![]() |
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، والصلاة والسلام على البشير النذير، والسراج المنير، سيدنا وإمامنا، وأسوتنا وحبيبنا محمد، وعلى آله وصحبه الذين آمنوا به وعزروه ونصروه، واتبعوا النور الذي أنزل معه، أولئك هم المفلحون، وعلى من دعا بدعوته، واهتدى بسنته، وجاهد جهاده إلى يوم الدين.
(أما بعد)
فهذا هو العدد السابع من مجلة مركز بحوث السنة والسيرة، يظهر كعادته، حاملا مجموعة من البحوث الأصيلة في موضوعاتها المختلفة، من خدمة السنة والسيرة خاصة، وخدمة الثقافة الإسلامية بصفة عامة.
اشتمل هذا العدد على اثني عشر بحثا، منها ما يتعلق بما تتضمنه السنة من (فقه حضاري)، ويعني به: الفقه الذي ينقل الإنسان من فقه سطحي بدائي، إلى فقه أعمق للكون والحياة والإنسان.
ومنها ما يتعلق بملامح (الجانب البلاغي أو الفني) في الحديث النبوي.
ومنها ما يتعلق بقضية التأويل- للنص القرآني أو النبوي- عند شيخ الإسلام ابن تيمية، في سياقه التاريخي، وعلاقته بمسألة الظاهر والباطن.
ومنها: ما يتعلق بالجانب العسكري في السيرة النبوية، وهو تأمين المدينة المنورة بعد الهجرة النبوية الشريفة.
ومنها: ما يتعلق بعلوم الحديث مثل بحث التحليل والتأسيس في أسباب ورود الحديث، وبحث منهج المحدثين في نقد متون الحديث.. والبحث في حديث أبي سفيان[1].
ومنها: ما يتعلق بصلة الحديث بالعقيدة، وموقف المعتزلة من السنة في بعض قضايا العقيدة.
إلى غير ذلك من القضايا المتصلة بالسنة والسيرة، وتسليط الضوء على أحاديث أساء المسلمون فهمها، والذنب ليس ذنب الأحاديث، إنما هو ذنب المسلمين:
وكم من عائب قولا صحيحا | وآفته من الفهم السقيم[2] |
إنها مجموعة نيرة من البحوث المتنوعة المخدومة، أرجو أن ينفع الله بها قارئها، وأن يثبت كاتبها وناشرها.
أسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علما. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
رئيس تحرير المجلة
ومدير مركز بحوث السنة والسيرة
أ.د يوسف القرضاوي
(1414هـ - 1993م)