القرضاوي يجيب أثناء الحوار مع فريق التليفزيون الياباني


كنت أول عالم مسلم أصدر بياناً في اليوم التالي لوقوع الأحداث في صبيحة يوم (12) سبتمبر .. وفي ذلك البيان أدنت ما جرى أياً كان فاعله .

 

الغرب أصبح له نفوذه في بلاد الشرق ولا يمكن أن نحل كثيراً من مشاكلنا كعرب ومسلمين إلا إذا تفاهمنا مع الغرب نفسه الذي يؤثر في كثير من أنظمتنا وزعاماتنا السياسية.

مقدمة

د. القرضاوي وابنه د. محمد يتوسطان الاعلاميين اليابانين

حضرت بعثة التليفزيون الياباني خصيصاً لمدينة الدوحة لتسجيل اللقاء مع د. القرضاوي في منزله حيث أبدت البعثة اهتماماً غير عادي بموقع (إسلام أون لاين) وببرنامج الشريعة والحياة اللذين تعرف الجمهور الياباني على د. القرضاوي من خلالهما.

وكان واضحاً أن الإعلاميين اليابانيين لديهم ملف معلومات كامل عن نشاط ومؤلفات وسيرة حياة د. القرضاوي.

وضم الوفد الياباني كلا من المخرج (زنكي) والمصور (نيثيموري) ومساعد المصور (هودونا) والمنسقة الآنسة (مايادا) التي تولت ترجمة كلام الشيخ من العربية لليابانية وترجمة أسئلة الوفد من اليابانية إلى العربي.

وسجل التليفزيون الياباني لقطات من صلاة التراويح بالجامع الكبير -الكائن في مدينة الدوحة- في ليلة السابع والعشرين من رمضان الماضي حيث قام د. القرضاوي بإمامة المصلين. وفيما يلي الجزء الأول من الحوار:

التليفزيون الياباني: برنامجنا يهدف للبحث عن أفضل سبل التعايش بين الحضارات السائدة في عالم اليوم .. ومد جسور المودة والسلام بين الشعوب .. ويسعدنا أن نستضيفكم في هذا الحوار لنعرف رأيكم في عدد من القضايا المثارة الآن على طاولة النقاش في المنتديات الدولية؟

د. القرضاوي: أرحب بكم وبالشعب الياباني الذي نكن له كل تقدير باعتباره شعباً شرقياً مثلنا ليس بينه وبين المسلمين سابق عداوة أو خصومة .. ونحن المسلمين يهمنا أن نعمق أسس التعايش بين الحضارات وبين الأديان وأن يعيش العالم في أخوة وسلام بين الجميع.

إلى أعلى

رأي القرضاوي في أحداث 11 سبتمبر
التلفزيون الياباني: ما رأيكم في الأحداث التي وقعت في أميركا في (11) سبتمبر الماضي .. وماذا كان تعليقكم عليها؟

د. القرضاوي: لعلي كنت أول عالم مسلم أصدر بياناً في اليوم التالي لوقوع الأحداث في صبيحة يوم (12) سبتمبر .. وفي ذلك البيان أدنت ما جرى أياً كان فاعله وأياً كان دينه أو وطنه أو جنسيته .. وقلت أن الحادث استخدم وسائل غير مشروعة وهي الطيارات المدنية بما فيها من ركاب آمنين لا ذنب لهم ولا ناقة لهم في السياسة ولا جمل استخدمهم كآلة هجوم في ضرب المركز التجاري العالمي في نيويورك بمن فيهم من المدنيين الأبرياء من مختلف الجنسيات والديانات .. وهم أناس كانوا يعملون لكسب رزقهم.

وقد أدنت الحدث واعتبرته جريمة من الجرائم واستبعدت أن يكون فاعله مسلماً.. وحتى لو كان مسلماً فهو مدان .. وذكرت أن الإسلام يحترم النفس الإنسانية والقرآن يقول (من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً) ودعوت المسلمين في أميركا في إسعاف الجرحى وفي إعانة المنكوبين وطالبتهم بالتبرع بدمائهم للذين أصيبوا في الحادث واعتبرت ذلك من أفضل الصدقات عند الله ونشر ذلك في الصحف القطرية وغيرها كما نشر في موقع إسلام أون لاين على الإنترنت.

