منتصر حمادة (المغرب)

هل ثمة علاقة مباشرة بين ما جاء في آخر تصريحات أسامة بن لادن، وبين مجموعة من رسائل النصح والنقد الصادرة خلال الآونة الأخيرة عن أعلام فقهية وازنة في المجال التداولي الإسلامي العربي؟.

لم نفكر أصلا في طرح تساؤل هكذا، لولا صدور قراءات نقدية في حق تصريحات بن لادن الأخيرة، ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: مقالات عبد الباري عطوان، ومحمد أبو رمان، وياسر الزعاترة، وتصب بدورها في الحديث عن أزمة حقيقية يمر بها تنظيم القاعدة، فعبد الباري عطوان مثلا يشير بصريح العبارة إلى أن التنظيمات الجهادية لا تتعلم في معظمها من تجاربها وتجارب الآخرين، وخاصة تجربة المقاومة الفلسطينية في لبنان وقبلها الأردن. رسالة الشيخ بن لادن هي محاولة -وإن بدت متأخرة- لتطويق خطر كبير، وإنقاذ تنظيم بات يشكل أكبر تهديد للولايات المتحدة الأمريكية وهيمنتها، هذه هي المرة الأولى التي يعترف فيها زعيم تنظيم القاعدة بارتكاب أعضاء التنظيم أخطاء وتجاوزات في العراق، ويطالب فصائل المقاومة الأخرى بالصفح. (القدس العربي 24/10/2007).

أما محمد أبو رمان -الباحث الأردني في شئون الحركات الإسلامية- فيرى أن رسالة بن لادن الأخيرة تعكس في جوهرها الأزمة الشديدة التي يعاني منها تنظيم القاعدة في العراق اليوم، سواء على مستوى الانحسار والتراجع، أو على مستوى العلاقة مع فصائل المقاومة والمجتمع السني، أو على مستوى الحالة الداخلية للتنظيم. إضافة إلى الاعتراف لأول مرّة بالأخطاء التي يرتكبها أتباع التنظيم في العراق. (الغد الأردنية 24/10/2007).

ومن جهته أشار ياسـر الزعاترة إلى أن تنظيم القاعدة خسر الكثير من قوته، وذلك بعد أن فقد الكثير من عناصره، سواء في الصدامات مع العشائر وقوى المقاومة الأخرى، أو في معاركه مع الأمريكان والقوات العراقية، كما وقع الكثير منهم في الأسر، أضف إلى ذلك ما يتعلق بخسارتهم للحاضنة الشعبية التي توفرت لهم طيلة سنوات، وما من تنظيم أو فصيل يمكنه مواصلة العمل المسلح من دون حاضنة شعبية توفر له الحماية. (رسالة بن لادن لأهل العراق.. المضمون والدلالات، موقع الجزيرة. نت 30/10/2007).

لنترك هذه الانتقادات جانبا لأنها متوقعة، ما دامت تزكي إقرار أول المعنيين بارتكاب أخطاء وزلات، ونتحدث عن أسامة بن لادن طبعا، حتى نعرج على انتقادات تهم البنية الفقهية التي يتأسس عليها خطاب تنظيم القاعدة، ومن ثم ما يصدر عن التنظيم من عمليات نختلف في خندقتها ضمن خانة العمليات الجهادية أو الاستشهادية أو الإرهابية، بحسب حسابات وعلاقات وأهداف المعني بتحرير التقييم.

فالتقييم المتوقع صدوره مثلا عن الإدارة الأمريكية يختلف عن تقييم صادر عن فاعل إسلامي حركي، أو عن إمام من أئمة العالم الإسلامي، لولا أننا بصدد مئات الآلاف من الأئمة في ربوع العالم الإسلامي من جاكرتا إلى الدار البيضاء، دون الحديث عن أئمة الأقليات والجاليات الإسلامية المقيمة في الغرب والشرق على حد سواء.

