أكد فضيلة د.علي السالوس التزامه ببيان المصالحة الذي تم بمنزل د. يوسف القرضاوي مساء الجمعة الماضي ونشرت تفاصيله في (الوطن) صباح السبت الماضي، وذكر أنه يعتز بالبيان وسيطبقه نصاً وروحاً.(وإنك لعلى خلق عظيم) اللهم صلي وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه واتبع سنته إلى يوم الدين. أما بعد: فعندما قرأت تعقيب أخي الجليل العلامة الداعية المجاهد الشيخ القرضاوي رأيت أن أكتب رسالة تنشر في الصحف نفسها تحمل كل الود والتقدير والإجلال مع الاختلاف في الرأي وقررت أن أرسلها لفضيلته قبل نشرها ليحذف أو يعدل ما يشاء وذكرت من قبل أنني بعد كتابتها علمت أن عودته بسلامة الله ستتأخر إلى عطلة نصف العام وذلك لم أتمكن من عرضها على فضيلته وأحب أن أذكر هنا ما لم أذكره من قبل.(ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم).
كتبه الراجي عفو ربه علي السالوس.

وأشار إلى أن ما نشر على لسانه في إحدى الصحف القطرية يوم السبت كان غير مناسب في توقيته لأن إجراءه تم قبل أسبوعين وموضوعه انتهى.

من جانبه أكد فضيلة د.يوسف القرضاوي أن العلاقة الأخوية والتقدير المتبادل بينه وبين د.السالوس لا تزعزعهما خلافات في الرأي في بعض القضايا الاجتهادية التي يتعذر اتفاق العلماء فيها على رأي واحد .. وأشار إلى أن ما بينهما سيظل راسخاً رسوخ الجبال.

جاء ذلك في رسالتين متبادلتين بين د.السالوس ود.القرضاوي جمعهما د.السالوس في بيان جدد فيه تأكيده على أن ما بينه وبين د.القرضاوي لا يستطيع أي شيطان مهما حاول أن يفسده وأنه حاول أن يظهر بأنه ناصح أمين.

وفيما يلي نص البيان الذي اختار له د.السالوس عنوان (توضيح حول رسالتي) لأخي العلامة الداعية المجاهد الشيخ القرضاوي.

الحمد لله تعالى كما ينبغي لجلال وجهه وعز سلطانه الذي امتن على المؤمنين بالتأليف بينهم ونعوذ بالله من كل شيطان مريد يريد أن يوقع العداوة والبغضاء بين المؤمنين، ونصلي ونسلم على رسوله خير البشر الذي قال له ربه

أولاً: اتصلت بمن يعرف برنامج رحلة فضيلته وذكرت له رغبتي فقال: نرسلها إليه ونظر في البرنامج فوجد أن الشيخ غير مستقر في مكان واحد فمن أوروبا إلى لبنان إلى مصر إلى غيرها فتعذر الإرسال وطلبت منه أن يقرأها هو قبل النشر ويبدي رأيه فعندما قرأها أبدى سروره وذكر رأيه فازددت اطمئناناً وأذكر أنه اعترض على كلمة واحدة وبالتشاور اخترنا أفضل كلمة ووضعناها مكانها غير أنني لم أكتف بهذا. فمن أوثق الناس عند د.القرضاوي وعندي ومن أحبهم وأقربهم إلى فضيلته وإليّ زميلنا فضيلة الأستاذ الدكتور عبدالعظيم الديب وقد اتصلت به وشرحت له الموقف وطلبت منه قراءة الرسالة قبل نشرها ليقوم بما يظن أن يقوم به فضيلة الشيخ القرضاوي.

وبعد نشر رسالتي إلى د.القرضاوي في الصحف زارني عدد من الأخوة الكرام وسألوني عن رأيي في بعض الأمور منها ما يتعلق بفضيلته فقلت لهم لا تسألوني عن رأيي ففضيلة الشيخ القرضاوي يأمر فيطاع لأنني أحبه وأجله وأقدر جهوده في خدمة الإسلام والمسلمين أفبعد كل هذا يمكن التشكيك في حسن نيتي ومقصدي ولذلك فإنني أظن – والله هو الأعلم – أن ما بيني وبين فضيلته لن يستطيع أي شيطان مهما حاول أن يفسده ولن يستطيع أن يحقق رغبة إبليس اللعين في إيقاع العداوة والبغضاء بين المؤمنين وهو يظهر أنه ناصح أمين.

اللهم اغفر لي ولأخي.

ثانياً: هذا التوضيح وأرسلته لفضيلة د.القرضاوي أستأذنه في النشر فتفضل بكتابة التعليق التالي:

الحمد لله .. وأنا بدوري أحب أن أؤكد أن ما بيني وبين أخي الأستاذ الدكتور علي السالوس من المودة والمحبة والتقدير لا يزعزعه اختلاف الرأي في بعض القضايا الاجتاهدية، التي يتعذر أن يتفق الناس فيها على رأي واحد، وواجب أهل العلم أن يسع بعضهم بعضاً، ويحترم بعضهم رأي الآخر مهما يكن مخالفاً له، فأقصى ما يقوله عالم عن نفسه: رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب.

وإن ما بيني وبين أخي السالوس سيظل راسخاً رسوخ الجبال، فقد جمعنا الإسلام، وهو أقوى الروابط، وجمعنا العلم، والعلم رحم بين أهله، وجمعتنا هموم المسلمين، وهي جديرة أن توحد المختلفين. وأسأل الله أن يديم هذه الرابطة خالصة لوجهه إلى يوم القيامة حتى يدخلنا بفضله جنته إخوانا على سرر متقابلين.
الفقير لله تعالى يوسف القرضاوي

ثالثاً: في يوم السبت الماضي نشر بيان التوفيق نتيجة للاجتماع الذي دعا إليه أخي فضيلة الشيخ الجليل يوسف القرضاوي، وفي اليوم نفسه نشر بإحدى الصحف حوار معي لا يتفق مع البيان، ولقد فوجئت بنشر هذا الحوار الذي ظل عند الصحيفة أسبوعين حتى ظننت أن موضوعه انتهى بعد المقالات المتتابعة، ولقد تعودت أن أستجيب لأي طلب لفضيلة الشيخ القرضاوي، فما عهدنا فضيلته يسعى إلا لكل خير، ولا أذكر أنني أصررت على ما يخالف رغبة فضيلته إلا في الاستقالة من المصرف. ولقد كان شاقاً على نفسي أن أوقع على هذا البيان، ولكنني وقعت إجلالاً واحتراماً وتقديراً وحباً لأخي فضيلة الشيخ القرضاوي.

وإنني أعلن التزامي الكامل بكل ما جاء في البيان وبإذن الله تعالى سأطبقه نصاً وروحاً، وأعتذر نيابة عن الأخوة الكرام الذين أجروا الحوار ونشروه في وقت غير مناسب فبالطبع لم يقصدوا معارضة البيان بل لم يقرؤوه قبل نشره.

نسأل الله تعالى أن يؤلف بين قلوبنا جميعاً، وأن يجنبنا شر شياطين الإنس والجن.