وأضفت للبيان أموراً مهمة منها أن يكون الحادث الخطير سببا لاستيقاظ الضمير الأميركي بحيث تراجع أميركا سياستها الخارجية التي ربما كانت دافعاً لذلك الحادث وأمثاله خصوصاً أنها تقف مواقف غير مبررة فيها معايير مزدوجة لا سيما بالنسبة لنا نحن العرب والمسلمين وأبرز مظاهر ذلك موقفها المنحاز دائماً لإسرائيل وسياستها العدوانية على الفلسطينيين والعرب. ورجوت من أميركا ألا تتعجل في اتهام العرب  والمسلمين بارتكاب الحادث حتى تستجمع خيوط التحقيق كلها خاصة بعد ما حدث في مبنى (أوكلاهوما سيتي) فقد اتهمت العرب ثم ظهر أن الفاعل شخص أميركي. وطلبت من الأميركيين ألا يسيئوا التعامل مع العرب والمسلمين الذين يعيشون داخل أميركا لأن  كثيراً من هؤلاء يحملون الجنسية الأميركية ويحملون إقامة أميركية فلا يصح أن يساء التعامل معهم.

إلى أعلى

هدف إنشاء موقع (إسلام أون لاين)
التلفزيون الياباني: ما هدفكم من إنشاء موقع (إسلام أون لاين) على شبكة الإنترنت؟

د. القرضاوي: أنشأنا الموقع ليقدم رسالة للمسلمين ورسالة لغير المسلمين.. رسالته للمسلمين أن يصحح مفاهيمهم عن الإسلام .. يصحح مفاهيم المغالين في فهم الإسلام الذين خرجوا عن وسطية الدين الحنيف .. ويصحح مواقف التيارات المتسيبة التي تريد أن (تغرب) الإسلام وتجعله نسخة غربية. نحن نريد أن نقيم تياراً وسطاً بين المتغربين وبين المغالين المتطرفين .. وذلك ما يمثل في نظرنا المنهج الإسلامي الصحيح الذي جاء به القرآن الكريم وجاء به محمد عليه الصلاة والسلام .. وأردنا أن  نعلم المسلمين هذا المنهج الذي يقوم على التيسير والتبشير كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا " ويقوم على الحب والتسامح مع المخالفين والحوار مع الآخرين ويعطي كل ذي حق حقه وينظر إلى الماضي ويستفيد منه ويعايش الحاضر ويستشرف المستقبل ويتطلع إلى آفاقه وينظر إلى التراث بعين وإلى  العصر وتياراته ومشكلاته بعين أخرى فأردنا أن  نعلم المسلمين حقيقة دينهم من خلال موقع (إسلام أون لاين).

وأسلوبنا في الموقع يعتمد على التفاعل مع الجمهور عن طريق تلقي الأسئلة والإجابة عنها وتلقي المشاكل وطرح حلولها بمعرفة متخصصين في شتى المجالات .. وبالنسبة لغير المسلمين هدفنا توضيح عالمية الرسالة الإسلامية وأنها رسالة لكل البشر لا للعرب وأهل الشرق وحدهم والقرآن الكريم يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) وأول آية في القرآن في صدر سورة الفاتحة تقول (الحمد لله رب العالمين).
أردنا أن نبين عالمية رسالة الإسلام عن  طريق إبلاغ تلك الرسالة لغير المسلمين في أنحاء العالم. ولذلك بدأ بث (إسلام أون لاين) من أول يوم بالعربية والإنجليزية ليطلع عليه غير المسلمين .. وفي مشروعاتنا المستقبلية – إن شاء الله – أن نبث محتويات الموقع باللغات اليابانية والصينية والألمانية والفرنسية والعقبة التي تقف أمامنا أن تنفيذ تلك المشروعات يحتاج إلى أموال وإلى رجال .. ومنهجنا أن نسير على سنة التدرج . ذلك هو هدفنا من إنشاء موقع (إسلام أون لاين) وقد سميته (جهاد العصر) .. جهاد لا تقوم به جيوش مسلحة تفتح البلاد وإنما يقوم به رجال يفتحون العقول والأفكار عن طريق الدعوة بلسان العصر قال تعالى (وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم) بلغة عصرهم التي يفهمونها.

