طالبان تحافظ على الآثار .. وما يشاع عن تجارتها بالحشيش ومنع تعليم البنات غير صحيح.

استقبل حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى رئيس مؤتمر القمة الإسلامي التاسع في مكتبه بالديوان الأميري صباح أمس الوفد الإسلامي الذي قام بزيارة لكابول مؤخراً. وجرى خلال المقابلة استعراض نتائج المباحثات التي أجراها الوفد مع المسؤولين في حركة طالبان الأفغانية حول قرار الحركة الخاص بإزالة الآثار القديمة الموجودة في الأراضي الأفغانية. حضر المقابلة سعادة السيد أحمد بن عبدالله آل محمود وزير الدولة للشؤون الخارجية وسعادة الشيخ عبدالله بن محمد بن سعود آل ثاني رئيس الديوان الأميري.

وعقب لقائه سمو الأمير أصدر الوفد بياناً أوضح فيه ملابسات ونتائج مهمته إلى أفغانستان، وذكر أن الهدف من المهمة كان الحوار مع علماء أفغانستان حول القضايا الفقهية التي تختلف وجهات نظرهم فيها مع كثير من علماء الأمة، وأشار إلى أن الآثار القديمة ما زالت باقية في المدن الأفغانية وأنهم يعتبرونها ثروة تاريخية، أما التماثيل فقد تم تدميرها قبل وصول الوفد.

وطالب أعضاء الوفد من الدول الإسلامية دعم إمارة أفغانستان في مجالات التعليم والاقتصاد والإعلام والخدمات الإنسانية.

ونفى ما يشاع عن منع حكومة طالبان لتعليم البنات، وأوضح أن المسألة سببها قلة الموارد الاقتصادية التي تسمح بتعليمهن، كما نفى ما يشاع حول زراعة المخدرات والأفيون في أفغانستان، وأوضح أنه تم القضاء عليها إعمالاً لفتاوى العلماء بتحريمها.

إلى أعلى

نص البيان:

بمبادرة وتوجيه من حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر رئيس مؤتمر القمة الإسلامي التاسع قام وفد من منظمة المؤتمر الإسلامي برئاسة سعادة السيد أحمد بن عبدالله آل محمود وزير الدولة للشؤون الخارجية، مكون من كل من:

فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي.

فضيلة الشيخ الدكتور نصر فريد واصل مفتي جمهورية مصر العربية.

فضيلة الشيخ محمد الراوي عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف.

فضيلة الشيخ الدكتور ثقيل الشمري رئيس محكمة الاستئناف بقطر.

فضيلة الشيخ عبدالقادر العماري نائب رئيس محكمة الاستئناف بقطر.

فضيلة الشيخ الدكتور علي محيي الدين القره داغي رئيس قسم الفقه والأصول بجامعة قطر.

المفكر الإسلامي المعروف الأستاذ فهمي هويدي.

المفكر الإسلامي الدكتور هيثم الخياط نائب رئيس المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، وعضو بعض المجامع العلمية.

سعادة الأستاذ إبراهيم بن بكر الأمين العام المساعد للشؤون السياسية والمسؤول عن ملف أفغانستان بمنظمة المؤتمر الإسلامي.

الأستاذ عبدالرحمن الخليفي مدير إدارة الشؤون الآسيوية والأفريقية بوزارة الخارجية القطرية.

وقد التقى الوفد بنائب وزير خارجية أفغانستان والناطق الرسمي لأمير إمارة أفغانستان الإسلامية الملا محمد عمر، والمسؤول عن الثقافة والإعلام، ثم بعدد من كبار علمائها وأعضاء المحكمة العليا والمسؤولين عن شؤون الإفتاء بالإمارة، حيث تم التباحث حول أهم القضايا المتعلقة بشعب أفغانستان التي تحتاج إلى دعم ومساندة في مرحلته الحالية.

وقد رأى الوفد أنه من المناسب أن يوضح للعالم الإسلامي والرأي العام العالمي ما يأتي:

إن الوفد قد ذهب إلى أفغانستان لأجل المساهمة في حل مشاكلها ورد الحملات المغرضة التي تشوه صورة القائمين عليها، والعمل على إخراجهم من عزلتهم التي فرضت عليهم من المجتمع الدولي والحصار الجائر الذي ضرب عليهم، والحوار مع علمائهم حول القضايا الفقهية التي قد تختلف وجهة نظرهم فيها مع كثير من علماء الأمة.

وقد بحث الوفد مع العلماء قضية الآثار والتماثيل التي ثار الجدل حول تدميرها، وأحدثت ضجة عالمية في وسائل الإعلام العالمي، وما يترتب على ذلك من مآلات أو فتن قد تضر بالأخوة في أفغانستان، وبإخوانهم من الأقليات الإسلامية في آسيا، وقد أكد المسؤولون في الإمارة للوفد أن الآثار باقية لم تمس، وأنهم يعتبرونها ثروة تاريخية يجب الحفاظ عليها، أما التماثيل فقد تم تدميرها قبل وصول الوفد ولم يعد للبحث فيها مجال.

وقد ظهر للوفد أن لدى الإخوة في أفغانستان نقصاً شديداً في مجالات التعليم والاقتصاد والإعلام والخدمات الإنسانية وأنهم يعانون من قلة الإمكانات المادية والرعاية الصحية حتى أعلن أنه يموت كل يوم حوالي 400 طفل بسبب البرد والمرض والجوع وقلة الغذاء والدواء مما يوجب على المجتمع الإسلامي خاصة تقديم يد العون والمساعدة لهم على وجه السرعة للتغلب على هذه المشاكل.

وقد عرف الوفد أن بعض ما يشاع حول الإمارة الإسلامية في أفغانستان ليس صحيحاً مثل زراعة المخدرات (الأفيون والحشيش) التي قضي عليها تماماً في الوقت الراهن نتيجة للفتاوى الشرعية القاطعة التي حرمت زراعتها وبيعها. وكذلك علم الوفد أن ما يشاع حول منع تعليم البنات لا أساس له من الصحة، حيث لا يمنعون تعليم البنات ولكن ما يعانون منه من أزمة اقتصادية هو الذي حال دون التوسع في تعليم البنات، وقد عرف الوفد أن لديهم كليات للطب يدرس فيها أكثر من ألف ومائتي طالبة، كما قرروا أخيراً الاستفادة من المساجد لتعليم البنين والبنات فيها بدءاً من العام المقبل، ولذلك يجب على المجتمع الإسلامي أن يدعم إمارة أفغانستان الإسلامية في هذا المجال الحيوي أيضاً ويقدم لهم الدعم والتأييد والله الموفق.

الموقعون:

فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي.

فضيلة الشيخ الدكتور نصر فريد واصل.

فضيلة الشيخ محمد الراوي.

فضيلة الشيخ الدكتور ثقيل الشمري.

فضيلة الشيخ عبدالقادر العماري.

فضيلة الشيخ الدكتور علي محيي القره داغي.

المفكر الإسلامي الأستاذ فهمي هويدي.

المفكر الإسلامي الدكتور هيثم الخياط.

إلى أعلى