أفتى الداعية الإسلامي البارز الشيخ يوسف القرضاوي أمس بحرمة عمليات خطف واتخاذ المدنيين رهائن في العراق وغيره. ويأتي ذلك بعد أقل من يوم من قيام جماعة متشددة بقتل رهينة أمريكي في العراق ووضع شريط فيديو على الإنترنت يصور قطع رأسه. وجاء في بيان صادر عن الشيخ، الذي يرأس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ومقره دبلن، أن "الخطف هو اعتداء على الغير سواء كان مسلما أم غير مسلم، وهو نوع من أنواع البغي الذي نهى الله عنه وحرمه".

وقال القرضاوي في البيان "إن الأسير لا يقتل إلا استثناء وبقرار من ولي الأمر بناء على حكم قضائي، وأن مجموعات المجاهدين العامة في نطاق المقاومة ضد الاحتلال في العراق أو في غيره لا تتمتع بصلاحيات ولي الأمر".

وأوضح بيان القرضاوي أن "الخطف يعتبر من الأعمال الحربية، فهو إذا جاز استثناء أثناء قيام حرب فعلية، فإنه لا يجوز إطلاقا خارج نطاق الحرب. ولا يجوز خطف أي إنسان في غير حالة الحرب الفعلية، وهو عندئذ يكون أسير حرب لا يجوز قتله، بل مصيره الى إطلاق سراحه قطعا".

وأضاف "ومن باب أولى لا يجوز خطف أشخاص إذا كانوا معارضين لمحاربتنا ومتعاطفين معنا كالصحفيين الفرنسيين. ونستنكر جميع حوادث الاختطاف التي تطال أناسا لا علاقة لهم بالمحتلين، ونطالب بإطلاق سراحهم فورا".

واستنكر القرضاوي "احتجاز الأطفال في مدرسة أوسيتيا وتعريضهم لتلك المجزرة البشعة رغم اعتقادنا بعدالة القضية الشيشانية وحق الشعب الشيشاني في تقرير مصيره. كما نعلن استنكارنا لاختطاف امرأتين إيطاليتين تعملان لحساب منظمة إنسانية رغم إدانتنا لموقف الحكومة الإيطالية المتحالف مع القوات الأمريكية المعتدية".

كما استنكر القرضاوي "قتل النيباليين وغيرهم من الرهائن الذين لم يقوموا بأعمال قتالية أصلا، ولو صح أنهم قدموا خدمات للقوات المحتلة فهي لا تبرر قتلهم شرعا".

- المصدر: جريدة الراية القطرية (2004)