دعا فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي الحكومة الهندية إلى الاستجابة إلى الحق والعدل والعمل على حل قضية كشمير بالسلم لا بالحرب والتفاهم لا بالصراع.

وقال د. القرضاوي الذي كان يتحدث مساء السبت الماضي في حفل نظمته السفارة الباكستانية في الدوحة للتضامن مع كشمير أن على الحكومة الهندية أن تستمع لصوت ومنطق العقل فالقوة لم تعد تجدي في حل قضية كشمير بالقوة بعد أن هيأ الله لدولة باكستان القنبلة النووية، حيث أصبح الطرفان يمتلكان هذا السلاح، بحيث لا يمكن لأحد أن يستعملها ضد الآخر.

وأعرب القرضاوي عن أمله أن تنجح المفاوضات وينجح الحوار لحل هذه المشكلة دون أن تشعل حربا جديدة تزهق فيها الأرواح ويخسر فيها الطرفان ولا يحققان سوى الدمار والخراب.

وكان د. القرضاوي قد اعتبر في الكلمة التي استمع إليها جمهور كبير من الجالية الباكستانية في مقدمتهم القائم بأعمال السفارة الباكستانية في الدوحة السيد عمران ياور القضية الكشميرية من أعدل القضايا، وهي قضية تشابه في عدالتها قضية فلسطين، مشددا على ضرورة أن يقوم المسلمون بتقديم واجب العون والمساعدة لشعب كشمير لأن ذلك واجب العقيدة والأخوة الإسلامية وواجب القِبلة الواحدة والملة الواحدة، فالإسلام وجد للدفاع عن المستضعفين والقتال من أجل إنقاذ المستضعفين واجب إسلامي.

وأكد د. القرضاوي على ضرورة أن يساند المسلمون إخوانهم في كشمير بما يستطيعون ولو بالدعاء لهم فالدعاء لشعب كشمير يؤكد أن القضية لم تمت وهي لاتزال في قلوب المسلمين مشددا علي واجب وقوف المسلمين في جميع أنحاء العالم مع قضية كشمير لأنها قضية عادلة ولاشك في عدالتها والمسلمون دائما مع المظلوم ضد الظالم، والثاني أن كشمير لها قداسة بصفتها أرضاً إسلامية محتلة وشعبها شعب مسلم، وقد أجمع الفقهاء المسلمون على أنه إذا احتلت أرض إسلامية وغزاها غازٍ وجب على أهلها الدفاع عنها، ويصبح الجهاد والمقاومة فرض عين على أهل البلد، وأهالي كشمير يقومون بالدفاع عن أنفسهم وأرضهم ضد الجيش الهندي الذي يقوم بسفك الدماء وانتهاك الحرمات والتعذيب ضد الكشميريين الذين ثاروا على الظلم والاستبداد رغم القوة غير المتكافئة بينهم وبين الجيش الهندي من حيث العدد والعدة.

وانحي د. القرضاوي باللائمة على الاستعمار البريطاني الذي خلق هذه المشكلة والذي كان يحرص دائما على ترك بعض المشاكل في المناطق التي ينسحب منها.

وكان د. القرضاوي قد بدأ كلمته في توجيه التحية لباكستان وشعبها معتبرا أن باكستان ليست بلدا أجنبيا بل هي جزء من دار الإسلام، وبالتالي هو منها وهي منه.

واستذكر د. القرضاوي الحماس والتأييد الذي لقيه أبناء الباكستان في بلاد العرب، الذين فرحوا بانضمامها إلى العالم الإسلامي.

وأكد د. القرضاوي على تمسك الشعب الباكستاني بالإسلام مستشهدا بالغلبة الباكستانية في قطر الذين كانوا يحرزون المراكز الاولى في حفظ القرآن الكريم رغم عدم إجادتهم للغة العربية.

كما تحدث عن الدعم الكبير الذي كانت تلقاه قضية كشمير في العالم الإسلامي مكررا التأكيد على أنها كانت ولازالت قضية إسلامية.

وألقت المعلمة وزانة منصور احدى مدرسات المدرسة الباكستانية في الدوحة قصيدة شعرية في الحضور تحدثت فيها عن آلام وآمال شعب كشمير.

عمران ياور

ثم تحدث السيد عمران ياور القائم بأعمال السفارة الباكستانية في الدوحة، بكلمة أكد فيها علي تصميم شعب باكستان وكشمير علي حل قضية كشمير لتعزيز السلام والأمن في المنطقة.

وقال ياور: أن الحوار القائم الآن بين الهند وباكستان وصل إلى مرحلة متقدمة حيث يجري التركيز الآن علي القضية الكشميرية.

واعتبر ياور ان اللقاء التاريخي الذي جري بين الرئيس برويز مشرف ورئيس الوزراء الهندي في سبتمبر الماضي شكل حجر الأساس في السعي لتسوية سلمية ولإطفاء سبعة وخمسين عاما من النزاع، كما شكلت المباحثات قفزة هامة لتجنب كارثة نووية تؤثر علي السلام العالمي.

- المصدر: أنور الخطيب - جريدة الراية القطرية