زيارة جامعة الأمير عبد القادر:

لم أحضر ملتقى الفكر الإسلامي التاسع عشر الذي عقد في بجاية سنة 1985م بسبب رحلتي العلاجية إلى ألمانيا، ولكني عوّضت ذلك بالاستجابة لدعوة في أثناء العام الدراسي، في فصل الشتاء لزيارة جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية في مدينة قسنطينة، والتي كان شيخنا الغزالي يعمل مستشارًا علميًّا لها، ويرأس مجلسها العلمي، وكان مديرها صديقنا الأستاذ الدكتور عمار الطالبي أستاذ الفلسفة الإسلامية الذي عرفناه في ملتقيات الفكر السابقة، وقد بلغني أن الجوَّ بينه وبين الشيخ الغزالي ليس على ما يرام، وأنا أكره هذا الأجواء التي يسود فيها الخلاف، وتكثر فيها الدسائس والوشايات، ولا سيما في الجوِّ الإسلامي.

ولكن من حُسن حظي، حين استجبت للدعوة، وذهبت إلى الجزائر العاصمة، ومنها إلى مدينة قسنطينة التي تحتضن الجامعة، كان الدكتور الطالبي قد نُقل منها، وانتدب لإدارتها أحد الأساتذة، هو الدكتور نور الدين.

ومن المصادفات الغريبة: أني وجدت الدراسة في الجامعة شبه معطلة، لأن الطلاب مضربون عن الدراسة، لأن لهم مطالب من الجامعة، أو من الدولة لم تتحقق، ومع هذا ألقيت عددًا من المحاضرات تَدَاعى إليها الطلاب وحرصوا على حضورها، على رغم إضرابهم.

القناعة بالقليل:

كان الشيخ الغزالي موجودًا في قسنطينة في ذلك الوقت، وقد أنزلوني في منزل قريب من منزله من بيوت الجامعة، وتعهّدوا بأن يقوموا بكل ما احتاج إليه من طعام وشراب، وأنا - ولله الحمد - رجل قليل الحاجات، قليل الطلبات، لا أكلّف مُضيّفي ما يرهقه أو يزعجه، وقد نشأت في بيئة ريفية تقنع بالقليل، وتعودت على التقشف في السجون والمعتقلات. ولا غرو أن أصحابي هنا لم يضيقوا بي ذرعًا، بل كانوا يُلحُّون عليّ: ألا تحتاج شيئا؟ ألا تريد مزيدًا من الطعام؟ ألا تريد؟ ... ألا تريد؟ ... وأنا حقيقة لا أريد شيئًا. وقد قالوا قديما: القناعة كنز لا يفنى. وفي الحديث الشريف: «ليس الغنى عن كثرة العرض، إنما الغنى غنى النفس»(1).

ويقول أبو فراس الحمداني:

   إن الغني هو الغني بنفسه       ولوّ أنّه عاري المناكب حافي

 ما كل ما فوق البسيطة كافيا     وإذا قنعت فبعض شيء كافي

بقيت أيامًا في قسنطينة التقيت فيها الطلاب في محاضرات عامة، والتقيت بعضهم في لقاءات خاصة، والتقيت إدارة الجامعة وعددًا من أساتذتها. وسعدت سعادة خاصة بلقاء الشيخ الغزالي، الذي أتقرَّب إلى الله تعالى بحبه والقرب منه، وما لقيته قط إلا استفدت منه.

وبعد أيامي في قسنطينة: عدت إلى العاصمة الجزائر بالطائرة، ولقيت إخواننا في وزارة الشئون الدينية، وسلّمت عليهم، وودَّعتهم، مؤكِّدين على أن أكون معهم في ملتقى الفكر القادم في الصيف إن شاء الله.

السفر لحضور الملتقى وما حدث فيه من مفاجآت:

حرصت على حضور ملتقى الفكر الإسلامي العشرين المقرَّر عقده في مدينة سطيف بالجزائر، وكان موعده في الصيف كما هو المعتاد.

