د. حسن فوزي

بعيدا عن السجال حول العمليات الانتحارية التي لا تأتي إلا بإراقة الدماء المعصومة، وإزهاق الأنفس المحرمة، وقتل الأبرياء والمدنيين، وتخريب المنشآت والمؤسسات، ونشر الخوف والذعر في قلوب الآمنين، أحب أن يقف القارئ على حقيقة العمليات الاستشهادية بين الإباحة والحظر وفق اجتهادات المعاصرين والمتقدمين وما ينسب لفضيلة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، من خلال كتبه ومؤلفاته، وتصريحاته وفتاواه، بعيدا عن حوار مجتزأ، أو نص مقتطع .

يستطيع الباحث المنصف أن يطالع بعض ما كتبه فضيلة الشيخ القرضاوي في موسوعته (فقه الجهاد)، وكتابه (الفتاوى)، وكتابه (الإسلام والعنف)، وكتابه (فتاوى من أجل فلسطين)، وكتابه (القدس قضية كل مسلم)، وكتابه (نحن والغرب) على سبيل المثال. ليقف على حقيقة رأي الشيخ في هذه العمليات.

والذين يعارضون العمليات الاستشهادية ويرونها نوعا من (الانتحار) أو (قتل النفس) هم جد مخطئون، فإن الهدف مختلف تماما بين (الاستشهادي) وبين (المنتحر) ، ومن يحلل نفسية (الاستشهادي) ونفسية (المنتحر) يجد بينهما بونا شاسعا؛ فالمنتحر يقتل نفسه من أجل نفسه، لإخفاقه في صفقة أو في حب أو في امتحان، أو غير ذلك، فيضعف عن مواجهة الموقف، فيقرر الهرب من الحياة بالموت.

أما الاستشهادي، فهو لا ينظر إلى نفسه، إنما يضحي من أجل دينه وأمته.. من أجل قضية كبيرة، تهون في سبيلها كل التضحيات، فهو يبيع نفسه لله، ليشتري بها الجنة، وقد قال تعالى: (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة) (التوبة:111) .

فتوى الشيخ في جواز العمليات الاستشهادية في فلسطين المحتلة حصريا:

للشيخ فتوى مقروءة ومرئية حول العمليات الاستشهادية، وقد خص بها أهل فلسطين خاصة، وهي نوع من المقاومة المشروعة ضد غير المسلم المغتصب للأرض، والمنتهك للعرض، والمصادر للحرية.

يقول الدكتور القرضاوي: تساءل الكثيرون بعد التفجيرات الأخيرة التي تمت في القدس وتل أبيب وعسقلان، وقتل فيها من قتل من الإسرائيليين.. تساءلوا عن حكم هذه العمليات التي يسمونها (انتحارية) هل تعد جهادا في سبيل الله أو إرهابا؟ وهل هؤلاء الشباب الذين يضحون بأنفسهم في هذه العمليات يعتبرون شهداء أو يعتبرون منتحرين، لأنهم قتلوا أنفسهم بأيديهم؟ وهل يعتبر عمل هؤلاء من باب الإلقاء باليد في التهلكة الذي نهى عنه القرآن في قوله تعالى: (وَلاَ تُلقُوا بِأَيدِيكُم إِلَى التَهلُكَةِ) .

وأود أن أقول هنا: إن هذه العمليات تعد من أعظم أنواع الجهاد في سبيل الله، وهي من الإرهاب المشروع الذي أشار إليه القرآن في قوله تعالى: (وَأَعِدُوا لَهُم مَا استَطَعتُم مِن قُوَةٍ وَمِن رِبَاطِ الخَيلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ) . وتسمية هذه العمليات (انتحارية) تسمية خاطئة ومضللة، وهي أبعد ما تكون عن الانتحار، ومن يقوم بها أبعد ما يكون عن نفسية المنتحر.

هؤلاء ليسوا بمنتحرين، وليسوا بإرهابيين، فهم يقاومون ـ مقاومة شرعية ـ من احتل أرضهم وشردهم وشرد أهلهم، واغتصب حقهم، وصادر مستقبلهم، وما زال يمارس عدوانه عليهم. ودينهم يفرض عليهم الدفاع عن أنفسهم، ولا يجيز لهم التنازل باختيارهم عن ديارهم، التي هي جزء من دار الإسلام.

ولا يعد عمل هؤلاء الأبطال من الإلقاء باليد إلى التهلكة، كما يتصور بعض البسطاء من الناس. بل هو عمل من أعمال المخاطرة المشروعة والمحمودة في الجهاد، يقصد به النكاية في العدو، وقتل بعض أفراده، وقذف الرعب في قلوب الآخرين، وتجرئة المسلمين عليهم.

