في حب شيخنا يوسف القرضاوي حفظه الله تعالى

مصطفى محمد على المشهداني

قلت لصاحبي: هل تحب شيخنا القرضاوي حفظه الله تعالى؟

قال صاحبي: إن الحب والبغض في الإسلام عبادة يتقرب بها المسلم لربه عز وجل بل لايستكمل الإيمان إلا بها لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الايمان رواه أبو داود بسند صحيح، فحب الله تعالى وحب رسوله صلى الله عليه وسلم وحب الصالحين أولياء الله تعالى،وبغض أعداء الله تعالى مما يدخل في صميم العقيدة، ففي الحديث: أن أوثق عرى الإسلام أن تحب في الله وأن تبغض في الله رواه أحمد وابن أبي شيبة والبيهقي في شعب الايمان عن البراء رضي الله عنه وقال السيوطي: حسن .

قلت لصاحبي:فمن هم أولياء الله تعالى؟

قال صاحبي: الذين إذا رؤوا ذكر الله وهم حملة القرآن الحافظون له والعاملون بأحكامه.

قلت لصاحبي: وهل شيخنا منهم؟

قال صاحبي: لقد أمرنا الاسلام أن نحكم على ظاهر الأمور ونشهد عليها، فقال صلى الله عليه وسلم: إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد فاشهدوا له بالإيمان رواه الترمذي وقال: حديث حسن، أما الباطن فلا نزكي على الله تعالى أحدا،ولكن صلاح الظاهر غالبا ما يكون دالا على صلاح الباطن والعكس صحيح وهذا ما تعارف عليه الناس.

فما تقول في رجل شب على طاعة الله تعالى وأم الناس وهو صغير ودرس العلوم الاسلامية وبز أقرانه بذكائه وفطنته واخلاصه ومضي ينافح عن الحق ويدافع واعتقل وعذب وكان يكفيه أن يمدح السلطان ويثني عليه ليتبوأ أرفع المناصب ولكنه تحمل مع أخوانه أنواع العذاب صابرين محتسبين ولم يحنوا لجبار جبينا ثم ابتلاه الله تعالى بعد الشدة بالسعة وبعد العسر باليسر فما كف لسانه ولا قلمه عن قول الحق والجهر به وتحذير الظالمين وكشف نوايا المستعمرين وحث الأمة على عدم اليأس والقنوط وتذكيرها بقرب النصر وأسبابه، وأن الأمر بيد الله سبحانه وتعالى لا بيد غيره ونبه إلى الهجمة الشرسة على الإسلام والمسلمين على أرضهم وثرواتهم ودينهم وعقيدتهم وشبابهم ونسائهم وأطفالهم، وتنادي بالمقاطعة الاقتصادية لمنتجات العدو ليجمع القول بالعمل وأعلن شرعية مقاومة المحتل،ولم يكف عن الدعوة إلى وحدة الامة بكافة مذاهبها وتياراتها وتناسي ما بينها من خلافات والتعاون فيما اتفقوا فيه ويعذر بعضهم بعضا فيما اختلفوا فيه فالعدو يتربص بالجميع وانما أكلت يوم أكل الثور الأبيض شعار يجب أن يكون في قلب الجميع ادركه الاقدمون فقال شاعرهم حين ابتلي بمقتل اخيه:

قومي هموا قتلوا أميم اخي

فإذا رميت يصيبني سهمي

ولئن عفوت لأعفون جللا

ولئن رميت لأوهنن عظمي

وكان ولا يزال أسلوبه في الرد علا مخالفيه ينم عن احترام وتقدير لآراء الاخرين فلا يفسق ولايكفر ولايسفه ولايحقر ولايستهزيء ولايجهل فله في الشافعي رحمه الله تعالى أسوة حيث يقول: قولنا صواب يحتمل الخطأ وقولهم خطأ يحتمل الصواب .

رجل بهذه الصفات ألا تري أنه يجب أن يحب؟

قلت لصاحبي: ورد في الاثر عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: أوحي الله تعالى إلى نبي من انبيائه:إن قل لفلان العابد: اما زهدك في الدنيا فتعجلت به راحة نفسك وأما انقطاعك إلى فتعززت بي فماذا عملت فيما لي عليك؟ قال: يارب وماذا علي؟قال أي: قال الله تعالى لنبيه قل له : هل عاديت في عدوا أو واليت في وليا؟ وزاد في روايه وعزتي لاينال رحمتي من لم يوال في ولم يعاد في رواه ابو نعيم في الحلية والخطيب في التاريخ وضعفه السيوطي رحمه الله تعالي ومع ضعف اسناد هذه الرواية الا أن معناها وما توجه إليه يتوافق مع ما يأمر به الاسلام من أن العمل في الموالاة والمعاداة والجهاد وحضور الجماعات وتقصي أحوال المسلمين والاهتمام بأمرهم والسعي في حوائجهم خير من اعتزالهم حتي ولو للعبادة ولايكون الاعتزال إلا مع اليأس من صلاحا الناس أو الخوف من الفتنة وهذا لايكون في قلب المؤمن القوي الصادق.

فموالاة أولياء الله تعالى من الصالحين ومناصرتهم واجب شرعي ومحبتهم تدخل في لب العقيدة لذا فنحن نحبك ياشيخنا ونجلك ونحترمك.. وما زادت هذه الهجمة النكراء عليك إلا اظهارا لمكانتك وقدرك وعلمك.

كعود زاده الإحراق طيبا

.........
- المصدر: جريدة الراية القطرية