كلمة تعزية حول وفاة

العلامة الدكتور الشيخ يوسف القرضاوي رحمه الله

الحمد الله رب العالمين والعاقبة للمتقين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحابته أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

لقد تلقينا ببالغ الحزن والأسى نبأ وفاة العالم الجليل والمؤلف القدير المجاهد الباسل الفقيه العبقري والفيلسوف الخبير والخطيب المصقع العلامة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي الذي انتقل إلى جوار رحمة الله عز وجل مساء يوم الإثنين بتاريخ 29 صفر 1444هـ الموافق 26 سبتمبر 2022م عن عمر يناهز 96 سنة، قضاها في خدمة الإسلام والمسلمين. تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه بحبوحة جنانه وغفر زلاته ورفع درجاته.

كان الشيخ من العلماء الأعلام الأفذاذ ومن الفضلاء القليلين الذين يحظون بكل هذا التوفيق لخدمة الدين الحنيف، والأمة الإسلامية على نطاق العالم، وبكل هذا الحب والاحترام والتقدير من الناس على اختلاف آرائهم وأفكارهم وتنوع اتجاهاتهم، فكان مقبولًا لدى الجميع ومحبوبًا عند كافة الجماعات من الناس، وكان يعيش قضايا المسلمين في العالم كله، يخزن لحزنهم ويفرح لفرحهم، يناصرهم ويدافع عنهم حسبما يستطيع، وخاصة كان يهمه قضية القبلة الأولى للمسلمين قضية بيت المقدس في أرض فلسطين، لقد وقف حياته كلها للعلم والدعوة والأدب، والتصنيف والتأليف والإرشاد والتوجيه، والسعي الحثيث وراء إعادة ثقة الناس بالإيمان بالله وبرسوله وبالدين الإسلامي، بخطاباته وكتاباته، فكان يقاسي ويواجه الصعوبات والأذى في سبيل نشر العلم والدين وتعميم المفاهيم الإسلامية الصحيحة في المسلمين، وكان يقبلها برحابة الصدر والانشراح، ولا يبالى ولا يخاف في الله لومة لائم شأن العلماء المتقدمين، لقد ترك للمسلمين تراثًا ضخمًا من عشرات المؤلفات في عديد من الموضوعات الإسلامية.

لقد أحدث فقده فراغًا كبيرًا في الأمة المسلمة، وثلمة عظيمة في كيان العلم والدعوة، والحق يقال: إن موت العالم ثلمة في الإسلام وثغرة لا تسد، وأنا شخصيًا وجميع الأساتذة والطلاب في الجامعة الإسلامية عزيز العلوم بابونغر فتكصري شيتاغونغ بنغلاديش لمحزونون بفراق الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي رحمه الله، فنحن نتقدم بأحر التعازي وأخلص العزاء من أعماق قلوبنا في هذا المصاب الجلل إلى أسرة الشيخ وتلاميذه وأصدقائه في العالم وإلى الأمة الإسلامية قاطبة.

رحم الله الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي وغفر له، وتقبل جميع أعماله خالصةً لوجهه الكريم، وجعلها في ميزان حسناته يوم القيامة، ورفع درجته في أعلى عليين، وجزاه عنا وعن المسلمين خير الجزاء، إنه سميع قريب مجيب. وصلى الله وسلم وبارك على نيبنا محمد خاتم النبيين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وعلى آله وأصحابه أجمعين.

 

مخلصكم

محمد محب الله البابونغري

رئيس الجامعة الإسلامية عزيز العلوم بابونغر، فتكصري شيتاغونغ

وأمير منظمة حفاظت إسلام بنغلاديش

27-9-2022