الشيخ إبراهيم النعمة

أول من أعزّي بوفاة شيخ الإسلام بحق في هذا العصر فقيد الأمة الإسلامية يوسف القرضاوي؛ الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين وهو أول رئيس له تغمده الله بواسع رحمته، وعوّضنا بمن يقوم مقامه في هذا العصر الذي تكالبت فيه أمم الكفر والضلال على التآمر اللئيم للنيل من هذا الدين.

ولا أراني مبالغًا إذا رددتُ فيه ما ردده شاعرنا القديم في الإمام الشافعي حين دفنه: أعجوبة من عجب الدهر  **  إطباق لوحين على بحر

إن الموت مصيبة، نطق بذلك القرآن الكريم: {فَأصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ}، والمصيبة تعظم إذا كان من فقدناه تحتاجه الأمة ليوجهها ويخلصها من الأزمات التي تحيط بها من كل جانب.

وإذا كانت الخسارة كبيرة بفقدنا لعملاق الإسلام شيخنا القرضاوي فإن أملنا -بعد الله- في البقية الباقية من علماء المسلمين الذين نهجوا نهجه في الدعوة إلى الله تعالى وما ذلك على الله بعزيز.

رحم الله شيخنا شيخ الجيل وحكيم الأمة الإسلامية في هذا العصر. إنّ العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وسبحان من أنزل على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} وصدق الله العظيم.