وضمن هؤلاء الأئمة هناك من يؤيد أسامة بن لادن في السر والعلن، وهناك من يختلف معه طولا وعرضا، وهناك من يقف في مرتبة بين بين، وحالة بين بين، هذه لصيقة على الخصوص بالعديد من الحركات الإسلامية المنخرطة في اللعبة السياسية التي طلقت العمل الجهادي، وتجاوزت مرتبة العمل الدعوي؛ حيث إن إبداء مواقف صريحة مما يصدر عن بن لادن ومن معه يجلب معه الكثير من القلاقل في حسابات ساس ويسوس مع هؤلاء، وغالبا ما يعلنون صراحة أنهم ضد القيام بأي اعتداءات إرهابية ضد الدول العربية والإسلامية، ونحسب أنهم صرحاء وصادقون في هذه الجزئية، على غرار ما يصدر عن أي فقيه مؤسسة أو فقيه حركة إسلامية معتدلة، ولكننا في المقابل لا نطلع على تقويم صريح وواضح ومسئول لمواقف هذه الحركات من أسامة بن لادن شخصيا!.

كلنا ضد العنف والإرهاب والمساس بأمن المجتمعات والأوطان العربية والإسلامية، ولكن ما هو موقفنا الحقيقي من شخص بن لادن والظواهري وبقية القيادات والأتباع الذين يعلنونها صراحة في أشرطة مؤسسة السحاب؟.

واضح أن إبداء مواقف صريحة من شخص بن لادن والظواهري يتطلب بشكل حتمي وأفصح إبداء مواقف شرعية واضحة وصريحة من أدبيات التنظيم؛ حتى نطرق بيت القصيد.

لنلاحظ أننا ما نزال في سقف/ مرتبة تدبير الاختلاف الفقهي/ الشرعي حول الاعتداءات التي تعصف بالدول العربية والإسلامية، ولنا أن نستحضر طبيعة الخلافات الفقهية بخصوص الاعتداءات التي تعصف بالدول غير الإسلامية، وحتى لو لم تكن تضم مسلما واحدا!.

ولأن عالمنا الإسلامي يعج بالأئمة والفقهاء والدعاة، تزداد حيرة الرأي العام والرعية تجاه هذه الاعتداءات، لولا أن مجالنا التداولي أفرز مجموعة من العلماء الذين يُشهد لهم بالمرجعية والمصداقية والصراحة، ونحن أحوج إلى انتظار ما يمكن أن يصدر عن هؤلاء، طالما هناك حدود أدنى من التفويض الأهلي أو الشعبي، أو تفويض الرعية (حتى نترك مفهوم المواطنة جانبا) لهؤلاء الفقهاء.

وضمن هذا الإطار، نستوعب أهمية ما صدر مؤخرا عن فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي، ليس بالضرورة لأنه رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ولكن لأنه أحد أبرز المراجع الفقهية في العالم الإسلامي، إن لم يكن فقيه الأمة الأول، والفقيه الأبرز والمجسد لتيار عريض يتأسس على شعار الوسطية: قولا وممارسة وتفاعلا مع الذات والغير.

منذ أسابيع قليلة فقط وَجَّهَ القرضاوي دعوة صريحة إلى أتباع أسامة بن لادن في منطقة المغرب العربي، أو ما أصبح يصطلح عليه بـ"تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" لأن يعودوا إلى رشدهم، ويتوبوا إلى ربهم، ويراجعوا دينهم على غرار ما قام به إخوانهم في الجماعة الإسلامية في مصر الذين أعلنوا صراحة عن تخليهم عن منهج العنف والإرهاب بعد سنوات من سلوكهم لهذا الطريق الخطأ، مضيفا: إنهم مخيرون بين منهجين اثنين: إما أن تفيق هذه القلة الشاردة وتتوب وتنضم إلى شعبها، وإما أن تزول وتنقرض كما انقرضت جماعات قبلها، دمغ الحق باطلها، ومحاها الرشد وفقا لسنة الله في الخلق مستشهدا بالآية الكريمة: (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ) [الرعد:17]. (جاء ذلك في رسالة عزاء أرسلها الشيخ القرضاوي يوم 17/9/2007 للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، لمواساته في الاعتداءين اللذين هزا مدينتي باتنة ودلس الساحلية، وخلّفا أكثر من 60 قتيلا و200 جريح).