فهؤلاء يفعلون هذا لإخافة هذا المجتمع، فهم يريدون أن يلقوا الرعب في قلوب هؤلاء، حتى لا يأتي مزيد من المهاجرين، لو عرف الناس أنهم غير آمنين في هذا المجتمع سيقف هذا السيل، بل بعض الناس عندما يرى هذه العمليات تكررت فسوف يحاول ترك هذا المجتمع الذي لا أمان فيه.

ضوابط فتوى القرضاوي لجواز العمليات الاستشهادية في فلسطين:

أما حكم العمليات الاستشهادية فقد فصله فضيلة الشيخ القرضاوي في كتابه (فقه الجهاد)، وختم كلامه عنه بهذين التنبيهين المهمين:

التنبيه الأول: إننا أجزنا هذه العمليات للإخوة في فلسطين لظروفهم الخاصَّة في الدفاع عن أنفسهم وأهليهم وأولادهم وحُرماتهم، وهي التي اضْطرَّتهم إلى اللجوء إلى هذه العمليات، إذ لم يجدوا بديلًا عنها، ولم نُجِز استخدام هذه العمليات في غير فلسطين لانتفاء الضرورة الموجبة أو المبيحة، وقياس البلاد الأخرى على فلسطين، كالذين يستخدمون هذه العمليات ضدَّ المسلمين بعضهم وبعض، كما في الجزائر ومصر واليمن والسعودية والعراق وباكستان وغيرها؛ هو قياس في غير موضعه، وهو قياس مع الفارق، فهو باطل شرعًا. ومثل هؤلاء: الذين اتَّخذوها ضدَّ أمريكا في عُقر دارها، مثل أحداث 11 سبتمبر 2001م، فلا تدخل في هذا الاستثناء.

والتنبيه الثاني: أنَّ الإخوة في فلسطين قد أغناهم الله عن هذه العمليات، بما مكَّنهم من الحصول على صواريخ تضرب في عُمق إسرائيل نفسها، وإن لم تبلغ مبلغ الصواريخ الإسرائيلية، ولكنها أصبحت تؤذيهم وتقلقهم وتزعجهم، فلم يعد إذن المعوّل على العمليات الاستشهادية، كما كان الأمر من قبل، فلكلِّ حالة حكمها، ولكلِّ مقام مقال. والفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان والحال. انتهى من فقه الجهاد.

المسألة السورية:

ومما يذكره من يلمزون الشيخ بالتنظير للإرهاب والقتل العشوائي سؤال ورد إلى فضيلة الشيخ القرضاوي في برنامج الشريعة والحياة عن تنفيذ مثل هذه العمليات الاستشهادية في الثورة السورية ضد الجيش الأسدي والمليشيات التي جلبها من كل الآفاق يناصرون هذا الطاغية، ويدمرون المنازل، ويهتكون الأعراض، ويقتلون الأنفس، ويستبيحون المحرمات.

فكان للشيخ اجتهاده في هذه المسألة بعدم جواز فعل ذلك للأفراد، منعا باتا، إلا أن ترى قيادة المقاومة أنه لابد من ذلك، وهو ما عبر عنه في برنامج الشريعة والحياة بقوله: لا بد أن تكون الجماعة هي التي ترى أنها في حاجة إلى هذا الأمر، فالجماعة هي التي تصرف الأفراد حسب حاجاتها. ويقصد فضيلته بالجماعة: قيادة العمل المقاومة. وهذا المعنى نفسه قد أشار إليه محدث الشام فضيلة الشيخ الألباني بقوله: إن هذا العمل لا ينبغي أن يكون فردياً شخصياً، إنما يكون بأمر قائد الجيش.

هكذا كان الشيخ القرضاوي حريصا على أن يكون هذا الأمر بعيدا عن عجلة فرد، أو طيش مكلوم، أو انتقام موتور. وإنما جعل المرجع في ذلك إلى قيادة المقاومة، التي هي أكثر نضجا وحكمة وإدراكا لما تصير إليه الأمور.

ولنا أن نتفق مع الشيخ الذي رأى جيشا طائفيا قد استعان بشذاذ الآفاق، من المرتزقة والطائفيين، وهم يبيدون السوريين بالبوارج والمدافع والطائرات، والسوريون لا حول لهم ولا قوة، فرأى جواز هذه العمليات مع هؤلاء المرتزقة الطائفيين، ممن جاءوا ليهلكوا الحرث والنسل، فهم غزاة محتلون. كما أن لنا أن نختلف معه، لكن الذي لا ينبغي، أن نضع الشيخ مع التكفيريين والمتشددين في خندق واحد، وهو الذي ما فتئ يقاوم غلوهم وتشددهم وعنفهم في كل مكان.