ولا أدري: لماذا لم أحجز لنفسي مبكرًا من القاهرة - التي أقيم فيها في الصيف عادة - على الطائرة الجزائرية، فقد تسبَّب تأخّري في الحجز: أني لم أجد لي مقعدا في الطائرة الجزائرية في الوقت المطلوب.

ومما يؤسف له أن المواصلات - في ذلك الوقت - بين المشرق العربي والمغرب العربي بصفة عامة، لم تكن كافية، ولا مؤدية للغرض، فكل ما بين القاهرة والجزائر: رحلات أسبوعية قليلة، ليست في كل الأيام، وإذا أردنا الوصول إلى الجزائر في غير ذلك، فلا بد أن يكون عن طريق أوربا. هذا ما بين القاهرة والجزائر، أما ما بين قطر والجزائر، أو بلاد الخليج والجزائر، فلا يوجد طريق مباشر قط، على خلاف ما عليه الحال اليوم.

محاولة الوصول إلى الجزائر عن طريق جنيف بسويسرا:

وعلى هذا، بدأت أفكر في الوصول إلى الجزائر عن طريق أوربا، وقد وجدت رحلة عن طريق جنيف بسويسرا. أمتطي الطائرة المصرية التي تقوم في الصباح، لتصل إلى جنيف، ومن جنيف أركب الطائرة السويسرية إلى الجزائر، فأصل الجزائر قبل المغرب بساعتين أو أكثر.

وقد أرسلت إلى الإخوة المسئولين عن الملتقى في الجزائر بموعد وصولي والطائرة التي سأصل عليها ورقم الرحلة، وما إلى ذلك، وهيَّئوا أنفسهم لاستقبالي.

وفي اليوم المحدّد، ذهبت إلى مطار القاهرة متوكلًا على الله، وركبت الطائرة المصرية المتجهة إلى جنيف، وقالوا لنا: اربطوا الأحزمة، وتهيئوا لإقلاع الطائرة، ودعونا بأدعية السفر المأثورة، واستعددنا للإقلاع. ولكن الطائرة لم تقلع. حدثت فترة من الصمت، ثم تأسفوا وطلبوا منا النزول، لخلل فني بالطائرة، سيتم إصلاحه عن قريب، ونزلت مع من نزل، وأنا في قلق يتزايد لحظة بعد أخرى، وبدأ «قلبي يأكلني»، كما يعبّر المصريون عن حالة القلق. ولا أدري كيف يأكل القلب صاحبه!

إذا تأخرت الطائرة ساعة أو ساعتين فلا حرج، يمكنني أن أدرك الطائرة بجنيف، أما أكثر من ذلك، فقد ضاعت الرحلة، وهيهات أن أعوضها.

قلت ذلك لمدير المحطة المصرية بالمطار، وقلت له: إذا تأخّرت الطائرة سأقع في مشكلة لا حل لها. قال: سنجتهد في إصلاح الطائرة بأقصى سرعة.

ومرت ساعتان وأكثر، ولم تصلح الطائرة، وهنا ثرت على مسئولي الطائرة المصرية، قلت لهم: ماذا أفعل الآن، وأنا ذاهب إلى الجزائر؟ إذا فاتتني الطائرة السويسرية الذاهبة إلى الجزائر، فقد فقدت أي ضمان لوصولي إلى الجزائر، ونحن في فصل الصيف والطائرات مليئة بركابها، ومن المتعسِّر - بل من المتعذر - أن تجد مكانًا في طائرة. وأُسقط في يدي الرجل، وعجز عن عمل أي شيء ... ولما علا صوتي واشتدّ احتجاجي، أوصلني إلى رئيسه الذي اعتذر لي بلطف، وحاول أن يهدئ من ثائرتي، ويقول: سنفعل كل ما في وسعنا لراحتك. وللأسف لم يستطيعوا أن يفعلوا شيئًا، كل الطائرات المسافرة إلى أوربا قد أقلعت، وحتى لو وجدنا طائرة متجهة إلى أوربا، كيف أصل من أوربا إلى الجزائر؟

