الرئيس مرسي يوقع مرسوم إنفاذ الدستور الجديد

تقدم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بالتهنئة إلى الشعب المصري بالدستور الجديد، ودعا المعارضين إلى احترام إرادة الشعب، كما ناشد الجميع الحفاظ على الوحدة، والعمل على استكمال بقية مؤسسات الدولة، للوصول بالبلاد إلى بر الأمان والاستقرار.

وقال بيان الاتحاد بهذا الصدد:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد،،،

فيتابع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الأوضاع في مصر عن كثب ويؤلمه أي معوق لنهضتها ولعودتها إلى الريادة والقيادة، كما سعد كثيرا بنجاح ثورتها التي كانت مدرسة عظيمة، ثم جاء دور الانتقال من الثورة إلى الاستقرار والتنمية الشاملة من خلال إقرار الدستور واستكمال المؤسسات المطلوبة.

وبالرغم من طول انتظار الشعب المصري على كتابة الدستور الجديد نسبياً، لكنه انتهى بحمد الله تعالى وتم الاستفتاء عليها ونال القبول لدى ما يقرب من ثلثي الناخبين بمرحلتيه الأولى والثانية.

وبهذه المناسبة الطيبة المباركة التي نسأل الله تعالى أن تكون باكورة خير ورخاء ونهضة لأمة الإسلام والمسلمين، فإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين -الذي ساند ثورة الشعب المصري العظيمة ووقف إلى جانبه ضد الظلم والاستبداد منذ إطلاق شرارتها الأولى في الخامس والعشرين من شهر يناير 2011م - يؤكد ويدعو إلى ما يلي:

أولا: يهنئ الاتحاد الشعب المصري بكل مكوناته السياسية المؤيدين والمعارضين، على تأسيس الدستور الجديد الذي يعبر عن هوية مصر العربية الإسلامية، ويقطع معه كل مظاهر الاستبداد، ويؤسس للتعددية والحرية وحماية الحقوق العامة والخاصة.

ثانيا: يدعو الاتحاد الشعب المصري (الموالاة والمعارضة) إلى المصالحة الوطنية وإلى مزيد من الوحدة والتكاتف، وبناء مؤسساتهم الوطنية والتركيز على التنمية الشاملة.

ثالثا: يهنئ الاتحاد التيار المؤيد للدستور ويدعوهم إلى العمل على توحيد الجهود من أجل مصر، وتقديم مصالح البلاد والشعب عامة على المصالح الحزبية، لأن البلاد بحاجة ماسة إلى تكاتف الأيادي ووحدة كل الأحزاب وكل الشخصيات الوطنية: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ} [الصف:4]

رابعا: يدعو الاتحاد التيار المعارض بكافة أنواعه إلى احترام إرادة الشعب المصري والإقرار بنتائج الاستفتاء لكي يبقى الصندوق الانتخابي فيصلا في الصراع السياسي، و يدعوهم أيضا إلى اغتنام فرصة اقرار الدستور، هذه الفرصة التاريخية، للمصالحة الشاملة على أساس من الاحترام المتبادل والدخول في حوار جاد، لأن الوضع الاقتصادي للبلاد يحتم على جميع الأطراف إبداء مرونة عالية والاستعداد لإبداء تنازلات تهدف إلى الاستقرار في الوطن واستكمال مؤسساته وحتى تدفع بالبلد إلى تجاوز الوقوع في أزمة تؤثر على مستقبله.

خامساً: إن مما يجب على الجميع الاتفاق عليه في هذه المرحلة هو السعي الجاد للتخفيف من آثار الفقر ونسبة الفقراء، ومن البطالة والتضخم، بل السعي الجاد لتحقيق التنمية الشاملة، والتقدم العلمي والنهضة الحضارية، ومن المعلوم أن ذلك لن يتحقق إلا في ظل الأمن والاستقرار، فهذه المسؤولية على الجميع (موالاة ومعارضة) وهي مسؤولية جسيمة أمام الله تعالى، ثم التاريخ والأجيال اللاحقة {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} سورة التوبة: 105

نسأل الله العلي القدير أن يحفظ مصر وشعب مصر من كل كيد ومكر وأن يحقق لها كل خير، إنه سميع مجيب.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

الدوحة: 12 صفر 1434هـ

الموافق: 25/12/2012م

أ.د علي القره داغي                                   أ.د يوسف القرضاوي

الأمين العام                                               رئيس الاتحاد