الإسلام بين شبهات الضالين وأكاذيب المفترين
مقدمة الطبعة الجديدة
ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، وصلاة وسلامًا على رحمتك للعالمين، سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد: فهذه رسالة نشرت في أواخر الخمسينات من القرن الماضي «العشرين» حين كنت أعمل أنا وأخي أحمد العسال في الإدارة العامة للثقافة الإسلامية بالأزهر، التي كان أستاذنا الدكتور محمد البهي مديرًا عامًّا لها.
وقد عهد إلينا في ذلك الوقت -بعد أن أخرجنا كتب الإمام الأكبر شيخنا الشيخ محمود شلتوت شيخ الأزهر- أن نتتبع ما ينشر في الصحف عن الإسلام إيجابًا وسلبًا، لنرصده ونرد على ما يستحق الرد منها.
وقد نشر الشيوعيون في العراق، في عهد الكريم القاسم -على ما أذكر- كراسة تهاجم الإسلام وتعاليمه وحضارته، عُرفت باسم «الكراسة الرمادية»، وتحدثت عنها الصحف المصرية، وقد استاء الجمهور المصري مما نشر فيها من إساءة بالغة إلى الإسلام.
وقد طلب إلينا أستاذنا الدكتور البهي أن نكتب ردًّا مركزًا ينشر في مجلة الأزهر ويترجم إلى الإنجليزية، ثم ينشر في رسالة مستقلة أيضًا، وقد وفقنا بحمد الله لكتابته ونشره، أنا وأخي العسال، ونشر في مجلة الأزهر، كما قام بترجمته الأخ الكريم الأستاذ حمودة عبد العاطي الباحث بمراقبة البحوث والثقافة، وقد توسع فيه بعد ذلك، وكان أساسًا لكتاب باللغة الإنجليزية هو «جوهر الإسلام».
ولم يُقدَّر لهذه الرسالة أن تنشر بعد ذلك -فيما أعلم- حتى عثر عليها أخونا الأستاذ سلطان حسين وهبة ففرح بها، واستأذنني في إعادة نشرها فأذنت له، ولم أضف إليها جديدًا، إلا بعض التخريج، وإلا هذه المقدمة.
أسأل الله أن ينفع بها من كتبها، ومن نشرها، وكل من قرأها، آمين.
ربيع الآخر 1432هـ
مارس 2011م
الفقير إليه تعالي
يوسف القرضاوي