أتابع بحرص شديد مقالكم الذي أحسنتم اختياره وعنوانه " فوانيس الدوحة " فكم نحن في هذا الزمان يا أخت نوره أكثر حاجة وتعطشا للإضاءات التي بها وحدها تضيء بصائرنا وبصيرتنا من الظلمات والتدليس والمكايد والخبائث .. الشيخ القرضاوي شخصية فذة حاضرة في قلوب الجميع بمجاهدة علمه الغريز وتفاعله الوجداني وحضوره القوي وتوجهه الرصين المعتدل .

في حب القرضاوي التي دعيت به ليتاح "لجنس النساء " شقائق الرجال الاحتفاء بالعالم الجليل والشيخ الوقور الذي كاد ظهره أن يتقوس من كثرة ما انتصب مرشدا وموجها وناصحا , الشيخ الذي كاد صوته الجهوري أن يبح من كثرة ما تحشرج ليحبس دموعا طالما انهمرت من خشية الله وطاعة لله لكنها لا تريد أن تنهمر أمام الهجمة الشرسة المتعالية التي تريد أن تكسر شوكتة وتقطع لسانه الذي طالما صدح بقول الحق .

في حب القرضاوي حببتنا فيك أخت نوره آل سعد لأنها دعوة حق وكلمة حق في رجل أراد لأمة محمد الحق , فطالما أنار بثقافته الدينية العالية عقول متابعية , وبفتاواه العميقة أضاء لهم فوانيس , ولولا مجاهدته العلمية وتبحره في العلوم الحياتية جنبا إلى جنب مع تفقه في علوم الشرع وكتاب الله وسنة نبيه المصطفى لا نفرط العقد وتاه الناس .

في " حب القرضاوي "التي سجلها يرعاكم الواثق لعل إحدى مؤسساتنا الخيرية الثقافية أو المصرفية أو أحد البيوتات التجارية تتسابق كما تسابق الكثير منها في أفعال الخير وإفطار الصائم وحث الناس على فضائل الشهر الفضيل , أن تنظم تجمعا للوفاء دعم لشيخنا الجليل الذي أحبه الكثيرون من الذين رضعوا من علمه الغزير الذي تدفق فأشبع كل متعطش حتى تيقظ الجهلاء والسفهاء الرابطين على أرصفة شبكات الإنترنت والمتربصين لتعتيم الفوانيس التي يضيء نورها علماؤنا الأجلاء وحبنا فيهم ولو كره الكارهون.

........

- نُشر هذا التعليق للقارئة عواطف عبد الحميد علي مقالة الكاتبة نورة آل سعد بصحيفة الشرق القطرية، الخميس 24 رمضان 4026 هـ الموافق 27 أكتوبر 2005م.