التسليم للأمر الواقع والرضا بقضاء الله:

ولم أجد بدًّ من التسليم للأمر الواقع، والرضا بقضاء الله وقدره. فما يغني الغضب ولا الضجر ولا القلق شيئًا، لا يسعفنا في هذه الحالة إلا أن نقول: قدَّر الله وما شاء فعل. إنَّ التسليم لقدر الله والرضا به في هذا المقام يريح المؤمنين الذين يقولون: {قُل لَّن يُصِيبَنَآ إِلَّا مَا كَتَبَ ٱللَّهُ} [التوبة: 51].

وبدون ذلك يتعب الإنسان كثيرًا، ويغلي من داخله، وكل ذلك على حساب صحته الجسمية والنفسية، وإن لم يغيِّر من الواقع كثيرًا أو قليلًا.

قال الرئيس المسئول عن الطائرة المصرية: سنوفِّر لك أقصى ما يكون من الراحة والطعام والشراب حتى تصلح الطائرة، ونحن نأسف كل الأسف لما حدث، وهو ليس بأيدينا.

قلت له: لا بد أن تكن لديكم بدائل في مثل هذا الموقف، وإلا عرّضتم مصالح الناس للضياع. قال: هذا صحيح، ولكن دون ذلك عقبات وعقبات لا تخفى مثلك. ونرجو أن تقدّر موقفنا وضعف إمكاناتنا.

وظللت على أحرّ من الجمر طول النهار، حتى جاء المسئول في المساء: يقول لي: إن الطائرة ستقلع إلى سويسرا في الساعة الثامنة مساء، ولكنها ستذهب إلى «زيورخ» وليس إلى «جنيف». قلت: ولكن تذكرتي إلى جنيف، ومنها سأبدأ المحاولات غير المضمونة للوصول إلى الجزائر. قال: علينا أن نوصلك إلى جنيف، إن شئت بالباص فورًا، وإن شئت بالطائرة صباحًا.

قلت: أبعد هذا الانتظار، أركب الباص من زيورخ إلى جنيف لعدة ساعات؟ أَكُتِب عليّ الشقاء لأعاني هذا كله؟

قال: نحن آسفون، سنوفّر لك فندقًا قريبًا من المطار، وفي الصباح الباكر، تذهب إلى جنيف، وسيكون مندوبنا في انتظارك في مطار زيورخ ليساعدك، ويسهِّل عليك ما تريد، وآسفون مرة أخرى.

وهنا لا نملك إلا أن نقول: لا حول ولا قوة إلا بالله. والمسلمون يقولون في مثل هذا المقام: لعله خير. كل تأخيرة وفيها خيرة! {وَعَسَىٰٓ أَن تَكۡرَهُواْ شَيۡ‍ٔٗا وَهُوَ خَيۡرٞ لَّكُمۡ} [البقرة: 216]. كل هذا ليُرضِّي الإنسان نفسه بالواقع، وإن كان مرًّا. وقد قال العرب: من غضب على الدهر طال غضبه! لأن وقائع الدهر ومفاجآته لا تنتهي.

الوصول إلى مطار زيورخ:

وركبت الطائرة، وانتهت بنا إلى زيورخ، وصلت في منتصف الليل حوالي الثانية عشرة ليلًا. وفي المطار لم أجد مندوب المصرية ولا أي أحد ينتظرني، كما قيل. وهذا مما نحزن له أبلغ الحزن في بلادنا: أن نقول فلا نصدق، ونعد فلا نفي.

ولكن مندوب السويسرية أخذني إلى فندق قريب من المطار، وأنزلني فيه لأستعدّ من الفجر لأخذ الطائرة التي تذهب إلى جنيف. وكانت الساعة قد بلغت الواحدة بعد منتصر الليل.

