزورا بارتكاب جرائم حرب عند استقلال بنغلادش.
إن الاتحاد وانطلاقا من حرصه على استقرار الأقطار الاسلامية وتنميتها؛ يطالب حكومة بنغلاديش بإغلاق ملف محكمة الجنايات المشؤومة التي لم تجلب للبلاد إلا الفتنة والفساد، التي شوهت سمعة البلاد.
في الشأن الأفغاني والكشميري:
يؤكد الاتحاد رفضه للاحتلال الأجنبي للأقطار الاسلامية مثل أفغانستان والعراق.
إن وجود قوات الاحتلال في هذه الأقطار الشقيقة أوقع العباد والبلاد في مآس ودمار يهدد مستقبلها ويمهد لتفتيتها إلى دويلات متناحرة، وما يزيد الطين بلة؛ أن قوات الاحتلال التي تزعم الحرب على الارهاب تقوم بأعمال ارهابية أودت بحياة عشرات الآلاف من الأبرياء، وتنفث في نار العصبيات القبلية والعرقية المختلفة.
ينادي الاتحاد المجتمع العالمي بحل قضية كشمير في ضوء قرارات الأمم المتحدة ووفق رأي الشعب الكشميري المسلم؛ لأن القضية الكشميرية هي أساس الخلافات والتوتر بين دولتين جارتين نوويتين باكستان والهند.
في الشأن المالي:
يتابع الاتحاد بقلق الأحداث التي تعيشها منطقة شمال مالي والمحاولات المستمرة لاقحام الدول الإسلامية الافريقية في أتون الحرب الداخلية.
وأمام هذا الوضع فإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يؤكد على ما يلي:
1- يطالب الاتحاد جميع الأطراف بتوفير البيئة المناسبة لحوار ضروري يلزم به الجميع، وتوفير الأمن والأمان للجميع، ويناشد الجماعات المسلحة والحكومة المالية بالاستجابة لنداء الحكمة والعقل لدرء هذه الفتنة.
2- يناشد الاتحاد منظمة التعاون الإسلامي ببذل كل ما في وسعها لمساعدة مالي للخروج من هذه الأزمة، والتدخل السلمي لاخماد الفتنة قبل اشتعالها.
3- كما يدعو الاتحاد جميع الأطراف إلى الجلوس للحوار للوصول إلى حل عادل يرضي جميع الأطراف ويبعد المنطقة من شبح التدخل الخارجي، الذي لن يكون في صالح شعوب الأمة والتجارب التي حصل فيها التدخل وما أنجر عنها من كوارث هي خير دليل على ذلك.
في الشأن السوداني:
يثمن الاتحاد ما تقوم به هيئة علماء السودان من جمع أهل القبلة وتوحيد كلمتهم ومن اسداء النصح للراعي والرعية، وقد اطلع الاتحاد على الجهود التي تقوم بها الحكومة في استقرار التوجه الإسلامي واستكمال بناء النظام الدستوري المعتمد على الكتاب والسنة.
ويدين الاتحاد محاصرة السودان من المنظمات الدولية، كما يدين الاعتداء المتكرر عليه في شرق السودان ومصنع اليرموك، ويشيد الاتحاد بموقف السودان في دعم القضية الفلسطينية، ويدعو الاتحاد أهل السودان إلى الوحدة والتلاحم ونبذ القبلية والجهوية والتطرف، حتى يستكمل بناء النهضة المبتغاة.
ويطالب الاتحاد الحكومة السودانية أن تبذل كل جهدها للوصول إلى توافقات سياسية تحقق الخير للجميع.
في الشأن اللبناني:
يطالب الاتحاد الحكومة اللبنانية بالكف عن سياسة النأي بالنفس والاستجابة لمطالب المسلمين بإغاثة اللاجئين السوريين اجتماعيا وصحيا وتربويا، ومحاسبة الفريق الذي يجاهر بتأييد العصابات الإجرامية في سوريا بالعتاد والرجال والسلاح حتى نبعد الفتنة عن لبنان.
