خلف الزلزال دمارا واسع النطاق

استفاقت اليابان وشعبها يوم الجمعة الماضي على زلزال عظيم قدر بحوالي 8.9 درجة على سلم رختر، وهو أضخم زلزال يضرب اليابان منذ ما يزيد عن قرن ونصف تقريبا. ومما زاد في خطورة وتعاظم الخسائر المادية والبشرية ما صاحب هذا الزلزال المدمر من موجات المد البحري "التسونامي" التي بلغت في بعض المناطق الساحلية نحو 10 أمتار من الارتفاع، مما تسبب في غمر أحياء بكاملها فجرفت البيوت والسيارات والناس حتى بلغت أعداد القتلى إلى حدود اليوم الثلاثاء ما يزيد عن 10 آلاف قتيل وملايين من المشردين. وهذا يعتبر عددا كبيرا بالنسبة لبلد متقدم مثل اليابان ومستعد دائما لمثل هذه الزلازل، حتى أنه يعتبر من أكثر البلدان تقدما فيما يعرف بالمباني المقاومة للزلازل.

ومما زاد الوضع خطورة كذلك هو الانفجارات التي حصلت نتيجة قوة الزلزال في عدد من المفاعلات النووية وما يمكن أن تسببه - اذا ما تسربت منها الاشعاعات النووية- من الأضرار الخطيرة على المناطق المنكوبة فيما بعد وعلى غيرها من المناطق البعيدة حتى خارج اليابان نفسه.

وأمام هذه الأوضاع الإنسانية المأساوية، ومن منطلق الأخوة الإنسانية التي تربط جميع بني آدم ولا سيما في مثل هذه الكوارث الطبيعية الخطيرة، فإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين:

1- يعلن عن كامل تعاطفه وتضامنه مع الشعب الياباني في هذا المصاب الذي يتمنى من الله أن يخفف آثاره وآلامه عنه.

2- يدعو جميع المنظمات الإغاثية في العالم والإسلامية منها خاصة إلى الاستنفار من أجل نجدة هؤلاء المنكوبين، فالإنسانية كلها واحد في مثل هذه الكوارث، والإنسان مكرم في ذاته الانسانية {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} [سورة الاسراء:70] وعليه فوجوب الإغاثة شامل لكل إنسان، بل لكل ذات كبد رطب.

3- يناشد الدول العربية والإسلامية القادرة على مد يد المساعدة لهذا الشعب المنكوب الذي لطالما قدم مساعدات ومؤونات لشعوب كثيرة في أوقات كثيرة وفي مناسبات متعددة.

نسأل الله تعالى أن يرأف بعباده ويلطف بهم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

الأمين العام الرئيس

أ.د/ علي محيي الدين القره داغي أ.د/ يوسف القرضاوي

الدوحة: 09 ربيع الآخر 1432هـ

15 مارس 2001م