لقاءات ومحاورات حول قضايا الإسلام والعصر ج1

تحميل الكتاب

مقدمة

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على مَن لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه.

وبعد ..

فقد طلب إلينا كثير من قراء وتلاميذ المفكر الإسلامي الكبير، فقيه الدعاة، وداعية الفقهاء، الأستاذ الدكتور يوسف القرضاوي، أن نجمع ما ينشر من لقاءاته ومحاوراته في المجلات والصحف العربية والإسلامية، والتي تتناول كثيرًا من قضايا العصر، وتجيب عن العديد من الأسئلة التي تشغل بال الكثيرين في مجالات الفكر والثقافة والاجتماع والسياسة والاقتصاد، في ضوء نظرة إسلامية شاملة، ومن منطلق إسلامي متميز، يجمع بين السلفية والتجديد، ويوازن بين الثوابت والمتغيرات، ويؤاخي بين العقل والنقل، ويوفق بين النظرة التراثية والنظرة المستقبلية، ويجمع بين عقل الفقيه وقلب الداعية ونظرة المصلح.

والواقع أن كتب العلَّامة الأستاذ القرضاوي ودراساته، إلى جوار دروسه وخطبه ومحاضراته، قد غدت زادًا وغذاء ووقودًا للصحوة الإسلامية المعاصرة، التي أصبحت تحتل في العقدين الأخيرين مساحة غير قليلة من فكره واهتمامه، إذا ألف أو حاضر أو سافر إلى الندوات والمؤتمرات العلمية والشبابية داخل العالم الإسلامي وخارجه، فهو مع الصحوة دائمًا بالتقوية والتعضيد، وبالترشيد والتسديد.

ولهذا سعينا منذ مدة إلى تحقيق رغبة الإخوة القراء وخصوصًا بعد الحوار الرائع الذي أذيع في إذاعة جمهورية مصر العربية فى نوفمبر 1986 في برنامج "شاهد على العصر" الذي يقدمه الإذاعي والأديب الشاعر الأستاذ عمر بطيشة.

ولكن شيخنا - حفظه الله- كان مترددًا فى أول الأمر؛ نظرًا لأن بعض هذه المقابلات يلخص فى الصحف تلخيصًا مخلًا وغير واف بأصل الكلام، والمسجَّل منها قد تخفى فيه بعض العبارات ولا تسمع جيدًا، فتنشر محرفة، ويضطرب بها الكلام، ثم استخار الله وأذن في نشر مختارات منها، بعد أن يراجعها، وخصوصًا ما حرره منها بقلمه.

وها هي "مكتبة وهبة" تقدم هذه المجموعة من اللقاءات المتنوعة التى تعتقد أنها تحوي ثروة من الأفكار النافعة والمفاهيم الصحيحة، والإجابات الشافية لكثير من تساؤلات المسلم المعاصر والمسلمة المعاصرة، فى توازن واعتدال، واعتماد على القرآن والسنة، مع فقه لسنن الله وواقع الحياة، وهو ما يميز فكر شيخنا الجليل. وقد وافق على أن نسمي هذه المجموعة: "لقاءات ومحاورات.. حول الإسلام وقضايا العصر".

نسأل الله أن يمد فى عمر أستاذنا، وبيارك فى إنتاجه، وينفع به قارئيه وسامعيه ومحبيه، وأن يقر أعيننا بنصر من عنده، تعلو به كلمة الإسلام، وترتفع راية القرآن، اللهم أمين.

رجب 1412 هـ/ يناير 1992م