في شأن كوسوفو:
يدعو الاتحاد دول العالم الإسلامي ممن لم تعترف بعد بدولة كوسوفو أن تبادر إلى الاعتراف بها لتأخذ عضويتها بالكامل في الأمم المتحدة.
في شؤون الأقليات الإسلامية:
حالة الأقلية المسلمة (الروهينجا) بميانمار (البورما)
يتابع الاتحاد ما يتعرض له اقليم أركان في بورما من القتل والحرق لمئات من القرى والأرياف والاستمرار في هجمات بالتعاون مع قوات الشرطة المحلية والنزوح الجماعي للأقلية المسلمة من الروهنجا التي هي أصيلة في بلادها.
كما يستغرب الاتحاد دور حكومة ميانمار (بورما) في عدم التدخل، بل نراها تساهم في هذه الإبادة الجماعية من خلال قوات الشرطة التي تقف دائما إلى جانب الأكثرية البوذية.
وأمام حرب الإبادة هذه ضد المسلمين في اقليم أركان يرى الاتحاد ما يلي:
1- يندد الاتحاد بهذه المجازر البشعة التي ترتكب بحق اخواننا المسلمين في اقليم أركان وتحت أنظار الحكومة المركزية، بل بتشجيع منها في بعض الأحيان.
2- يحمل الاتحاد حكومة ميانمار مسؤوليتها السياسية والقانونية والإنسانية تجاه هذه الأعمال الإجرامية بحق جزء من شعبها.
3- يدعو الاتحاد وبقوة منظمة التعاون الإسلامي والحكومات الإسلامية إلى التحرك والوقوف إلى جانب اخواننا المستضعفين في ميانمار، ويحيي بالمناسبة الزيارة التي قام بها السيد رجب طيب أردوغان وحرمه إلى بورما وزيارته للمسلمين هناك.
في الحالة الهندية:
يندد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بالحملة المستمرة على مسلمي الهند باسم محاربة الإرهاب على الرغم من تبرئة المحاكم الهندية لمئات من الشباب المسلم بعد مكوثهم سنوات طويلة في السجون، على الرغم من ظهور أدلة واضحة على افتعال القضايا ضدهم وانتزاع الاعترافات باستخدام التعذيب المحرم دوليا.
ويطالب الاتحاد الحكومة الهندية بالكف عن ملاحقة الشباب المسلم باسم محاربة الإرهاب، وإنشاء محاكم سريعة للنظر في قضايا الذين تم اعتقالهم لكن لا تتم تبرئتهم بعد سنوات طويلة، كما يطالب الاتحاد الحكومة الهندية لتعويض الشباب المسلم الذين تمت تبرئتهم، وتقديم اعتذار رسمي لذويهم وللملة المسلمة في الهند.
موقف الاتحاد من الاستهزاء والازدراء بالأديان:
إن الاتحاد يرى أن الاستهزاء والازدراء بأيّ دين أمر مرفوض ومعيب في الإسلام، كما يدينه العقل السليم والفطرة الإنسانية، لأن الازدراء والاستهزاء بأي دين، تترتب عليه مشاعر الكراهية والفتن التي تشعل نيران الحروب التي ملها البشر وكرهوها، وهي إذا قامت يصعب إطفاؤها. وليس هذا من لوازم حرية الفن والتعبير؛ بل هو من لوازم حرية السب والإيذاء والتشهير، وهذا لا ينبغي أن يقره أحد.
