في أوائل سنة (1977م) ظهر كتابي: «الخصائص العامة للإسلام» الذي كان يدرس لطلاب الجامعة في المقرر الأول لمادة «الثقافة الإسلامية». وكنا ندرس هذا المقرر لطلاب كليتي التربية، قبل أن تنشأ جامعة قطر.

وكانت «الثقافة الإسلامية» مقررًا إجباريًّا مطروحًا على طلاب الجامعة، من جميع الكليات وجميع الأقسام. وهي مادة جديدة لم تقرر إلا في بعض الجامعات العربية، مثل: جامعات السعودية، وجامعة الكويت، وجامعة قطر، والجامعة الليبية.

وكانت بعض الجامعات تدرسها تحت عنوان: «الحضارة الإسلامية». وقد اقترح عليَّ هذا العنوان، ولكني خشيت أن يضيع المقصود من تدريس هذا المقرر، وراء الاهتمام بالجانب العمراني والفني في الحضارة الإسلامية. وأنا أريد أن نعطي الطالب جرعة كافية في «فلسفة الإسلام» ونظرته الكلية لله وللإنسان، للحياة وللكون، للدين والدنيا، للفرد والمجتمع، هذا من ناحية. وهذا ما يهتم به المقرر الأول في الثقافة الإسلامية.

ومن ناحية أخرى: نريد أن نبين للطلاب الأخطار التي تهدد الأمة الإسلامية، والوجود الإسلامي؛ من الاستعمار والصهيونية، والفلسفات المستوردة، من الماركسية والوجودية وغيرها، والاستشراق والتبشير، ونحوها وكيف تواجهها الأمة بوسائل إيجابية. وهذا ما يهتم به المقرر الثاني للثقافة الإسلامية. وكان الطلاب يدرسون المقرر الأول للثقافة الإسلامية أول ما يدخلون الجامعة، ويدرسون المقرر الثاني في الفصل الأخير عادة.

وكان كتاب: «الخصائص» أنسب وأقرب إلى المقرر الأول، وهو جزء من المنصوص عليه في المقرر بالفعل، وهو: الخصائص العامة للدين الإسلامي. وكان كتابي: «الحلول المستوردة، وكيف جنت على أمتنا؟» أقرب إلى المقرر الثاني، وإن كان كل من الكتابين لا يوفي المقرر المطلوب حقه كاملًا.

وقد ذكرت في مقدمة الكتاب: أن الشهيد سيد قطب قد أخرج - وهو في سجنه - كتابه القيم: «خصائص التصور الإسلامي» وهو - كما يبدو من عنوانه - يعنى بجانب واحد من جوانب الإسلام الرحب، وهو جانب التصور والاعتقاد. أي ما يوضح خصائص الفكرة الكلية للإسلام، عن الله، والكون، والحياة، والإنسان.

أما خصائص المنهج أو المذهب «أو النظام» الإسلامي كله - بما في ذلك العقائد والعبادات والأخلاق والشرائع - فلم يكن ذلك هدفه في الكتاب، وإن عرض لشيء منه في بعض الأحيان تبعًا لا قصدًا؛ لهذا كان هذا الكتاب تتمة لكتاب الشهيد رحمه الله. ولا عجب أن اقتبست بعض العناوين الرئيسية منه، مثل: الربانية، والشمول، والواقعية، والتوازن. وإن لم ألتزم تفسيره لها تمامًا. فقد أوسع أو أضيق، وقد أزيد أو أنقص.

مثال ذلك: أنه تحدث عن خصيصة «الربانية» بمعنى ربانية المصدر والأساس، وأفاض في ذلك إفاضة بليغة. ولكنه ححح لم يلتفت إلى المعنى الآخر للربانية، وهو ما سميناه: «ربانية الغاية والوجهة»، وهو معنى أساسي وخطير، وربما كان هو المتبادر إلى ذهن المسلم عندما تذكر كلمة «الربانية» أو «رباني»..

كما أنه رحمه الله ركز على معنى «الثبات» في الإسلام، وأكد تأكيدًا قويًّا. وهذا مقبول في جانب التصور والاعتقاد، كما أنه كان لزامًا لمواجهة دعاة «التطور» المطلق في عالمنا كالماركسيين وأشباههم، ولكن إذا تحدثنا عن الإسلام عقيدة وشريعة، ونظام حياة، أجد أن خصيصة الإسلام هي الجمع بين الثبات والمرونة معًا، وهذا ما أثبته هناك، كما أضفت خصائص أخرى لم يذكرها الشهيد مثل: الإنسانية، والوضوح.

وقد تناولت بالشرح والتحليل في هذا الكتاب سبع خصائص هي:

1 - الربانية.

2 - الإنسانية.

3 - الشمول: ونعني به شمول الزمان والمكان والإنسان، وهو في الواقع يضم خصائص ثلاثًا هي: الخلود، والعالمية، والاستيعاب.

