![]() |
عبرت رابطة علماء المغرب العربي عن أشد الاستغراب لإدراج جهاز الإنتربول للعلامة القرضاوي ضمن قائمة المطلوبين لديه، وتغافله عن جرائم يرتكبها آخرون في أفغانستان والعراق وغزة ومصر وسوريا وغيرها.
واعتبرت الرابطة في بيان أن "هذا النوع من إهانة العلماء استهدافا صريحا للإسلام، واستفزازا وخيم العواقب لأمة تزيد على مليار مسلم".
وطالبت رابطة علماء المغرب الإنتربول بالتراجع عن موقفه، ودعت في الوقت ذاته "المؤسسات الحقوقية وأحرار العالم إلى اتخاذ الإجراءات الكفيلة بوقف هذا العبث، ومنع تكرار حدوثه".
نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله القائل: "يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ"(المجادلة:11)، والقائل سبحانه: "إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا"(الحج:38)، والقائل في الحديث القدسي: "من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب" رواه البخاري. والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين وبعد،
فإن رابطة علماء المغرب العربي لتستغرب أشد الاستغراب إدراج جهاز الإنتربول الدولي العلامة رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي ضمن قائمة المطلوبين بتهم التحريض على القتل والتخريب والسرقة؛ بناء على طلب من الحكومة الانقلابية في مصر، ونعتبر هذا النوع من إهانة العلماء استهدافا صريحا للإسلام، واستفزازا وخيم العواقب لأمة تزيد على مليار مسلم، فكيف يُتغافل عن جرائم الجيش الأمريكي في أفغانستان والعراق، والإسرائيليين في غزة، والبوذيين في ميانمار، وبشار في سوريا، والمالكي وميليشياته في العراق، والسيسي في مصر، وحفتر في ليبيا، ويُتجه إلى عالم جليل عُرف بنصرة الحق، ودفاعه عن المظلوم من خصومه قبل أتباعه ومحبيه؟!
فهل نسي العالم مواقفه المنصفة والمناصرة للأقليات والمضطهدين من كل الديانات وفي مختلف البلدان؟ لكن هذا مصداق قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه ابن ماجه وأحمد وصححه الألباني: "سيأتي على الناس سنوات خداعات، يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين".
وإننا إن نصدر هذا البيان لنواسي فضيلة الشيخ بما يعلمه من سيرة الأنبياء -والعلماء ورثة الأنبياء- فقد قال ورقة بن نوفل يوم أن حدثه النبي صلى الله عليه وسلم بنزول الوحي عليه: "لم يأت أحد بمثل ما جئت به إلا عودي". فهذا شأن المصلحين في كل زمان ومكان، فقد حوصر نبينا صلى الله عليه وسلم وأهله في شعاب مكة، وأغري به سفهاء الطائف، وسجن يوسف وطورد موسى عليهما السلام، وغُدر بعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم، وخُلع كتف مالك، وضرب أحمد، ونُفي ابن باديس والطاهر الزاوي، وغير ذلك من صنوف الابتلاءات التي تعرض لها أهل العلم والدعاة إلى الله.
كما نطالب جهاز الإنتربول بالتراجع عن موقفه، وشطب اسم الشيخ من قوائمه، وندعو المؤسسات الحقوقية وأحرار العالم إلى اتخاذ الإجراءات الكفيلة بوقف هذا العبث، ومنع تكرار حدوثه.
حفظ الله علمائنا ودعاتنا، ودفع عنهم كل مكروه
صدر بتاريخ 20/2/1436هـ الموافق 12/12/2014م
الرئيس الأمين العام
الشيخ: محمد زحل الشيخ: حسن عباس