موقع القرضاوي/ 9-10-2008

في إطار حملتها المتواصلة ضد صحابة الرسول الأكرم والفكر الإسلامي السني و علماء أهل السنة عامة ‘ فقد استهدفت الحركة الصفوية الشعوبية المتمثلة بالنظام الإيراني وأتباعه من زعامات سياسية ودينية مستعربة ‘ العالم والمفكر إسلامي البارز سماحة الشيخ الدكتور  يوسف القرضاوي حفظه الله ورعاه‘ هذا العلم الذي عـُرف باعتداله وحرصه الشديد على وحدة الأمة الإسلامية والدفاع عن مصالح المسلمين ودعمه المجاهدين ‘ والذي لقي من جراء مواقفه الصريحة و الثابتة ما لقيه من الأذى والتجريح على لسان أعداء الدين و أنصار ما يسمى بالسلام مع إسرائيل من كتبة وسياسيين ووعاظ السلاطين وغيرهم .

وعلى الرغم من مواقف الشيخ المعلنة والتي طالب فيها بمناصرة إيران في حال تعرضها لهجوم أمريكي أو إسرائيلي ‘ بالإضافة إلى جهوده القيمة التي بذلها من اجل وئد الفتنة الطائفية التي أشعل الموالون لإيران نيرانها في العراق وحاولوا إشعالها في لبنان ومازالوا يسعون إلى إشعالها في دول خليجية و عربية أخرى ‘ فإن كل تلك الجهود والمواقف الشريفة التي وقفها الشيخ القرضاوي تنكروا لها و بعد أن عجزوا عن شراء ذمته كما فعلوا مع بعض أدعياء الدين ‘اخذوا يهاجمنه متناسين مواقفه و جهوده وخدماته الجليلة التي قدمها على طريق نصرة الإسلام و وحدة الأمة الإسلامية.

إن هذه الهجمة التي يشنها ملالي نظام طهران على علم من أعلام المسلمين لم تكن أول ولا آخر تطاولهم و عدوانهم على علماء أهل السنة‘ فهذه سجونهم قد امتلأت بعلماء وطلبة العلوم الإسلامية من أبناء أهل السنة البلوش والعرب والأكراد في إيران . كما أن حملة تهديم وإغلاق المدارس الدينية و مساجد أهل السنة ‘ ما تزال مستمرة على أشدها في الأحواز و بلوشستان وكردستان ومناطق إيرانية أخرى‘ ولعل ما جرى في تهديم جامع ومدرسة الإمام أبي حنيفة الواقعة في منطقة عظيم آباد بإقليم بلوشستان أواخر شهر شعبان المنصرم ‘ وما أعقبها من حملة اعتقالات في صفوف علماء أهل السنة ‘ دليل كافي على أن ما واجهه فضيلة العلامة الدكتور الشيخ يوسف القرضاوي من حملة إيرانية عدوانية يأتي في اطر الحرب الطائفية الواسعة التي يشنها نظام إيران الطائفي ضد أهل السنة عامة وضد العلماء والمفكرين الشرفاء من أهل السنة خاصة .

إننا إذ ندين هذه الهجمة الطائفية التي يشنها النظام الإيراني على الرمز الإسلامي الكبير فضيلة الشيخ القرضاوي‘ فإننا في الوقت نفسه نعرب عن كامل تضامننا مع فضيلته و تأييدنا له داعين الله أن يمن عليه بموفور الصحة السلامة ويزيد في عمره الشريف من اجل خدمة الإسلام والمسلمين.

المكتب السياسي

‏24‏/ رمضان ‏/1429هـ

‏24‏/9‏/2008م