نظمت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في غزة بالتعاون مع المؤسسات الدعوية الشريكة؛ ملتقى علمي بعنوان «الإمام يوسف القرضاوي.. مجدد ومجتهد».

وعُقد الملتقى في قاعة طيبة بالجامعة الإسلامية، بحضور وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية د. عبد الهادي الأغا، ومدراء عامون ومدراء الأوقاف وجمع من العلماء والدعاة وأساتذة الجامعات وأكاديميين وشخصيات اعتبارية ونواب من المجلس تشريعي.

وأوصى المشاركون في الملتقى بضرورة رصد جميع ما كتبه الإمام القرضاوي حول كيفية التعامل مع المخالف مما تناثر في كتبه وفتاواه وخطبه وبرامجه وأوراقه العلمية، والتي تُعد أبرز وجوه الوسطية.

وطالبوا بالعمل على مقارنة ما كتبه القرضاوي مع ما كتبه غيره في موضوع التعامل مع المخالفين لبيان مدى قربهم أو بعدهم عن وسطية الإسلام التي جلاها الإمام بالإضافة إلى تلاقح الأفكار خدمة للدعوة الاسلامية وقضايا الأمة.

وأوصوا بأهمية دراسة العلامة القرضاوي بعين الإنصاف بعيداً عن المواقف المسبقة والتعصب المذهبي، وعقد دورات علمية بغرض تدريس كتبه المنهجية، وعقد حلقات نقاش ودراسة لكتبه، ونشر ثقافة الوسطية التي كان الراحل رائدها في هذا العصر.

وفي كلمته قال د. عبد الهادي الأغا «إننا أمام إنسان موسوعي، فهو عالم في الحديث والتفسير والفقه، فاذا نظرنا ووقفنا أمام القرضاوي نجد أنفسنا أمام جامعة بكل تخصصاتها، فهو الامام العالم العملي، ونحسب أنه قد برهن على صدق علمه وقوله بعمله فهو يطابق ما بين العلم والعمل».

وأضاف «لقد انحاز الشيخ العلامة الدكتور القرضاوي الى قضايا أمتنا ومسرى نبينا وقضيتنا الفلسطينية، فإذا نظرنا في شعره وجدناه قد نظم القصيد والأبيات الطوال لأجل هذه الأمة وهذا المسرى والأقصى وفلسطين وغيرها من قضايا الأمة التي انتمى إليها رغم أنها فتحت له كل أبواب السلاطين»، مشيراً إلى أن أثره سيبقى ما بقيت هذه الحياة.

وأكد الأغا أن علم الإمام وفكره وكتبه وسيرته ستظل حاضرة وصولاً لجيل الصحوة الذي سيعيد البوصلة إلى المسار الصحيح، وقوفاً في وجه الطغاة والأعداء الذين يعملون لنهب ثروات الأمة الفكرية والعلمية والاقتصادية، مشيراً إلى أن الملتقي يفتح الباب الموصل إلى فكر وعلم الشيخ.

من جانبه استعرض فضيلة الدكتور مروان أبو راس رئيس رابطة علماء فلسطين  تجربة الإمام القرضاوي مع القضية الفلسطينية ونصرتها وفق منهجية الانتقال من العلم إلي ميدان العمل، ودعم أهل فلسطين خاصة المرابطين في القدس والأقصى فكرياً ومادياً.

وقال «عمل الشيخ علي تأسيس أكبر بنك إسلامي في سويسرا، وأسس المجلس الأوربي للإفتاء؛ تعزيزاَ لدور العلماء علي امتداد الدول العالمية والعربية والأوربية والأمريكية«.

وأضاف «سنبقي أوفياء لإرث القرضاوي ومنارة للعلم والعمل، وأن ننهل من معينه الصافي علي مدار الأجيال، سيبقي حياً بعمله وفكره«.

وتناول الملتقى مناقشة أربعة محاور: منهجية الإمام القرضاوي في التعامل مع المخالف للدكتور يونس الأسطل، وسطية الإمام القرضاوي ومنهجيته في التعامل مع النوازل للدكتور تيسير إبراهيم، ومنهجية الإمام القرضاوي في الدعوة والإصلاح للدكتور يوسف الأسطل، ومنهجية الإمام القرضاوي في نصرة القضية الفلسطينية للدكتور مشير المصري.

- المصدر: دنيا الوطن