تزامنا مع دعوة الشيخ القرضاوي لأتباع تنظيم القاعدة في المغرب العربي وَجَّهَ داعية مرجعي هو الآخر -على الأقل في منطقة الخليج العربي- انتقادا لزعيم التنظيم هذه المرة، معتبرا أنه تسبب في أكبر الويلات التي يتعرض لها العالم الإسلامي حاليا.

يتعلق الأمر بالداعية السعودي سلمان بن فهد العودة، ونعتقد أن ما صرح به "العودة" في هذه الرسالة/ البرنامج يختزل جبهات عديدة في حقيقة مواقف أهل السياسة والفقه والفكر والشارع من تنظيم القاعدة، ما دامت تقترب أكثر من وجهة نظرنا على الأقل، في تسمية الأمور بمسمياتها الحقيقية، وتكشف عن مواقف الداعية المسئول من قضايا كنا نتفادى الخوض فيها.

توقفنا في مطلع هذا المقال عند مأزق ازدواجية بعض الإسلاميين بخصوص إبداء مواقف صريحة من عمليات التنظيم بين التنديد العلني ضد أي اعتداءات إرهابية تمس دولا عربية وإسلامية، وبين إبداء الصمت المطبق في حق أسامة بن لادن ومن معه، وهو ما يختلف في رسالة سلمان بن فهد العودة، والذي سبق له أن أدان مع آخرين الهجمات التي نفذها تنظيم القاعدة ضد مصالح غربية وأهداف أخرى في المملكة العربية السعودية، إلا أنه لم يسبق أن وجه انتقادا مباشرا لـ"بن لادن" (لا زلنا نحوم حول بيت القصيد).

نورد بالحرف مجموعة من الأسئلة الدقيقة الواردة في رسالة الداعية السعودي:

- ماذا جنينا من تدمير شعب بأكمله كما جرى في العراق وأفغانستان؟.

- من المستفيد من محاولة تحويل المغرب والجزائر والسعودية وغيرها إلى بلاد خائفة لا يأمن فيها المرء على نفسه؟ وهذا استفسار يحيلنا إلى سؤال أكبر ومؤرق: ما هو مشروع تنظيم القاعدة بالضبط في المنطقة العربية والعالم الإسلامي؟.

- هل هناك تصميم على الوصول إلى الحكم ولو على جثث الآلاف المؤلفة من المسلمين؟.

- من المسئول عن تنشيط أفكار التكفير والقتل حتى تفشت بين الأسرة الواحدة وأدت إلى القطيعة والعقوق والتفكك؟.

- من المسئول عن شباب ذهبوا للقتال وتركوا خلفهم أمهات مكلومات، وزوجات حزينات، وأطفالا يتامى ينتظرون بذهول عودة أبيهم؟.

- من المسئول عن ملاحقة العمل الخيري، والشك في كل مشروع إسلامي، ومطاردة الدعاة في كل مكان بتهمة العنف والإرهاب؟.

- ومن المسئول عن اكتظاظ السجون بالشباب حتى أصبحت هذه السجون مفرخة لموجة جديدة من التكفير والغلو والعنف والتطرف؟.

نحسب أن بعض تعاليق قراءة المنابر الإعلامية على مقالات كُتاب الرأي والباحثين توجز لنا بعض معالم التفكير الجمعي لدى هذه الشعوب والأمة، بل إن بعض التعليقات تسمو -من حيث وجهة نفاذ الرؤية- على ما تحرره العديد من الأقلام العربية، ناهيك عن الأقلام الأجنبية.