ولذلك يدعو الاتحاد جميع العقلاء والحكماء في العالم أجمع إلى وضع ميثاق شرف بعدم إهانة المقدسات، أو إيذاء المشاعر الدينية، وإلى قانون أممي يصدر (من الأمم المتحدة) يحرم الاستهزاء والازدراء بالأديان ومقدساتها المعروفة، وهذا ما يسعى إليه الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
في الإصلاح العام:
إن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يرى أن من مهماته الجليلة تصحيح الانحرافات الفكرية والسلوكية في العالم الإسلامي، وبذل الجهود الممكنة بكل الوسائل المتاحة في نشر الوسطية والاعتدال والوعي الرشيد والفهم السليم للشريعة، والالتزام بمحكماتها وقواطعها، وجمع المسلمين عليها حكاما ومحكومين، رجالا ونساء، والتذكير بطاعة الله ورسوله في الشأن الفردي والجماعي والشعبي والحكومي، ودعوة المسلمين كافة إلى الالتزام بالعبادات التي هي مصدر سعادة وفوز، وبالأخلاق الكريمة التي تحفظ وحدة المجتمعات، وتمنحا الروح الإيجابية، وتجعلها في مقام الأسوة والقدوة الكفيلة باستنهاض روح الأمة حضاريا، وبمقاومة الضعف والهزيمة الداخلية؛ للوصول إلى التغيير المطلوب في الأنفس والسلوك (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).
في الدعوة إلى المصالحة الشاملة:
يدعو الاتحاد مجدداً إلى إحياء المصالحة الشاملة بين فعاليات الأمة كافة، الحكومية والشعبية، العلماء والدعاة، الهيئات والمنظمات والحركات والشعوب والقوميات، على أساس من كفالة الحقوق، وتعزيز مناخ الحريات، وتوسيع قاعدة المشاركة، والتزام النهج السلمي قولاً وعملاً، وإرساء قواعد العدالة، وتنفيذ أحكام القضاء المستقل تنفيذاً فورياً، وتأكيد سيادة القانون واستقلال القضاء، وإلغاء قوانين الطوارئ، والإفراج الفوري عن جميع المعتقلين ظلماً، وتيسير عودة المواطنين المهجرين، وتأكيد دور العلماء في إصلاح الأمة، والدعوة إلى الله والالتزام بثوابت الأمة الدينية والوطنية والدفاع عنها، تعزيزاً لدورها، وقطعاً للطريق على المتربصين بها الدوائر.
ويرّحب الاتحاد بالجهود الدائبة التي تبذل في بعض الأقطار العربية والإسلامية لتحقيق المصالحة بين جميع الفئات العاملة؛ لخدمة الفكرة الإسلامية، ولا سيما أولئك الذين انتهجوا سبيل العنف والتغيير بالقوة عدداً من السنين، ثمّ فاؤوا إلى كلمة الحقّ، وعادو إلى نهج الوسطية الإسلامية الذي يتبناه الاتحاد ويدعو إليه.
ويؤكد الاتحاد في هذا السياق ضرورة الإسراع في الإفراج عن سائر المعتقلين السياسيين في جميع دول العالم الإسلامي، واستيعاب الجميع في الحياة العملية وفي النشاط الدعوي السلمي، استثماراً لطاقتهم، واستفادة من تجربتهم في الحيلولة بين الشباب المسلم وبين الوقوع في براثن دعاة الغلو والعنف والتكفير.
وأخيراً يعلن الاتحاد عن مواصلة عزمه على ترشيد الأمة وتصحيح مفاهيمها ودفعها إلى النهضة الحضارية المنشودة، وذلك بإتخاذ جملة من القرارات المتعلقة باستمراره في تنظيم المؤتمرات العلمية والدورات التدريبية وطباعة المنشورات الفكرية والثقافية، التي من شأنها أن تؤصل كافة القضايا المطروحة على الساحة الإسلامية، وأن تنزلها على الواقع المعاصر وفقاً للأصول المعتبرة وفق خطته الإستراتيجية.
وفي الختام ينتهز الاتحاد الفرصة لتقديم أجزل الشكر وأخلص الدعاء لقطر شعباً وأميرا وحكومة، وبخاصة للأمير المفدى على رعايته الكريمة، وعلى مواقفه ومواقف حكومته المشرفة في كافة المجالات السياسية والإنسانية.
الدوحة في 3 صفر 1434هـ الموافق 16 ديسمبر 2012