حرارة شديدة وقشعريرة تهزُّ جسدي:

وتركني الرجل وقد بلغ بي الإرهاق والإعياء أشده، وشعرت بحرارة شديدة تنتابني، وبقشعريرة تهزّ جسدي، ولم أحتط لنفسي، فأحمل بعض حبات «البنَدول» أو «الأسبرين» أو نحوها، أو بعض فيتامين سي الفوار أو غيرها. ولا أعرف كيف أتصل بالفندق وأشرح له ما عندي. وهذه مشكلة لامني عليها كثيرون: أني أسافر وحدي بلا رفيق، مع شدّة حاجتي أحيانًا إليه ليساعدني في الملمَّات، ويكون ترجمانًا بيني وبين الآخرين.

الوصول إلى جنيف:

فصبرت على ما أصابني، وفوَّضت لله أمري حتى الصباح، ولم يبق إلا ساعات قلائل، لا أدري: لعلي نمت قليلًا. وعند الفجر قمت فصليّت، وأديت فرض ربي. وما هي إلا دقائق حتى دقّ الباب، وجاءوا يأخذوني إلى الطائرة المسافرة إلى جنيف، وفي أقل من ساعة استغرقتها الرحلة، وصلت الطائرة إلى جنيف حوالي السابعة صباحًا.


جنيف

في دار المال الإسلامي بجنيف:

وكان معي تأشيرة إلى جنيف، حيث كنت أتردَّد عليها كثيرًا في اجتماعات هيئة الرقابة الشرعية لمؤسسة «دار المال الإسلامي» ومقر إدارتها جنيف. والعمارة التي تملكها الدار، وتقيم فيها إدارتها قريبة جدًّا من المطار، يراها المرء من المطار بلونها الأزرق. وقد عزمت على أن أذهب من المطار إليها، لأستعين بالإخوة المسئولين هناك على تذليل العقبات في مسألة الحجز إلى الجزائر.

أخذت سيارة أجرة «تاكسي» من المطار إلى مبنى الدار، ونزلت هناك حوالي السابعة والنصف صباحًا، وبالطبع لم أجد أحدًا. فالدوام لم يبدأ بعد. ومضت مدة قليلة، ثم بدأ الموظفون يجيئون، وفوجئوا بي فرحَّبوا، وأبدوا استعدادهم للمعاونة بكل سبيل. وفرّغوا لي موظفًا، يبحث عن الخطوط التي تصل إلى الجزائر. ولكنهم للأسف لم يجدوا فيها مقعدًا واحدًا، وهذا شأن هذا الوقت من كل عام.

محاولة السفر إلى الجزائر:

وكانت هناك طائرة تذهب إلى الجزائر مباشرة من جنيف، وهي مليئة، ولكن قالوا لي: اذهب إلى المطار، لعل راكبًا يتخلّف في آخر لحظة، فتكون فرصة. والغريب يتعلّق بقشة كما يقولون، فذهبت إلى المطار تعلقًا بهذا السراب، ولم يتخلَّف أحد.

كل هذا، والإخوة في الجزائر قد انتظروني بالمطار في الموعد المضروب، ولم يجدوني، ولم أعتذر، ولا يعرفون عني شيئًا، وأهلي في مصر يظنون أني قد وصلت إلى الجزائر. وأنا لم أتصل بأحد، لأني لا أعلم متى أصل، ولا كيف أصل. ليس عندي معلومة أعطيها لأحد.

الطريق إلى الجزائر:

وما زال الإخوة في دار المال الإسلامي يبحثون، حتى وجدوا طريقًا من عدّة وصلات: أسافر إلى زيورخ، ومنها إلى نيس في فرنسا، وأبقى حوالي أربع ساعات، ومنها إلى الجزائر، ورغم المشقة في الرحلة، لم يكن لي بد من قبولها، والمضطر يركب الصعب كما يقول المثل. وكما يقول الشاعر:

إذا لم يكن إلا الأسنة مركب    فما حيلة المضطر إلا ركوبها

وبعد تغيير التذكرة أخذت الطائرة من جنيف إلى زيورخ، ومن زيورخ أخذت طائرة أخرى إلى نيس، وفي مطارها بقيت أربع ساعات مرة طويلة بطيئة، لا تكاد عقارب الساعة فيها تتحرك.