ففي معرض التعليق على مقال عطوان الخاص بأخطاء تنظيم القاعدة في العراق، نطلع على الرأي التالي لقارئ جاء فيه: إني ألمس من خلال المقال دعوة للقاعدة للتخلي عن هذا المنهج مؤقتا ريثما تتحقق الأهداف التي نتفق عليها جميعا، وعلى رأسها تحرير العراق من الاحتلال الأمريكي الغاشم، بينما المطلوب هو مراجعة جذرية ونهائية لهذا الفكر الاستعدائي، في قراءة ثاقبة تسمو بشكل لافت على ما ذهب إليه الكاتب أحمد أميري في مقال له نشر بموقع إيلاف (مقال مؤرخ في 28/9/2007)، يستهزئ فيه بفحوى النقد الذي وجهه العودة إلى بن لادن، تماما كما استهزأ رجل الأعمال والكاتب الكويتي أحمد الصراف في معرض نقده ثنايا رسالة وجهها النائب الكويتي وليد الطبطبائي إلى أسامة بن لادن -وتتقاطع ثنايا الرسالة مع ما صدر عن سلمان العودة- حيث اتهم الصراف الطبطبائي بتلطيف صورة بن لادن، ورفع العبء الثقيل الذي رمي عليه بأنه مجرم ومطارد، بل إن طريقة الخطاب والرسالة توضح بأنه يعطيه نصحا، ولا يقول له سلّم نفسك للعدالة، وإنما يقول له تفضل لنتحدث ونفهمك أخطاءك. (رسالة من نائب كويتي إلى الشيخ بن لادن تثير جدلا في الكويت، موقع فضائية العربية 8/10/2007).

وتكمن جناية الطبطبائي في توجيه انتقادات إلى بن لادن حول فحوى خطابه الأخير، متوقفا تحديدا عند تأثيراته السلبية نظرا لغياب البعد السياسي في هذا الخطاب، وبأنه يكرس تنفيرا للأمريكيين عن الإسلام، خاصة أنه يدعو الشعب الأمريكي للإسلام، وهو يعترف بجرأة كبيرة بأنه وراء قتل الآلاف منهم في أحداث 11 أيلول (سبتمبر) 2001.

مكمن القوة والجرأة في رسالة أبرز نائب برلماني ممثل لتيار السلفية العلمية في الكويت مُجسد في نقد بن لادن بشكل صريح، وتنبيهه إلى أن ما يصدر عن تنظيمه أضر بالعمل الإسلامي والدعوة الإسلامية في شتى أنحاء العالم، ومطالبته بـ"استشارة العلماء الثقات وأهل الرأي والحكمة في العالم الإسلامي، وهذا عين ما أشرنا له سلفا، أي حتمية تدخل العلماء الثقات وأهل الرأي والحكمة في العالم الإسلامي من أجل الحسم مع ما يصدر عن الجهاديين المعاصرين".

توقف المعلق السعودي مشاري الذايدي في مقال عند نقطة مهمة في رسالة وليد الطبطبائي، ويهمنا التوقف عند نقطتين أساسيتين في المقال:

- تتعلق الأولى بما يشبه التقزيم من صدقية وصوابية الرسالة أو النصيحة، ملاحظا أن اختلاف الطبطبائي مع بن لادن ليس إلا خلافا على تقدير المصالح، وهو ليس اختلافا على المبادئ، وليس اختلافا على المستوى القيمي والأخلاقي، بل على المستوى الحركي والمصلحي البحت، ولو أن أعمال القاعدة لم تلحق ضررا بالمشروع الإسلامي الذي تمثله الحركات والتيارات والجمعيات المالية لما خرجت مثل هذه الرسالة أصلا ونظائرها من الرسائل. (عاتبون عليك يا شيخ، الشرق الأوسط 9/10/2007).

والحال أن الشيخ يوسف القرضاوي -حتى نرفع سقف النقد الفقهي عاليا، ومعه سقف المرجعية الفقهية أيضا- لم يتوقف فقط عند نموذج الأضرار التي لحقت بالمشروع الإسلامي، وأقلها شن الحروب الأمنية والمالية على جمعيات الأعمال الخيرية والدعوية في الشرق والغرب على حد سواء، بل كان صريحا وواضحا في النقد من خلال الإشارة مثلا إلى أنه لا قدوة لهؤلاء إلا الخوارج الذين استحلوا دماء من عداهم من المسلمين وأموالهم، منوها بمبادرة المصالحة والسلم التي يتبناها ويدعو إليها الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة.