4 - الوسطية، أو التوازن.

5 - الواقعية.

6 - الوضوح.

7 - الجمع بين الثبات والمرونة.

طبعة كثيرة الأغلاط:

وبمناسبة كتاب: «الخصائص العامة» أذكر هنا: أن الذي نشر الطبعة الأولى منه كانت «مكتبة وهبة»، ولكني فوجئت حين أرسل إليَّ صديقنا الحاج وهبة عدة نسخ من الكتاب أول ما ظهر؛ أن الكتاب مليء بالأغلاط المطبعية إلى حد لا يحتمل، فلا تخلو صفحة منه من غلطتين أو ثلاث أو أكثر.

وعندما رأيت ذلك غلى الدم في عروقي، وأرسلت برقية عاجلة إلى الحاج وهبة تقول: أوقف توزيع الكتاب، ففيه نحو ألف غلطة!! وأحملكم المسئولية! وتسلم الرجل البرقية في ذهول، وفتح الكتاب وبدأ يقرأه من جديد، فوجد كلامي حقًّا. فمنع ما بقي عنده من التوزيع. وأما ما ذهب إلى السوق، فهيهات أن يعاد. والعجيب أني ذهبت إلى المغرب، فوجدت هذه الطبعة قد زورها أحد الناشرين، ووزعها بعُجَرها وبُجَرها وأخطائها؛ وهذا يدل على أهمية أخذ إذن المؤلف.

ومثل هذه الأخطاء هي التي جعلت علماء الآستانة في عهد العثمانيين يتوقفون في إجازة استعمال المطبعة! لأنها مظنة أن تسبب في أخطاء فاحشة تفسد العلم وتشوهه. بخلاف «النسخ» الذي كان يقوم به في العادة علماء يعرفون معاني ما ينسخونه! ولكن مثل هذا التخوف لا يمكن أن يكون سببًا في حرمان الأمة من ثمرات المطبعة وفوائدها، وهي أكبر بكثير من مضارها، التي يمكن تلافيها بإعداد طابعين فاهمين.

والمهم أن مثل هذه الأخطاء الكثيرة والفاحشة في الكتاب لا يمكن علاجها، إذ كيف تصدر ملحقًا يحوي تصويب ألف خطأ؟ إنها فضيحة ولا شك. تأسف الأخ الكريم الحاج وهبة، وما يغني الأسف؟ وبادر، فقوى جهاز التصحيح، وجاء بمصحح جيد مأمون. وهذا هو الواجب من أول الأمر. بعد ذلك أصبحت أحرص كل الحرص على أن أصحح النموذج أو «البروفة» الأخيرة بنفسي، على ما يكلفني ذلك من وقت وجهد. أنا في أمس الحاجة إليهما.

 

الصبر في القرآن الكريم «في التفسير الموضوعي»:

كان من المقررات في قسم الدراسات الإسلامية، ثم في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية: «التفسير الموضوعي». ويقصد بالتفسير الموضوعي: التفسير الذي يتناول موضوعًا من الموضوعات التي يهتم بها القرآن الكريم، وتُجمع الآيات المتعلقة به من القرآن كله، مكيه ومدنيه، وتصنف هذه الآيات، بحيث تلقي ضوءًا كاشفًا على عناصر الموضوع، كما عرضه القرآن.

 

وكان التفسير الذي درسناه في معاهد الأزهر الثانوية، وفي كلياته العالية، يدور كله حول ما يسمى: «التفسير التحليلي»، وهو الذي يتناول سورة أو أكثر أو أقل من القرآن الكريم يحلل ألفاظها، ويشرح معانيها، ويبين أسباب نزولها وأسرار البلاغة فيها، وما يستنبط منها من أحكام أو إرشادات، إلى آخر ما عنيت به تفاسير القرآن المشهورة، وكل مفسر يهتم عادة بما تخصص به ونبغ فيه، فهناك من يهتم باللغة والبلاغة كالزمخشري، وهناك من يهتم بأحكام الشريعة كالقرطبي، وهناك من يهتم بالعقائد والجوانب العقلية كالفخر الرازي، وهناك من يهتم بالحديث والأثر كابن كثير. أما هذا اللون الجديد من التفسير، فلم يكن معروفًا كثيرًا عند الأقدمين، إلا في نحو ما عني به الإمام ابن القيم في كتابه: «التبيان في أقسام القرآن» جمع قَسَم.

 

ثم أصبح المعاصرون يوجهون عناية كبيرة إلى هذا النوع، مثل ما كتبه الشيخ شلتوت من رسالة عن «القرآن والقتال»، ورسالة عن «القرآن والمرأة»، وما كتبه الشيخ الدكتور محمد عبد الله دراز عن «الدستور الأخلاقي في القرآن»، وقد كتبه أولًا بالفرنسية، ونقله الأستاذ عبد الصبور شاهين إلى العربية، وما كتبه الأستاذ العقاد عن «الإنسان في القرآن الكريم»، و «المرأة في القرآن الكريم».

