دعا الاتحاد أهل اليمن إلى تجنيب بلدهم الاقتتال

حمل الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الرئيس اليمني علي عبد الله صالح ومعاونيه المسؤولية الكاملة عما آلت إليه الأوضاع في اليمن، من خلال دفعهم البلاد للاقتتال، ودعا "الشباب الثائرين وزعماء القبائل إلى مواصلة ثورتهم السلمية وضبط أنفسهم إلى أقصى حد، حتى يفشلوا هذا المخطط الخطير" للرئيس الذي فقد "غطاءه الشعبي والشرعي".

وأعرب الاتحاد في بيان له عن قلقه الشديد من التطورات الخطيرة، محذرا من الانجرار إلى الحرب، ودعا الشعب اليمني إلى تجنيب بلده "حمام دماء قد لا تستطيع الخروج منه لا قدر الله إلا بعد وقت قد يطول، وليكن شأنهم معه كشأن ابني آدم، قال تعالى: {لان بسطت الى يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي اليك لاقتلك اني أخاف الله رب العالمين} [المائدة:28]، وفي أقصى الحالات إذا الضرورة فلتكن ردة فعلهم دفاعية ومحدودة في المكان والزمان وعدم الدخول في حرب شاملة".

وبين الاتحاد أن رد فعل أتباع الشيخ صادق الأحمر على القصف الذي تعرض له بيته "يدخل في إطار الدفاع عن النفس المشروع شرعيا وقانونيا، ولذلك نناشد الشيخ وأتباعه أن يكون الرد في الدفاع عن النفس فقط".

وكان الرئيس اليمني قد أمر الأحد الماضي بقصف بيت الشيخ الأحمر شيخ مشايخ قبائل حاشد كبرى قبائل اليمن، ما دفع قبيلة الأخير للرد، وفي اليوم التالي أعلنت مجموعة مسلحة عن سيطرتها شبه الكاملة على مدينة زنجبار، وانسحاب الجيش اليمني منها، ثم وفي أخطر عملية أقدمت قوات الحرس الجمهوري على مهاجمة ساحة الحرية بمدينة تعز وقتلت ما يفوق الـ 50 شهيدا من الشباب المعتصمين، وأحرقت البعض داخل خيامهم.

الانحياز الواضح

ودعا الاتحاد دول مجلس التعاون الخليجي إلى عدم الاكتفاء بتجميد مبادرتهم والتراجع عنها، بل بالانحياز الواضح للشعب اليمني والضغط "على هذا الرجل الذي يريد أن يحرق الأخضر واليابس"، مبينا أن " هذا واجب شرعي، وضرورة لحماية أمن الخليج والجزيرة الذي لا يتجزء"، خاصة أن صالح هو من تراجع عن التوقيع عن المبادرة التي قدمتها، بحسب البيان.

كما دعا الاتحاد "من بقي من الجيش اليمني، والشرطة والأمن إلى الانضمام إلى ثورة الشعب، ومنع الظالم من تنفيذ مخططه الخطير، (فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق) حيث فقد الرئيس غطاءه الشعبي والشرعي".

ودعا الاتحاد كذلك "جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي - التي لم تبد أي موقف إلى حد الآن - إلى التحرك قبل فوات الأوان، فالحالة جد خطيرة"، وتسائل "هل الرؤساء هم الأعضاء في هذه المنظمات بأشخاصهم أم الدول وشعوبها؟".

وفي ختام البيان، الذي وقعه كل من أ.د. علي محيي الدين القرة داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وأ.د. يوسف االقرضاوي / الرئيس، دعا الاتحاد الأمة الإسلامية - ولا سيما العلماء والخطباء- للوقوف مع الشعب اليمني، ودعمه ماديا ومعنويا، والدعاء لهم من خلال القنوت وفي السجود أن يحمي الشعب اليمني من هذه الفتنة، وينجيه من الظلم والظلمة إنه سميع مجيب.

- نص البيان.