- تستحق النقطة الثانية الإشادة؛ لأنها تحيلنا إلى أم المعارك في حقيقة مواقفنا مما يصدر عن تنظيم القاعدة، ونتحدث عن مواقفنا من فقه القاعدة أو أدبيات القاعدة التي تسبق الفعل القاعدي والممارسة القاعدية التي -بتعبير المناطقة- تأتي كتحصيل حاصل على وجود ذلك الفقه وتلك الأدبيات، وقد اعتبر الكاتب أن المشكلة مع تنظيم القاعدة لا تكمن في أنها أضرت بالعمل الإسلامي أو عطلت المشاريع الدعوية، أو أربكت الجهاد في العراق أو فلسطين...إلخ، بقدر ما تكمن في بنية خطابه الفكري، والاشتباك هو مع خيال القاعدة، ومدينة القاعدة الفاضلة التي لا يختلف معهم في الحلم بها من ينصحهم، إنما يختلفون معهم في سبل الوصول إلى هذه المدينة الفاضلة.

والحال أن التوصل إلى سقف/ مرتبة الاشتباك الفقهي مع أدبيات تنظيم القاعدة يتطلب منا أولا الاقتناع بضرورة الحسم مع هذه الأدبيات، وليس تأجيل الحسم عبر البحث عن الذرائع والمسببات والشماعات، وما أكثرها اليوم!، سواء من خلال ما يصدر عن الإدارة الأمريكية أو ما يصدر عن الدول العربية والإسلامية (عدد المعتقلين المغاربة على ضوء الاعتداءات الإرهابية التي عصفت بالدار البيضاء ليلة 16 أيار (مايو) 2003، يفوق بكثير مجموع المعتقلين والمحكوم عليهم في تبعات اعتداءات نيويورك وواشنطن ومدريد ولندن، من باب التذكير فقط).

هناك أسباب خارجية لا طاقة لنا بها، تتغذى وتقتات عليها أدبيات أتباع بن لادن، ولكن هناك مسببات داخلية خاصة بالعقل السياسي العربي الإسلامي من جهة، وهذا يتطلب المرور بعقبتين متوازيتين:

- تكمن الأولى في حتمية صدور مبادرات عن صناع القرار السياسي على أن تتحلى بجرعات كبيرة من الشجاعة التاريخية لمراجعة تخبط المقاربات الأمنية المعمول بها في السواد الأعظم في دول المنطقة العربية والإسلامية.

بتعبير أفصح، من المفترض أن تقابل المراجعات الفقهية التي صدرت عن العديد من رموز الحركات الإسلامية الجهادية -كالجماعة الإسلامية وجماعة الجهاد في مصر- بمراجعات أمنية مضادة تخدم مصالح الجميع، بالصيغة التي نطلع عليها باقتدار في الحالة المصرية، والتي تتجه نحو تصفية قلاقل التجربة الجهادية المرة، ونعتقد أن إقرار العاهل المغربي الملك محمد السادس في حوار مع يومية "إل بايس" الإسبانية بأن هناك تجاوزات حقوقية تمت على هامش تفجيرات الدار البيضاء الإرهابية، يندرج قطعا ضمن منطق المراجعات الأمنية المطلوبة اليوم، في الساحة المغربية نموذجا.

- وتكمن العقبة الثانية في الشجاعة المطلوبة من الناطقين باسم الإسلام الرسمي للخوض في هذا الاشتباك، وإذا انطلقنا من مُسَلَّمة عجز هؤلاء عن تحمل هذه المسئولية، فإنه يجب التعامل بعين التقدير والتنويه مع ما صدر عن الشيخ يوسف القرضاوي والداعية سلمان العودة والنائب وليد الطبطبائي، وفي انتظار صدور اعترافات أخرى تخدم مصالح المسلمين الفقهية للحسم مع مواقفنا من التنظيم وأمثاله.

ــــــــــ

-  نقلاً عن صحيفة القدس العربي، 2/12/2007، بتصرف بسيط.