 

وقد رأينا هذا النوع من التفسير نافعًا للطلاب والدراسين؛ لأنه يطلعهم على الثروة الهائلة، التي يحتويها القرآن من موضوعات لا تكاد تحصر حول الفرد والأسرة والمجتمع والأمة والدولة والعالم، وحول الكون والإنسان والحياة. وقبل ذلك حول بارئ الكون وخالق الإنسان وواهب الحياة ... حول العقائد والعبادات والمعاملات والقيم والأخلاق والآداب والشرائع ... حول علاقة الإنسان بربه، وعلاقته بنفسه، وعلاقته بأسرته، وعلاقته بمجتمعه، وعلاقته بحكومته، وعلاقته بخصومه، وعلاقته في السلم، وعلاقته في الحرب.

 

وقد بدأ الكثيرون من الباحثين وطلاب الدراسات العليا يقدمون أطروحاتهم للماجستير والدكتوراه حول موضوع من موضوعات القرآن، وبعد فترة من الزمن سيصبح لدينا كم هائل من موضوعات القرآن المخدومة والمشروحة. وقد بدأت أدرس هذا المقرر لطلابي وطالباتي، وخطر في بالي: أن يكون موضوعنا هو: «الصبر في القرآن الكريم»، ولما نضج الموضوع عندي أخرجته في كتاب. وكان هو بداية لسلسلة التفسير الموضوعي عندي. وقد صدر بعده كتاب: «العقل والعلم في القرآن الكريم».

 

وما زال عندي مسودات موضوعات في هذا المجال، أدعو الله أن يوفقني لإتمامها وإخراجها للناس، مثل: موضوع «الشكر في القرآن»، وهو مكمل لموضوع الصبر؛ فالإيمان نصفه صبر، ونصفه شكر، كما قال تعالى: {إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّكُلِّ صَبَّارٖ شَكُورٖ} [إبراهيم: 5]؛ أي للمؤمن الذي إذا أصابته سراء شكر، فكان خيرًا له، وإذا أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له. ومن المسودات التي عندي: «الإيمان في القرآن»، وهو موضوع خصب غني جدير بأن يخدم، فإذا لم يسعفني الأجل أرجو من إخواني وأبنائي الباحثين أن يعنوا به ويخدموه.

 

وقد فكرت جديًّا في بعض الأوقات أن أتفرغ ما استطعت لكتابة موسوعة قرآنية شاملة، تتضمن «موضوعات القرآن» في مجالات الدين والحياة المختلفة، عقائد وعبادات وأخلاقًا ومفاهيم وتقاليد وأنظمة وقوانين، في حياة الفرد، والأسرة والجماعة والأمة والدولة، والعلاقات الدولية، والعلاقة بالبيئة والكون وعالم الغيب، مما يغطي الجوانب الروحية والمادية، والفردية والاجتماعية، والمحلية والدولية، والدينية والسياسية، والثقافية والاقتصادية.

 

وهذه الموضوعات حاضرة في ذهني، ولكن وضعها على الورق يحتاج إلى وقت وجهد، وتوفيق من الله تعالى. ويبدو أن العمر لا يساعد على إنجاز هذا المشروع، فعسى أن يقوم به بعض أبنائنا الواعين والمخلصين من أهل القرآن «أهل الله وخاصته».

 

اجتماع لوجانو(1)

وفي صيف سنة (1977م) تنادت مجموعة من المثقفين الإسلاميين المعنيين بأمر الدعوة والفكر، في ضوء مقتضيات العصر وتطوراته التي لا تتوقف ولا تتناهى، وفي إطار الثوابت الشرعية، التي لا يجوز الخروج عليها وإن تغير الزمان والمكان والإنسان. تنادت هذه المجموعة بضرورة التلاقي لعدة أيام للحوار والمراجعة حول قضايا حية وجوهرية؛ يدور حولها الجدل في كثير من الأقطار، ولدى كثير من الناس، وتستحق من أهل العلم والفكر والدعوة: البحث الدقيق، والفقه العميق، والنقاش الطويل، حتى تنضج حولها رؤية مستبصرة، وفكرة جلية، يمكن أن تنبثق منها أحكام شرعية اجتهادية لها اعتبارها وفق الأصول المتبعة، والقواعد المرعية، في الاستنباط والاجتهاد، تتحدد على ضوئها مواقف عملية، وتنشأ على أساسها هياكل ومؤسسات فكرية ودعوية وتربوية.

