طفل سوري بأحد المخيمات ينتظر غوث إخوانه المسلمين

دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين جميع المسلمين حكومات وشعوباً والهيئات الخيرية الإسلامية والعربية والمنظمات الإغاثية الدولية وكل من له قدرة، إلى مد يد العون والإغاثة للشعب السوري في محنته الراهنة.

وأكد الاتحاد في بيان خطورة الوضع في المخيمات، وأننا "نحن المسلمين مسئولون أمام الله تعالى إذا قصرنا في حق هؤلاء حتى مات بعضهم بسبب الجوع أو البرد".

نص البيان:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، وبعد:

فقد تزايدت مأساة الشعب السوري المخرج من وطنه واللاجئ في دول الجوار جراء ما يتعرض له من قتل للأنفس، وهدم للبيوت، وقصف للأحياء السكنية، وقتل للشيوخ والأطفال والنساء، وانتهاك الحرمات، واعتقال وتعذيب وإعدامات، واستخدام الأسلحة الكيميائية، وينضاف إلى ذلك في هذه الأيام موجة الشتاء التي ضربت المنطقة بأمطارها وثلوجها وصقيعها وقد كانت لهذه الموجة تأثيرات مأساوية كبيرة على مخيمات السوريين المشردين على الحدود وفي ملاجئ دول الجوار وهو ما يوجب المبادرة السريعة لإغاثة هؤلاء المنكوبين.

ونظراً لخطورة الوضع في هذه المخيمات من نقص حاد في الغذاء والدواء وعدم توفر الظروف الصحية اللائقة في المخيمات وانتشار الأوبئة والأمراض المعدية وتعرض الأطفال والنساء وكبار السن إلى مختلف المخاطر الصحية، بل إن بعضهم قد مات بسبب ذلك - فإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، يدعو ويؤكد على ما يلي:

أولا- يؤكد الاتحاد تضامنه مع الشعب السوري في هذه الأوضاع المأساوية التي يعيشها واستعداده التام للتعاون مع كل من يريد أن يساعد هذا الشعب الكريم المبتلى في تجاوز محنته ومأساته.

ثانياً: يدعو الاتحادُ جميع المسلمين حكومات وشعوباً والهيئات الخيرية الإسلامية والعربية والمنظمات الإغاثية الدولية وكل من له قدرة، إلى مد يد العون والإغاثة لهذا الشعب في محنته الراهنة، ويدعو الجميع إلى المسارعة للتدخل لإنقاذ هؤلاء والأطفال والعجزة والمرضى في محنتهم ألراهنة.

إننا نحن المسلمين مسئولون أمام الله تعالى إذا قصرنا في حق هؤلاء حتى مات بعضهم بسبب الجوع أو البرد أو نحوهما، قال صلى الله عليه وسلم : وأيما أهل عرصة أصبح فيهم امرؤ جائعاً فقد برئة منهم ذمة الله تعالى – رواه الطبرانى والحافظ المنظرى وأسانده جيدة.

بالإضافة إلى ذلك فإن واجب الدين وحق والعقيدة ومقتضى الأخوة يفرض علينا أن نحس بآلامهم كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم (مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى) اخرجه الشيخان، وقد بين الله تعالى جزاء من قتل النفس وأجر من أحياها فقال جل من قائل (مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ) (المائدة:32).

أيها الأخوة المؤمنون إن ما ندفعه هو حق الله تعالى علينا، ومهما دفعنا لا يمكن أن يقابل ما قدمه الشعب السوري في سبيل دينه وحريته وعقيدته فسارعوا بكل ما تملكون.

ثالثاُ: يدعو الاتحاد كل القوى المحبة للسلام والعدالة وحقوق الإنسان أن يدعموا الشعب السوري في نضاله المشروع ضد النظام الظالم الفاشي حتى ينال حريته وكرامته.

وفي الختام فإن الاتحاد يذكر الذين يتقاعسون عن إغاثة الملهوفين من ذوي الضرر، وخاصة الذين يتخاذلون عن نصرة إخوانهم المسلمين بقول الله تعالى(إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (التوبة:60) وقوله تعالى(وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَان) (المائدة:2) وقوله تعالى (وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ ۖ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ) (الحديد:7) وقوله تعالى (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ) (آل عمران:92).

{رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}

الموافق: 12/12/2013م

أ.د علي القره داغي                                  أ.د يوسف القرضاوي

الأمين العام                                              رئيس الاتحاد