إلى أعلى

دور إسلام أون لاين عقب أحداث أميركا
التليفزيون الياباني: وما هو الدور الذي قام به (إسلام أون لاين) عقب حادث (11) سبتمبر؟

القرضاوي: (إسلام أون لاين) قام بدور كبير بعد أحداث (11) سبتمبر الماضي .. حيث قام بنشر البيان الذي أدنت فيه مرتكبي الحادث .. واستضاف عدداً من كبار الدعاة والأساتذة المهتمين بالقضايا الفكرية والإسلامية من مصر وغيرها واستطلع آراءهم فيما حدث من خلال ندوات ..وحوارات مباشرة وكان لذلك دور جيد في توعية المسلمين بعواقب ونتائج ما حدث وفي تنبيه الأميركان حول ما يجب عليهم عمله وهو في فورة الغضب مما حدث لبلدهم .. والإنسان في حالة الغضب بتصرف تصرفات غير لائقة .. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم "لا يقض القاضي وهو غضبان" حتى لا تكون أحكامه وليدة انفعال وتوتر .. ولابد أن يصبر حتى يهدأ ويذهب غضبه ثم يحكم.

ولذلك دعوت أميركا ألا تتعجل في إصدار أحكام متسرعة  على ما حدث في 11 سبتمبر لأنها ستكون رد فعل لغضب الرأي العام.

إلى أعلى

الحوار مع غير المسلمين من أساليب الدعوة
التلفزيون الياباني: تنادون دائماً بالحوار بين المسلمين والغرب .. ما هدفكم من هذا الحوار؟

د. القرضاوي: أنادي  بالحوار بين المسلمين وغيرهم لأن ديننا يأمر بالحوار ويعتبره أسلوباً من أساليب الدعوة، والقرآن الكريم يقول (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) فالدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة تكون مع الموافقين في الرأي، والجدال بالتي


الغرب ما يزال تحكمه عقلية الاستعمار السابق لأنه حكم بلاد الإسلام وسيطر عليها وأخذ خيراتها ومواردها فهو يريد أن يظل سيداً للكون ويعتبر المسلمين كالخدم التابعين له

هي أحسن يكون مع المخالفين ومعناه أن يكون الحوار بالطريقة التي هي أحسن الطرق فلو كانت هناك طريقتان للحوار طريقة حسنة جيدة وطريقة أحسن منها وأجود فالإسلام يأمرنا بأن نحاور المخالفين بالطريقة التي هي أحسن وأجود .. بأن نختار أرق الألفاظ وأجمل الأساليب التي تدخل إلى  العقول والقلوب والتي لا توغر الصدور وتقرب المخالفين ولا تباعدهم.

 

نحن ندعو لذلك لأننا مأمورون به .. ومن يقرأ القرآن الكريم يجده كتاب حوار ..  حوار بين الأنبياء وأقوامهم .. كل الرسل حاوروا أقوامهم وحوار بين الله  وخلقه .. والله عز وجل عندما حاور آدم وشاور الملائكة فقال لهم (إني جاعل في الأرض خليفة) .. والأكثر من ذلك ما سجله القرآن من  حوار بين الله عز وجل وبين شر خلقه (إبليس) الذي هو الشيطان الأكبر.

لذلك نرى الحوار فريضة دينية وضرورة دنيوية حتى يمكن للناس أن يتفاهموا ويتعايشوا والقرآن الكريم يقول (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا) لم يخلق الناس ليعادوا بعضهم بعضاً .. إنما ليتعارفوا ويتآلفوا.

