![]() |
أدان الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين التفجيرات التي تعرضت لها كنائس في نيجيريا، مؤكدا حرمة قتل الأبرياء والتعرض لأماكن العبادة بالتفجير والتدمير، ودعا إلى تشكيل لجنة دائمة من الحكماء للمنع والعلاج.
وقال في بيان صدر بهذا الصدد:
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلام على سيدنا وإمامنا محمد رحمة الله للعالمين، وسائر إخوانه من الأنبياء والمرسلين، ومَن اتَّبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
يتابع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بكل قلق ما تشهده جمهورية نيجيريا من أعمال تفجير لأماكن العبادة للطائفة المسيحية وهم يحتفلون بأعيادهم الدينية هذه الأيام وقد نجم عن ذلك سقوط العديد من القتلى والجرحى الأبرياء بدون أي وجه حق.
وقد شهدت نيجيريا منذ أشهر أعمال عنف طائفي اندلع بين المسلمين والمسيحيين ذهب ضحيته عدد كبير من القتلى والجرحى من المسيحيين والمسلمين أيضا، مما يبعث على القلق الشديد من أن تتحول هذه التفجيرات كذلك إلى مثل هذا العنف الطائفي كردة فعل من المسيحيين ضد المسلمين وهكذا تبقى نيجيريا تعيش هذه الدوامة من العنف والعنف المضاد.
وأمام هذه التطورات الخطيرة والمؤسفة فإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يعلن ما يلي:
أولا: أن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يحرم تحريما كاملا قتل الأبرياء من المسلمين وغير المسلمين مهما اختلفت معتقداتهم الدينية وأصولهم العرقية، وكذلك يحرم التعرض إلى أماكن عباداتهم بالتفجير والتدمير، وأن الإسلام براء من كل ما ينسب إليه من مثل هذه الأعمال مهما حاول أصحابها الانتساب إليه والممارسة باسمه من مثل هذه المجموعة التي تبنت هذه التفجيرات والتي تطلق على اسمها" بوكا حرام".
ثانيا: يؤكد الاتحاد بوضوح على أن منهج الإسلام في التعامل مع غير المسلمين هو ما بينته الآيتان المحكمتان من سورة الحشر: {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين}.
ثالثا: يدعو الاتحاد المسلمين في نيجيريا إلى التعبير وبوضوح عن رفضهم وإدانتهم لمثل هذه الأعمال، التي وللأسف الشديد ترتكب باسم الإسلام دين المحبة والسماحة والعدل والأخوة، وهو دين كتابه القرآن الكريم الذي يقول فيه رب العزة سبحانه مخاطبا البشرية جمعاء: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم} ( يوسف 21) ويقول في التعامل مع أهل الكتاب وبخاصة النصارى: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} (العنكبوت 46)
رابعا: يطالب الاتحاد أيضا الأخوة المسيحيين في نيجيريا وغيرها؛ بعدم إثارة ما من شأنه أن يزيد في توتير الأجواء والتعامل بالحكمة مع المسلمين إخوانهم في الوطن وعدم الإستقواء بالخارج، والحفاظ على المصلحة العامة للدولة.
خامسا: يدعو الاتحاد كذلك الحكومة النيجيرية إلى تطبيق القانون بشكل عادل ضد كل من يقوم بمثل هذه الأعمال المروعة ويدعو إلى تأجيج الحرب الدينية بين مكونات الشعب النيجيري من المسلمين كانوا أو من المسيحيين، ودعم كل المؤسسات والجمعيات المعتدلة التي تدعو إلى التعايش السلمي بين مكونات هذا الشعب من مسلمين ومسيحيين؛ للحد من هذه المظاهر المتشددة والمتطرفة من الجانبين.
سادسا: يطالب الاتحاد الحكومة والحكماء في نيجيريا إلى تشكيل لجنة دائمة من الحكماء من الطرفين لمنع هذه الفتن والبحث عن أسبابها وجذورها للوصول إلى حل جذري لهذه المشكلة.
{والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون} صدق الله العظيم
أ.د.علي القره داغي أ.د يوسف القرضاوي
الأمين العام رئيس الاتحاد