نشطاء بدمشق يؤيدون احتجاجات درعا (رويترز)

أدان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الاعتداءات على المتظاهرين في سوريا بالقتل والاعتقال وانتهاك حرمة المساجد، وأكد وجوب احترام الحقوق المدنية للشعب، ودعا الرئيس السوري إلى رفع المظالم وإجراء إصلاحات شاملة.

وقال الاتحاد في بيان أنه يتابع "بقلق شديد ما يقع في سوريا من اعتداءات متتالية على المتظاهرين سلميا في العديد من المدن والمحافظات"، في ظل تزايد تعسف قوات الأمن وتزايد القتلى والجرحى والمعتقلين.

واستنكر الاتحاد بشدة انتهاك حرمة المساجد وحرمة المصلين، وأدان قتل الأبرياء واعتقال المتظاهرين سلميا، محذرا من خطورة إراقة الدماء وآثارها في الدنيا والآخرة، مذكرا بالتحذير الإلهي في قوله تعالى {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً} (النساء:93)، كما قدم تعازيه ومواساته لذوي الشهداء والجرحى والمعتقلين.

ودعا الاتحاد الحكومة السورية إلى " سحب الجيش من المدن التي يحاصرها، والبدء الفوري والفعلي في تحقيق مطالب الشعب السوري المشروعة، من حريات عامة، وحقوق الإنسان، وتوفير العدالة والكرامة وغيرها والتي يكفلها لهم الإسلام وجميع القوانين الإنسانية الدولية، داعيا إلى الاستفادة والاتعاظ من الغير".

وطالب الحكومة بأن تكفل للشعب "الحق في التظاهر والتجمع السلمي والتعبير عن الرأي"، والحماية من أي اعتداء، احتراما لتعهداتها الدولية في هذا المجال.

كما دعا "السلطات السورية إلى إنهاء حالة الطوارئ المعلنة منذ عشرات السنين، وما يرتبط بها من أحكام عُرفية ومحاكم استثنائية، وإنهاء ملف المهجرين بعودتهم إلى بلادهم وكفالة جميع حقوقهم، وإعادة الحقوق المدنية والسياسية التي سلبت منهم، أو حرموا منها طول العهود السابقة".

وأكد الاتحاد على الطابع الشعبي والسلميّ للتظاهرات والتجمعات، وعلى مشروعية الحقوق المدنية التي يطالبون بها، ودعا المتظاهرين إلى الحفاظ على الممتلكات الخاصة والعامة وعدم الاعتداء عليها.

وفي ختام البيان الذي وقعه كل من د. علي محيي الدين القرة داغي الأمين العام، والدكتور يوسف القرضاوي الرئيس، دعا الاتحاد علماء (الدين) المسلمين "للوقوف مع الحق وعدم الانجرار وراء الدفاع عن الظلم مهما كان الثمن، لأنهم ورثة الأنبياء، وقد فرض الله عليهم أن يبينوا الحق ولا يكتموه"، كما دعا "علماء وشعوب الدول الإسلامية والعربية عموما للوقوف مع إخوانهم بالدعاء والتأييد".

وتشهد مدينة درعا السورية مظاهرات غير مسبوقة منذ 18 مارس الجاري أدت إلى صدامات مع قوى الأمن. وقد انطلقت منها حركة احتجاج انتقلت إلى مدن مجاورة رغم انتشار كثيف للجيش وقوات مكافحة الشغب. وأدت المظاهرات كما ذكرت الجزيرة نت إلى مقتل 100 شخص حتى الآن وفق ناشطين حقوقيين، في حين تحدثت منظمة العفو الدولية عن مقتل 55 شخصا منذ بداية المظاهرات.

* نص البيان