آراء الفقهاء في العمليات الاستشهادية

هناك عدد كبير من العلماء الذين أفتوا بجواز العمليات الاستشهادية منهم :

سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: سئل عمن يدخل بسيارة ملغمة في صفوف الأعداء، فقال: هذا منتحر، لكن في الجهاد لا يضر، يخاطر بنفسه في الجهاد لأجل الشهادة، ولا يكون حكمه حكم القاتل لنفسه؛ لأنه أراد بذلك الفتك بالكفار. ومن يدخل بين الكفار يعرف في الغالب أنه مقتول، وهكذا من يدخل بالسيارة الملغمة في صفوف الكفار.

سماحة الشيخ محمد صالح بن عثيمين رحمه الله، وقد سُئل عن مثل هذا، فقال: هذا الشاب الذي وضع على نفسه اللباس الذي يقتل أول من يقتل نفسه فلا شك أنه هو الذي تسبب في قتل نفسه، ولا يجوز مثل هذه الحالة إلا إذا كان في ذلك مصلحة كبيرة للإسلام، فلو كانت هناك مصلحة كبيرة ونفع عظيم للإسلام كان ذلك جائزا .

وسماحة الشيخ ابن منيع من كبار علماء المملكة، حيث قال: لا شك أنها من أفضل أبواب الجهاد في سبيل الله ومن استشهد في مثل هذه العمليات فهو شهيد إن شاء الله ... ولكن ينبغي للمسلم المجاهد أن يحسن نيته في جهاده وأن يكون جهاده في سبيل الله فقط وألا يلقي بنفسه إلى التهلكة في عملية يغلب على ظنه عدم انتفاعه منها.

وفضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله سُئل عن هذا فأجاب بقوله: (لا يعد هذا انتحارًا؛ لأنّ الانتحار هو: أن يقتل المسلم نفسه خلاصًا من هذه الحياة التعيسة ... أما هذه الصورة فهذا جهاد في سبيل اللّه... إلا أن هناك ملاحظة يجب الانتباه لها، وهي أن هذا العمل لا ينبغي أن يكون فردياً شخصياً، إنما يكون بأمر قائد الجيش) .

إلى أن قال: فشتان بين من يقتل نفسه بهذه الطريقة الجهادية وبين من يتخلص من حياته بالانتحار.

وسماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين رحمه الله قال: نرى أن فاعل ذلك يُرجى أن يكون شهيدًا لأنه قتل كثيرًا من اليهود وأذلَّهم وأخافهم، فيدخل في قول الله تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} فهذا الإرهاب لأعداء الله داخلٌ في هذه الآية الكريمة.

فتاوى علماء الأزهر:

قال الشيخ محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الشريف السابق رحمه الله: " إن تفجير المسلم نفسه في الأعداء المقاتلين هو دفاع عن النفس ونوع من الشهادة؛ لأن جزاء سيئة سيئة مثلها، وما تقوم به إسرائيل داخل الأراضي الفلسطينية يدفع أي مسلم للانتقام والدفاع عن النفس".

وقد أيده في هذه الفتوى كل من: الدكتور محمد رأفت عثمان عميد كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية والدكتور محمد إبراهيم الفيومي عضو مجمع البحوث الإسلامية والدكتور محمد رشدي عضو مجمع البحوث الإسلامية والدكتور أحمد عمر هاشم في لقاء مع قناة اقرأ الفضائية.

دعاة العنف ودعاة الوسطية

يقترب فضيلة الشيخ القرضاوي من التسعين، وهو منذ بدأ العمل الإسلامي والدعوة إلى الله تعالى له ملامح فكرية واضحة، لم يتقلب فيها بين اتجاهات متناقضة، أو نظريات متباينة؛ بل كان الخط الفكري للشيخ واضحا جليا لا غموض فيه ولا التباس، إنه فكر الوسطية، التي هو رائدها، وكم حمل عليه الأدعياء، وكم اتهم بأنه متساهل متهاون من أجل هذه القضية التي تبناها منذ نشأته الدعوية الأولى.

هذه الوسطية هي التي جعلت المجامع الفقهية والمؤسسات الإسلامية، والندوات التثقيفية، والفضائيات العربية تلهث وراءه حتى يقبل عضويتها، أو يظهر على شاشاتها، في محاولة لاحتواء التيارات المتشددة.

وكم كانت كتبه ومؤلفاته ودروسه ومحاضراته زادا ومعينا لمسيرة مراجعات كثير من الجماعات الإسلامية التي انتهجت العنف طريقا لها. ونظرة سريعة في كتب المراجعات التي سطرها قادة الجماعة الإسلامية في مصر تجعل كل منصف يدرك دور العلامة القرضاوي في تصحيح مسيرة هذه الجماعات وردها إلى سبيل الوسطية.

