دعا الشيخ العلامة يوسف القرضاوي العالم إلى الثأر لما يستباح في حلب السورية، وعبر عن تضامن المسلمين وعلماءهم ودعاتهم وأحرارهم في العالم مع المدينة الشجاعة البطلة وأهلها الصابرون.

  

وقال رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في كلمة عبر قناة "حلب اليوم":   

أدعو العالم كله.. العالم الذي له سمع، وله عقل، وله وعي.. أدعو هذا العالم أن يثأر لما يستباح في مدينة حلب.. أُستبيح كل شيء.. أُستبيحت الدماء.. أُستبيحت الأعراض (..) أُستبيح كل ما لا يستباح.. ندعو الإنسانية أن تقف وراء هذه المدينة الباسلة الموفقة".

 

وحيا فضيلته "هذه البلدة الصابرة المؤمنة، التي وقفت وقفة الجبال.. وقفة الرجال.. وقفة الأبطال؛ تدافع عن دينها، وتدافع عن أعراضها، وتدافع عن حريتها، وتدافع عن حقوقها، تدافع عن كل ما يدافع الإنسان المؤمن الحر الشريف عنه.. حلب الشهباء التي أرادوها حلب حمراء تشتعل فيها النار لتحرق أهلها، ولن تحرق إلا الظالمين إن شاء الله".     

 

وأضاف مخاطبا المدينة وأهلها "نحييك يا حلب.. وبوركت يا حلب.. وحماك الله يا حلب.. ولابد أن تنتصري يا حلب.. لابد أن يزيل الله لكي من أعداء هذه الأمة.. الأمة التي لا تقتل أحد ظلما.. الأمة التي تدافع عن الحريات.. تدافع عن الحرمات.. تدافع عن الحقوق.. حقوق الناس.. أن يعيش الناس أحرارا.. تريد أن تقاتل هؤلاء البرابرة المتوحشين، الذين يريدون أن يقتلوا كل إنسان حر.. لا يدعو إنسانا يعيش حرا.. يقول أنا حر في نفسي.. أنا حر في عقيدتي.. أنا حر في إنسانيتي".  

 

وقال الشيخ القرضاوي إن أبناء المسلمين وعلماء المسلمين ودعاة المسلمين وأحرار المسلمين في العالم يدافعون عن حلب وأهلها.. "نحن مع أهل حلب ندعو الله لهم، وليس لنا إلا الله في هذه الآونة.. الله ومن يؤمن بالله، ومن يؤمن بكل ما جاء به رسل الله.. الكلمات الطيبة المدافعة عن الحرية.. عن الحقيقة.. عن الإيمان.. عن كل ما يدافع عنه الأشراف والأحرار".  

 

وتابع: "الأخوة الحلبيون.. نحن معهم.. كل أحرار الدنيا معهم.. كل إنسان عنده حرية من أجل الإنسان.. الإنسان الحر.. الإنسان الذي يغار على أخيه الإنسان أيا كان دينه، وأيا كان معتقده، وأيا كان كلامه لازم يدافع عن الإنسانية الحرة المؤمنة الصادقة".  

 

ودعا الشيخ القرضاوي الله سبحانه أن ينصر حلب وأن "يأتيها بيوم من عنده تستعز فيه من ذل.. وتقوى من ضعف.. وتقدر من هذا العجز.. وتخرج من هذه المصيبة التي نزلت بها.. أن الله يعوضها إن شاء الله عن هذا كله بحياة حرة.. حياة طيبة.. حياة تستعيد فيها نفسها.. تسعيد حريتها"، وأن يعجل  بنصرها، ويهلك المعتدين عليها بما يهلك به الظالمين، وأن يأخذهم أخذ عزيز مقتدر.. أخذا أليما شديدا.

 

كما دعا الله تعالى أن يكون في عون المسلمين الذين يقاسون من ظلم الظالمين وجورهم "نسأل الله تبارك وتعالى أن يكون في عون الأمة الإسلامية وعون أبنائها، الذين يقاسون في بلاد مختلفة من تعاون الظالمين عليهم.. الظالمون المتجبرون في الأرض.. المخربون لكل عامل فيها.. المفسدون لكل صالح فيها.. هؤلاء يتجمعون ليفسدوا في الأرض.. يتجمعون على المسلمين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم .. الأمة التي استبقاها على العالم كله؛ لتكون رفيقه لهذا العالم، ورحمة لهذا العالم، ويسر لهذا العالم.. الله أبقى أمة الإسلام لتكون رحمة للدنيا كلها".

 

شاهد كلمة فضيلة الشيخ