سألت مجلة "فلسطين المسلمة" في عددها الحالي آذار (مارس) 2002م، فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي حول مشاركة النساء في العمليات الاستشهادية فيها، فقال:

إن العمليات الاستشهادية من أعظم أنواع الجهاد في سبيل الله، يقوم بها شخص يضحي بروحه رخيصة في سبيل الله، وينطبق عليه قول الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللَّهِ}.

والمنتحر يائس من الحياة بسبب فشل ما، ويريد أن يتخلص من حياته، أما الاستشهاد فهو عمل من أعمال البطولة.. ومعظم علماء المسلمين يعتبرونه من أعظم أنواع الجهاد.

وعندما يكون الجهاد فرض عين كأن يدخل العدو بلداً من البلدان؛ تطالَب المرأة بالجهاد مع الرجل جنباً إلى جنب، وقال الفقهاء: إذا دخل العدو بلداً وجب على أهله النفير العام، وتخرج المرأة بغير إذن زوجها، والولد بغير إذن أبيه، والعبد بغير إذن سيده، والمرؤوس بغير إذن رئيسه؛ لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق؛ ولأن العام يتقدم على الخاص، فإنه إذا تعارض حق الأفراد وحق الجماعة يتقدم حق الجماعة؛ لأنه لتحقيق مصلحة الأمة؛ لذلك أنا أرى أن المرأة تستطيع أن تقوم بدورها في هذا الجهاد بما تقدر عليه، وقد يستطيع المنظمون لهذه العملية الجهادية أن يوظفوا بعض النساء المؤمنات في هذه القضية، وقد تستطيع المرأة أن تصل إلى ما لا يصل إليه الرجال.

أما قضية المَحْرَمْ، فنحن نقول أن المرأة تسافر إلى الحج مع نساء ثقات وبدون محرم، ما دام الطريق آمناً.. فلم تعد المرأة تسافر في البراري والصحاري بحيث أنه يُخشى عليها.. فهي تسافر في القطار أو الطائرة.

أما قضية الحجاب، فإنها تستطيع أن ترتدي قبعة بحيث تغطي شعرها.. حتى عند اللزوم لو افترض أن تحتاج في اللحظات الحرجة أن تنزع الحجاب لتنفذ العملية، فهي ذاهبة لتموت في سبيل الله، وليست ذاهبة لتتبرج وتعرض نفسها، فهل نخاف عليها من السفور ونزع الحجاب؟ فالقضية محلولة وليس فيها أي مشكلة.

وأنا أرى أن من حق الأخوات الملتزمات أن يكون لهن حظ ودور في الجهاد، ولهن أن يساهمن في خط الشهادة.

- مصدر هذه الفتوى: المركز الفلسطيني للإعلام http://www.palestine-info.info