وكم كانت مصنفاته حول ترشيد الصحوة والحركة الإسلامية، ضبطا لإيقاع للحركة الإسلامية من الانجراف وراء دعاوى باطلة، أو تعجل لقطف ثمرة لم يتم نضجها، وإرشادا لأبناء الحركة الإسلامية حتى لا يضلوا السبيل، وهو ما أثمر حركة إسلامية معتدلة التحمت بالجماهير فحملت همومهم، والتصقت بهم فعاشت قضاياهم، فوثق فيهم أبناء الأمة، واصطفوا معهم. وللقارئ أن يطلع على بعض مصنفات القرضاوي في هذا المجال، ومنها: الصحوة الإسلامية وهموم الوطن العربي والإسلامي- أولويات الحركة الإسلامية في المرحلة القادمة - الصحوة الإسلامية بين الجحود والتطرف- أين الخلل - الصحوة الإسلامية بين الاختلاف المشروع والتفرق المذموم- الصحوة الإسلامية من المراهقة إلى الرشد- من أجل صحوة راشدة تجدد الدين وتنهض بالدنيا.

القرضاوي الذي أثنى عليه الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ عبد الله بن عبد العزيز آل الشيخ، والشيخ عبد الله بن منيع من علماء المملكة، وأثنى عليه الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود والشيخ عبد الله الأنصاري من علماء قطر. وأثنى عليه الشيخ أبو الأعلى المودودي والشيخ أبو الحسن الندوي من علماء الهند. والشيخ فيصل مولوي والشيخ عبد الفتاح أبو غدة والشيخ محمد عوامة من علماء الشام. وأثنى عليه الشيخ محمود شلتوت والشيخ عبد الحليم محمود والشيخ البهي الخولي، والشيخ محمد الغزالي من علماء الأزهر، وأثنى عليه الشيخ ابن بيه والشيخ محمد الحسن الددو من علماء موريتانيا، وما زال المسلمون في أصقاع الدنيا وقاراتها يعرفون قدره، ويقدرون عمله، وما زال طلاب الدراسات العليا في شتى الجامعات ينالون رسائل علمية في منهجيته ووسطيته، رجل كهذا لا يصح أن يوصم بالعنف أو يقال: بأنه يدعو إلى الإرهاب.

فقه جماعات العنف

إن الدواعش والمتشددين الذين يراد أن يلصق الشيخ بهم، هم في الحقيقة يكفرونه، وينبذون منهجه، ويطرحون أفكاره؛ بل ويتهمونه بالردة لأنه لا يوافقهم فكرهم ونهجهم، ولأنه يقرعهم بالمحكمات إن استدلوا بالمتشابهات، ويؤيد وسطيته بالكليات إذا تحدثوا عن الجزئيات، ويتبنى فكر المقاصد مع النصوص، إذا تمسكوا بحرفية نص قرآني لا يعلمون أسباب نزوله، أو حديث نبوي لا يدرون أسباب وروده.

ونقتبس شيئا من كتاباته من كتابه (الإسلام والعنف) ، حيث يقول: هذا هو فقه جماعات العنف، الذي على أساسه ارتكبوا ما ارتكبوا من مجازر تشيب لهولها الولدان، وتقشعر من بشاعتها الأبدان، ضد مواطنيهم من مسلمين وغير مسلمين، وضد السياح وغيرهم من الأجانب المسالمين.

وهو بلا ريب فقه أعوج، وفهم أعرج، يعتوره الخلل والخطل من كل جانب. ويحتاج من فقهاء الأمة إلى وقفة علمية متأنية لمناقشتهم في أفكارهم هذه، والرد عليهم فيما أخطأوا فيه في ضوء الأدلة الشرعية من القرآن والسنة وإجماع الأمة.

وأخيرا اجتهاد العلماء لا يناقشه إلا العلماء:

ولكل مسلم أن يتفق مع فضيلة الشيخ القرضاوي أو يختلف معه، وله أن يعمل بفتواه، أو بفتوى مخالفيه، ما دام الأمر ليس بالتشهي أو الهوى؛ لكن مناقشة اجتهاد العالم المجتهد، ينبغي أن تكون من عالم مجتهد مثله، وأن يكون هذا وفق أدب الخلاف، الذي سطر فيه سلف الأمة أروع الأمثلة.

كما يجب ألا يخوض في هذا المعترك من لا يحسنه، وهذا من قواعد كل علم في هذا الكون، سواء كان من علوم الدين أو من علوم الدنيا.

وليس يعيب أحدا من الناس أن يجهل بعض فروع العلم، ومن جهل شيئا فقد شرع الإسلام له أن يسأل عنه، وإنما شفاء العي السؤال!

.................

*عن صحيفة بوابة الشرق الإلكترونية، 10-7-2016

http://al-sharq.com/news/details/432837