 

وكان من أهم هذه القضايا: «أسلمة المعرفة» أو «إسلامية المعرفة»(2) ولا سيما بالنسبة للعلوم الإنسانية والاجتماعية، وأهمية هذا الموضوع وضرورة الإعداد له، وبذل الجهود العلمية من أهل الاختصاص؛ لإيجاد علوم إنسانية مؤسسة على منظور إسلامي. كما بحثنا قضية «الوجود الإسلامي» في الغرب؛ في أوروبا وأمريكا، وضرورة توطينه، وأهمية الربط بين المسلمين، وإزالة الخلافات والفجوات القائمة بينهم، ووجوب إدماجهم في المجتمعات التي يعيشون فيها، وخروجهم من صومعة العزلة والتقوقع إلى باحة التفاعل والتأثير والتأثر، مع الاحتفاظ بالعقيدة والهوية الإسلامية، وضرورة تبني رؤية وسطية مستنيرة للإسلام، تقوم على التسامح لا التعصب، والانفتاح لا الانغلاق، والحوار لا الرفض، والاعتدال لا الغلو والتسيب.

 

وكان الذين فكروا في هذا اللقاء، ودعوا إليه، هم الإخوة في أمريكا، الذين كانوا في حالة نمو وتطور تسمح لهم بهذا النوع من التفكير «الاستراتيجي»، والرؤية المستقبلية، وبخاصة «الجمعية الثقافية» التي كان يرأسها في ذلك الوقت - على ما أذكر - الدكتور محمود أبو السعود، ومن حوله الإخوة الذين قادوا أو يقودون «اتحاد الطلبة المسلمين» الذي انبثق عنه عدد من المؤسسات المهمة، مثل: الجمعية الطبية الإسلامية، وجمعية العلماء الاجتماعيين، وجمعية العلماء والمهندسين، ومؤسسة الوقف الإسلامي، وغيرها.  

 

وكانت «لوجانو» في سويسرا - المنطقة الإيطالية منها - هي المكان المختار للقاء، حيث يسكن في هذه المنطقة الأخوان الكريمان: يوسف ندا، وغالب همت، اللذان وفرا للمجموعة المنتقاة: المكان الملائم، والعون الملائم، والجو الملائم. وقد حضر هذه الندوة أو هذا اللقاء عدد من الإخوة لم أعد أذكرهم كلهم، فاختلاف النهار والليل ينسي، كما قال شوقي ححح. ولا أذكر أيضًا كم كانوا. ولكني أذكر منهم: الدكتور الشهيد إسماعيل الفاروقي العالِم الاجتماعي ححح، والدكتور محمود أبو السعود العالِم الاقتصادي ححح، والمفكر السوري المعروف الأستاذ محمد المبارك، والدكتور خورشيد أحمد، والدكتور أحمد العسال، والدكتور التيجاني أبو غديري، والدكتور عبد الحميد أبو سليمان، والدكتور أحمد التوتنجي، والدكتور أحمد القاضي، والدكتور جمال برزنجي، والدكتور هشام الطالب، والدكتور منذر قحف، والدكتور محمود رشدان، والدكتور رشيد بن عيسى تلميذ مالك بن نبي بالجزائر، والدكتور طه جابر العلواني، وكانت هذه أول مرة ألقاه فيها وأتعرف إليه.

 

وقد بقينا نحو ثلاثة أيام على ما أذكر في «لوجانو»، انتهينا فيها إلى توصيات التقت عليها المجموعة المشتركة في الندوة، كان له أثرها وصداها في العمل الدعوي والفكري فيما بعد. وكان من ثمار هذا اللقاء: التفكير في إنشاء «المعهد العالمي للفكر الإسلامي» الذي أسس في واشنطن برئاسة د. عبد الحميد أبو سليمان، ثم د. العلواني، وكان له فرع ناشط في القاهرة، قام عليه الدكتور جمال الدين عطية لعدة سنوات، ثم تولاه من بعده الدكتور علي جمعة «مفتي جمهورية مصر الآن» لسنوات أخرى.

 

.................

 

(1) لوجانو: بالجيم القاهرية غير المعطّشة، ولا يوجد في الحروف الهجائية العربية المعروفة: حرف يعبر عنها؛ ولذا يكتبها بعض العرب «غينًا» ويضع آخرون تحتها ثلاث نقط، ولكن هذه لا توجد في حروف طباعة الكمبيوتر.

(2) يراد بـ «أسلمة الشيء»: جعله إسلاميًّا. وإن كانت كلمة «أسلم» هنا في الأصل فعلًا لازمًا، يقال: أسلم الرجل: أي دخل الإسلام. أما «أسلم» التي مصدرها «أسلمة» فتستعمل متعدية، ومضارعها «يؤسلم» ولذا لم يقرها اللغويون، أو كثير منهم. فاستُخدمَتْ بدلها كلمة «إسلامية المعرفة».