ناصر العتيبي*

  بين حين وآخر يطل علينا السيد محمد باقر المهري بمقولات غريبة وعجيبة ولا نعرف ما الهدف منها! سوى أنها تثير الحساسية بين السنة والشيعة.

فالتصريحات الاخيرة من المهري ضد فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي غير مقبولة، لأن مقولات كهذه نرى أن الهدف منها خلق حالة من الفتنة في الكويت من خلال اثارة قضية لم تشهدها الكويت. فبلد مثل الكويت هي دولة فريدة من نوعها حيث يوجد تضامن اكيد بين السنة والشيعة, فلا مجال للطائفية ولا مجال للفتنة. فلم نسمع في حياتنا اي تذمر من شيعة الكويت, فالشيعة الشرفاء كاخوانهم السنة الشرفاء يدينون بالولاء المطلق لاميرهم وحكومتهم وبلدهم الفذ الذي هو مفخرة الخليج العربي, بل مفخرة للعالمين العربي والاسلامي في حرصه على الحريات المدنية وسلطة القانون الذين يسود الجميع من دون تفريق او تمييز. لذلك فاننا نقول للسيد المهري ان يكف عن الاثارة وزرع بذور الفتنة بين الناس, والتي طالما طالب بها مرارا من دون تفعيل!

ولاينبغي عليه وعلى غيره ان يستغلوا مساحة الحرية في هذا البلد للاضرار به. ان اساليب المندسين والمنصاعين لتعليمات القوى الاجنبية اصبحت معروفة وواضحة وضوح الشمس. لهذا لانريد لاصحاب تلك الاساليب بالمرور على ظهر هذا الشعب من جميع الاطراف ايا كانت.

كما اننا نرفض كل المتطفلين الاخرين شيعة او سنة الذين يحاولون خلق المشكلات والفتن من اجل تحقيق اهداف سياسية.

والمعروف ان هناك جهات عدة تسعى الى تمزيق المسلمين وخصوصا ان ايران نشطت اخيرا في اهدافها المقيتة من خلال سب الصحابة وخلق حالة من التوتر بين السنة والشيعة في اماكن عدة من العالمين العربي والاسلامي. ثم انه لا يخفى على احد ان ايران تنفذ مخططا الهدف منه احياء احلام الامبراطورية الكسروية القديمة مستخدمة بذلك الورقة الطائفية ونملك المعلومات الكثيرة عما تقوم به ايران من ايجاد شخصيات دولارية اخذت تروج لفكرها المريض من خلال كتاب مقالات في بعض الصحف والمجلات, وتأليف كتب تعرض وجهة نظر محرفة للدين والتاريخ, وهذه السياسة هي التي اثارت الفتنة واوجدت منفذا خطيرا بين ابناء الامة الاسلامية التي ينبغي عليها الوحدة لمواجهة اعدائها والدفاع عن مصالحها وثرواتها.

لقد اجمع كل علماء الامة على اختلاف مذاهبهم وفي مختلف المحافل التي عقدت بهدف التوافق بين المذاهب على ضرورة الاحترام المتبادل لافكار واجتهادات المذاهب في الاسلام. فالاسلام هو دين التحية والتسامح, وليس دين المسبات والشتائم والكراهية.

 لذلك فاننا نقول لمحمد باقر المهري ان يكرمنا بسكوته, وان يضبط نفسه, وألا يشعل نار الفتنة, وان لا يدخلنا ويتدخل يوميا في كل شاردة وواردة.

"واقتلوا قاتل الكلب"

.......

* كاتب كويتي والمقال نقلا عن موقع السياسة.