قراءة بعض سور القرآن من حفظي:

وقد اعتدت في الساعات الطويلة التي أتوقف فيها في المطارات: أن أخرج قلمي وورقي وأكتب، فلا أكاد أحس بالوقت، ولكن من فرط الإعياء الذي حلَّ بي من الناحية الجسمية والنفسية، لم يكن عندي قابلة للكتابة. كل ما أستطيع أن أفعله أن أشغل نفسي بقراءة القرآن من حفظي ... والحمد لله، لم أزل قادرًا على أن أتلو سورًا وأجزاء كاملة بدون الحاجة إلى مصحف، ومن غير أن يضيع مني حرف واحد، وهذا بفضل الله تعالى، ثم بفضل الحفظ في الصغر، فهو كالنقش على الحجر، كما قالوا.

في مطار العاصمة الجزائرية:

وعندما جاءت الطائرة الذاهبة إلى الجزائر، ولا أذكر: أكانت جزائرية أم فرنسية، استقللتها حتى حطَّت بسلامة الله إلى العاصمة الجزائرية، قبل الفجر بنحو ساعتين.وبالطبع لم أجد أحدًا ينتظرني، إذ لا علم لأحد بحضوري. ولكن المسئولين عن المطار رحّبوا بي وأحسنوا استقبالي، وأجلسوني في حجرة عندهم وقدّموا لي الشاي والمشروبات المختلفة، حتى أذن الفجر فصليت، وانتظرت حتى أشرقت الشمس، وبدأ الناس يذهبون إلى وزاراتهم ودوائرهم ليمارسوا أعمالهم اليومية.

وهناك اتصل مسئولو المطار بالمسئولين في وزارة الشئون الدينية، يعلمونهم بوجودي، وسرعان ما أقبل الإخوة من الوزارة، وتأسفوا غاية الأسف أن لم يكن أحد في استقبالي، وعذرهم أنهم لم يكونوا يعرفون أي معلومات عني. ولا يعلمون: لماذا تخلّفت عن طائرتي الأولى؟ ولا على أيِّ طائرة سآتي بعدها. وقلت لهم: لا عَتَبَ عليكم، ولا عَتْب عليّ أيضًا، فهو أمر قدره الله، وما قدره لا بد أن ينفذ.

استراحة في فندق الأوراسي:

قالوا: إن السيد الوزير، ومعه المدعوون والمشاركون في الملتقى، قد استقلّوا الطائرة الخاصة على ما هو معتاد مساء أمس، إلى مدينة سطيف لتبدأ أعمال الملتقى من صباح اليوم. والمطلوب الآن: أن تستريح في الفندق لبضع ساعات، حتى تُعوِّض معاناة الأمس، ثم نُهيئ لك سيارة مناسبة تأخذك إلى سطيف، لتلحق بإخوانك هناك.

قلت: على بركة الله، ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن. {رَّبَّنَا عَلَيۡكَ تَوَكَّلۡنَا وَإِلَيۡكَ أَنَبۡنَا وَإِلَيۡكَ ٱلۡمَصِيرُ} [الممتحنة: 4].

واسترحت قليلًا في فندق الأوراسي الذي اعتدت على النزول به، وإن كنت في مثل هذه الأحوال لا أستطيع التعمق في النوم، ككثير من إخواني الذين أغبطهم على سهولة نومهم، فبمجرد أن يضعوا رءوسهم على وسائدهم يغطُّون في نوم عميق. أما أنا فحديثُ النوم معي ذو شجون، ولله في خلقه شئون.

...................

(1) متفق عليه: رواه البخاري في الرقاق (6446)، ومسلم في الزكاة (1051) عن أبي هريرة.