أغتنم مناسبة عيد الفطر السعيد لأبعث لكم بأحر التهاني وأجمل التبريكات داعياً المولى عزّ وجلّ أن يتقبل منا و منكم صيامكم وقيامكم وحسن طاعاتكم وأن يعيده عليكم وعلى الأمة الإسلامية وقد تحققت لكم آمالكم الغالية، وكل عام وانتم بألفخير.

أيام مباركة عشناها في رحاب شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدىً للناس وبينات من الهدى والفرقان.

شهرٌ مر علينا بنسماته فجمعتنا بحديقته الغنَاء ونلنا من نفحاته وآن لنا أن نعيش بين زهراته التي أينعت برضى الله ورضانا بما وهبنا الله من عيــد.

لقد دار الدهر دورته ومضت الأيام تلو الأيام وإذا بشهرنا تغيض أنواره وتبلي أستاره ويأفل نجمه بعد أن سطع ويظلم ليله بعد أن لمع، ويخيم السكون على الكون بعدما كان الوجود كل الوجود يستعد، ويتأهب لهذا الضيف الكريم.

أن القلب ليحزن، وإن العين لتدمع،ونحن على فراقك يا رمضان لمحزونون.

لقد كان شهر رمضان ميدانا يتنافس فيه المتنافسون، ويتسابق فيه المتسابقون، ويحسن فيه المحسنون، تروضت فيه النفوس على الفضيلة، وتربت فيه على الكرامة، وترفعت عن الرذيلة، وتعالت عن الخطيئة، واكتسبت فيه كل هدى ورشاد، ومسكين ذاك الذي أدرك هذا الشهر ولم يظفر من مغانمه بشيء، ما حجبه إلا الإهمال والكسل.

فإن انقضى رمضان فبين أيديكم مواسم تتكرر فالصلوات الخمس من أجل الأعمال، وأول ما يحاسب عليها العبد، يقف فيها العبد بين يدي ربه متضرعا .
ولئن انتهى صيام رمضان فهناك صيام النوافل كالست من شوال، والإثنين والخميس، والأيام البيض وعاشوراء وعرفة وغيرها .
ولئن انتهى قيام رمضان فقيام الليل مشروع في كل ليلة .

ولئن انتهت صدقة أو زكاة الفطر فهناك الزكاة المفروضة، وهناك أبواب للصدقة والتطوع والجهاد كثيرة.

وداعاً يا رمضان.. يا شهر الصبر والغفران

وداعاً يا شهر القرآن، وداعاً يا شهر الصيام والقيام، وداعاً يا شهر الرحمات والبركات، وداعاً يا شهر الجود والإحسان والخيرات، وداعاً يا شهر التوبة والغفران والعتق من النيران، وداعاً يا شهر الاعتكاف والخلوات، وداعاً يا شهر الانتصارات والغزوات الفاصلات، وداعاً أيها الزائر العزيز، وداعاً أيها الضيف الكريم.

لقد انقضى رمضان وانصرمت أيامه ولياليه، لقد ربح فيه الرابحون وخسر فيه الخاسرون، فهنيئاً لمن صامه وقامه إيماناً واحتساباً، ويا خيبة من ليس له من صومه إلا الجوع والعطش، وليس له من قيامه إلا السهر والتعب، هنيئاً للمقبولين، وجبر الله كسر المحرومين.

سيهل علينا ضيفنا الجديد فلنحسن استقباله ولنتعايش مع لحظاته ولنترك للحظات السعادة أن تحتوينا لنحتويها عبق دائم بذاكرتنا ولتكبر قلوبنا ولنتذكر كل مسلمين العالم ونتمنى السعادة لكل الناس ولا ننسى أحد …. ولا ننسى أهل القدس.

العيد هو موسم الفرح والسرور ، وأفراح المؤمنين وسرورهم في الدنيا إنما هو بمولاهم ، إذا فازوا بإكمال طاعته وحازوا ثواب أعمالهم بوثوقهم بوعده لهم عليها بفضله ومغفرته.

يرعاكم ويتولانا وإياكم جعل الله صيامنا ، وصيامكم مقبولاً ، خالصاً لوجهه الكريم ..

كـل عــام وانـتـم بـخـيـر وصـحـه وعـافـيـه وسـلامـه مـن جـمـيـع الـشـرور والـذنـوب

هيئة تحرير الموقع