بسم الله الرحمن الرحيم

يقول الله عزوجل: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ}.

لقد هزني وآلمني وعقد لساني نبأ وفاة أخي الفاضل الشيخ الجليل العلامة يوسف القرضاوي رحمه الله.

وإنها لثلمة كبرى وفاجعة عظمى نزلت بالمسلمين في أنحاء المعمورة بوفاة هذا الشيخ الإمام رحمه الله؛ لكن قضاء الله عزوجل وقدره الحكيم لامفر منه، وقد كتب الموت على عباده وخلقه جميعا، وموت العلماء المخلصين والنابهين من أعظم البلايا، وفَقْدُهم من أشد ما يصيب الأمة من رزايا، وحسبنا في بيان ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم : «إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يُبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا».

وكم تمنيت من سنوات طوال أن لو كانت الأعمار توهب كي أهب شيخنا الجليل القرضاوي شطر عمري ليواصل مسيرته المباركة في الدعوة والعلم والجهاد بقلمه ولسانه، وبما منحه الله عزوجل من مواهب قلَّ أن تجتمع في غيره.

وللشيخ القرضاوي رحمه الله مكانة في نفسي وقلبي لايعلمها إلا ربي عزوجل، وإن كنت لم أحظ بشرف اللقاء به إلا مرة واحدة في الدوحة، لكني دائم اللقاء والتواصل به عبر الهاتف، ومن خلال هذا الفيض الذي حباه الله به من كتبه وخطبه ومحاضراته وبرامجه في وسائل الإعلام.

رحم الله الإمام الفقيه المتضلع والعالم النابه والعلامة المجاهد يوسف القرضاوي رحمة واسعة، وأسكنه أعالي الجنان، وجمعنا به في مقعد صدق عند مليك مقتدر.

 

 أحمد عبدالسلام المحلاوي

الإسكندرية يوم الثلاثاء الأول من شهر ربيع الأول عام 1444 للهجرة

الموافق السابع والعشرين من سبتمبر عام 2022 للميلاد