![]() |
دعا الاتحاد إلى العض على الوحدة بالنواجذ |
دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشعب الليبي إلى الاستمساك بوحدته، وندد بأي محاولة تؤدي إلى تمزيق النسيج الوطني لأي دولة، وحذر أشد التحذير من الثورة المضادة، ومن أي محاولة تُشوه صورة الربيع العربي الذي أصبح أمل الأمة في إعادة دورها المنشود في الكرامة والريادة والحضارة.
ودعا الاتحاد الثوار إلى تسليم أسلحتهم إلى الحكومة، وإلى تقويتها لتقوم بدورها المنشود في الحفاظ على الأمن والسيادة.
وقال بيان الاتحاد بهذا الصدد:
الحمد لله، والصلاة والسلام على محمد رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه.. وبعد؛؛
فقد تابع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين برئيسه وأمينه العام، ومجلس أمنائه، الثورة الليبية ووقف معها بكل قوة الى أن انتصرت – بفضل الله تعالى – على فرعون ليبيا، ثم تابع الاتحاد مسألة الصلح، وشارك في مؤتمر المصالحة من خلال وفد كبير برئاسة فضيلة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي وضمّ الأمين العام، وعدداً من الامناء المساعدين، والأعضاء.
وكان أمل الاتحاد – ولا يزال – أن تكون ليبيا الثورة بعد نجاحها القدوة في إقامة حكم إسلامي قائم على أساس المنهج الوسط المعتدل، الذي يعطي لكل ذي حق حقه، ويقيم العدل والمساواة بين الناس أجمعين. ثم فوجئنا ببعض المناوشات – وإن كانت طفيفة – ثم الأخطر من هذا أن إحدى المدن طالبت بالفدرالية التي لا تتناسب أبداً مع الشعب الليبي الموحد في دمائه وعروقه وأرضه.
وأمام هذه المجريات يدعو الاتحاد ويؤكد ما يلي:
1- يدعو الاتحاد الشعب الليبي الواحد إلى العض على وحدته بالنواجذ، والحفاظ على وحدة ترابه، وسيادته، وتماسكه، بل إننا في الاتحاد نطالب الشعب اليبي في ظل ثورته المجيدة أن يعطي القدوة الحسنة للثورات العربية والربيع العربي في كل شيء، وأن لا يعطي الحجة أو الذريعة للحكومات الظالمة بأن الثورات العربية تؤدي إلى تمزق الدول العربية، وإلى تقسيم المقسم، وتجزئة المجزأ، فالوحدة فريضة شرعية دلت عليها آيات كثيرة وأحاديث التي لا يسع المجال لذكرها هنا، ويكفي أن نستشهد بما سجله القرآن الكريم لأحد الأنبياء والرسل (عليهم السلام) وهو سيدنا هارون عليه السلام الذي قدّم وحدة الشعب وعدم تفرقتهم على اتخاذ أي وسيلة ربما تفرقهم فقال:}...إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي{ [طه، 94]. ثم إن الوحدة ضرورة عقلية، وأنها مطلب الأمم المتقدمة، فلننظر كيف بدأت أوروبا من خلال سوق مشتركة ووصلت إلى برلمان موحد، ومصالح موحدة، فالعالم المتحضر يتجه نحو الوحدة، ونحن نسير نحو التفرق والتمزق.
2- يندد الاتحاد بأي محاولة تؤدي إلى إضعاف الأمة، وتمزيق النسيج الوطني لأي دولة، ويحذر أشد التحذير من الثورة المضادة، ومن أي محاولة تُشوه صورة الربيع العربي الذي أصبح أمل الأمة في إعادة دورها المنشود في الوحدة والعزة والكرامة والريادة والحضارة.
3- يدعو الاتحاد الإخوة الثوار إلى تسليم أسلحتهم إلى الحكومة، وإلى تقويتها لتقوم بدورها المنشود في الحفاظ على الأمن والسلامة والسيادة.
4- يدعو الاتحاد الدول العربية والإسلامية وبخاصة دول الجوار إلى مساندة الشعب الليبي ومجلسه الوطني لتثبيت دعائم الأمن والإستقرار في جميع ربوع ليبيا العزيزة.
{وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [ التوبة: 105]
الدوحة: 24 ربيع الآخر1433هـ
الموافق: 17/03/2012م.
أ.د علي القره داغي أ.د يوسف القرضاوي
الأمين العام رئيس الاتحاد