نعى الأستاذ والمفكر المقرئ أبو زيد الإدريسي، الفقيد العلامة الشيخ يوسف القرضاوي وقال «يُنعى اليوم للأمة الاسلامية من مختلف علمائها ومفكريها ومثقفيها وشعرائها الشيخ العلامة المفكر الباحث المؤلف المجاهد المجتهد الشيخ يوسف القرضاوي رحمه الله».

ووصف أبو زيد الفقيد في شهادة لموقع «الإصلاح» بأنه «رجل يمكن بحق أن يقال أنه مجدد القرن رجل جمع إلى العلم العمل، وإلى العمل الحكمة، وإلى الحكمة الصدق والإخلاص والصبر والمثابرة، أطال الله في عمره فاستعمل هذا العمر وزوده بمؤهلات من الذكاء والصبر والعلم الواسع والذاكرة الحافظة، فاستعمل كل ذلك في دعوته وفي خدمته منذ أول يوم».

واعتبر أبو زيد الشيخ الفقيد، خير من عرَّف الوسطية في الإسلام و «خير من حارب كل الاتجاهات المعادية للإسلام من الداخل والخارج، ألف ضد التنصير وألف ضد الصهيونية اليهودية المتطرفة، وألف ضد النحل والملل الخطيرة على أمة الاسلام قديما وحديثا، وألف أيضا وحاضر وبين وخطب ووعَّى ضد التيارات الهدامة من داخل السلام»، مُذكرا  بأن الشيخ العلامة القرضاوي رحمه الله، كان «من أشد الناس وطأة على المتنطعين والمتشددين والمتفيقهين وأدعياء السلفية، رجل بيَّن للأمة ما معنى الوسطية واليسر والاعتدال، والسماحة مع العلم الغزير والاستدلال القوي«.

وقال أبو زيد في شهادته «حسبه فخرا، أنه مؤسس المجلس الأوربي للإفتاء والبحوث، الذي علم المسلمين معنى الاجتهاد الجماعي في الأمور المستجدة لا في بلاد المسلمين وإنما المستجدة للمسلمين في بلاد الغرب، حيث أجاب في كثير من جلسات ماراطونية لهذه الهيئة العلمائية على أسئلة شائكة تبدأ بالأسرة وتنته بالسياسة والانتخابات»، مضيفا «حسبه فخرا، أنه مؤسس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي استطاع أن يجمع كل التيارات الإسلامية والحركات الإسلامية والهيئات العلمائية حتى من الشيعة والإباضية، وأن يكون على رأسهم مطلوبا مرغوبا محبوبا مطاعا«.

وزاد «هذا الرجل الذي تربو كتبه عن المائة، وكل كتاب في مجال وكل كتاب في تخصص، وكل كتاب في قضية كلها عميقة في ميدانها، مجددة في مجالها مبدعة في موضوعها، كتب في الأدب وكتب في الفكر، وكتب في الفقه وكتب في الدعوة، وكتب في الشعر وكتب في النثر، كتب في الماضي وكتب في الحاضر وكتب للمستقبل أيضا«.

وأشار أبو زيد في شهادته إلى أن العلامة الفقيد «رشَّد الصحوة الإسلامية ورشد الحركة العلمائية ورشد الأمة»، متسائلا « من ينسى كتابه الحلول المستوردة وماذا جنته على أمتنا في جزئين، ومن ينسى كتابه فقه الزكاة في مجلد، يعتبر أحسن ما ألف في العصر الحديث في الزكاة«.

وواصل أبو زيد تساؤلاته «من ينسى كتابه فقه الجهاد أحد أحسن ما ألف في فقه الجهاد في العصر الحديث، ومن ينسى آخر ما وضع قلمه أياما قبل أن يتوفاه الله كتابه "فقه الصلاة" من حوالي ألف صفحة، وهو أوسع وأجمع ما ألف في ثاني ركن من أركان الإسلام وأحد أعظم شعائر الإسلام، رحمه الله رحمة واسعة».

وأكد أبو زيد أن الشيخ والعلامة يوسف القرضاوي ترك للأمة الإسلامية، تراثا من العلم وتراثا من العمل وتراثا من الكتب، وتراثا من الخطب وتراثا من الاجتهادات، وتراثا من الأشعار وتراثا من المواقف وتراثا من المؤسسات، وتراثا من الاختيارات الحكيمة السديدة الذكية.

وختم المفكر أبو زيد شهادته بالدعاء بالرحمة والمثوبة للشيخ الفقيد، سائلا الله تعالى أن يعجل للأمة الإسلامية بمن يخلفه في مكانه ومكانته وموقعه وموضعه، مشيرا في الوقت نفسه إلى صعوبة ذلك لأن «أمثال هؤلاء الرجال لا يتكررون إلا قليلا«.

.....

- المصدر: موقع حركة التوحيد والإصلاح، 28-9-2022