إلى أعلى

أسس الحوار بين الحضارتين الإسلامية والغربية خاصة اليوم
ما هي أسس ومنطلقات الحوار بين الحضارتين الإسلامية والغربية خاصة حول القضايا الراهنة كالسلام ومواجهة الإرهاب؟

قلت لكم أنا ممن يؤيدون الحوار بين الحضارات وبين الديانات ولا أرى صحة حدوث الصراع بين الحضارات كما رآها بعض الكتاب الأميركيين مثل (هنتنجتون) .. وفي رأيي إمكانية التفاهم بين الحضارات بل إمكانية التكامل .. فلكل حضارة  خصائص ومزايا تميزت بها عن غيرها وتستطيع أن تأخذ من الحضارة الأخرى ما تميزت به وما تخصصت فيه.

من هذا  المنطلق  فإن الحوار بين الشرق الإسلامي والغرب الأوروبي والأميركي ممكن .. ونحن كمسلمين نعتقد أنه لا توجد حواجز جغرافية بين الشرق والغرب فهما جزء من مملكة الله عز وجل .. قال تعالى (لله المشرق والمغرب فأينما تولوا وجوهكم فثم وجه الله) وإذا كان أحد الأدباء قديماً قال:

الشرق شرق والغرب غرب ولن يلتقيا .. فنحن نقول: يمكن أن يلتقيا ولكن لابد من أسس للقاء والتفاهم لا يمكن أن نلتقي إذا كان أحدنا يريد أن يستبعد الآخر ويريد أن يسيطر عليه ويسخره لصالحه .. ويمكن أن نلتقي إذا احترم كل طرف منا الآخر واعتبر لقاءنا لقاء الند للند باعتبارنا بشراً نعيش على كوكب واحد .. فالأرض قريتنا الصغيرة تؤثر فيها الأحداث بغض النظر عن مكان وقوعها .. من هنا لا يمكن أن  نعيش سعداء في هذه القرية الكونية إلا إذا تسامح بعضنا مع بعض وتحاور بعضنا مع بعض أما إذا أراد بعضنا أن يستكبر على الآخرين أو يتجبر عليهم أو يسخرهم لمصالحه أو يعتبره عبيداً له فهنا لا يمكن اللقاء أو التفاهم أو الحوار.

إلى أعلى

ثلاثة مستويات للحوار مع الغرب
التلفزيون الياباني: وما هو الأسلوب الأمثل في رأيكم للحوار بين الأسلام والغرب ..؟

القرضاوي: عرضت  لهذا الموضوع في كتابي الذي يحمل عنوان (أولويات الحركة الإسلامية) وطلبت فيه الحوار مع الغرب على عدة مستويات.

هناك الحوار على المستوى الديني بين رجال الدين المسيحي من الكرادلة والأساقفة والقسس وبين علماء الإسلام .. وقد حضرت بعض اللقاءات التي تمت بين الجانبين .. في النصف الأخير من العام 2001 حضرت لقاءين، الأول: في روما وما قيل عنه أنه قمة إسلامية مسيحية وقد دعت إليه جمعية إيطالية شهيرة اسمها (سانت جديو) .. وحضرت لقاء آخر في القاهرة بين المسلمين والمسيحيين وكان التركيز فيه على رجال الكنيسة الشرقية وقد دعوت فيه الحوار مع الغرب على المستوى الديني.

وهناك الحوار على المستوى الفكري بين الكتاب والمفكرين والمستشرقين الذين يهتمون بأمر الشرق ودياناته خصوصاً الإسلام والثقافة الإسلامية والحضارة الإسلامية ودعوت إلى ضرورة اللقاء مع  هؤلاء لنصحح المفاهيم المغلوطة عندهم وحضرت لقاءات  من هذا المستوى في ألمانيا مع بعض المستشرقين وفي فرنسا.

وهناك حوار على المستوى السياسي مع صناع القرار السياسي في الغرب .. لو استطاع أن يصل إليه بعض  مفكرينا أو سياسيينا وقاموا بمحاورة ساسة الغرب وإبلاغهم بوجهة النظر الإسلامية لكان ذلك أمراً نافعاً خاصة أن الغرب أصبح له نفوذه في بلاد الشرق ولا يمكن أن نحل كثيراً من مشاكلنا كعرب ومسلمين إلا إذا تفاهمنا مع الغرب نفسه الذي يؤثر في كثير من أنظمتنا وزعاماتنا السياسية. تلك المستويات الثلاثة التي دعوت للحوار بيننا وبين الغرب على أساسها.

إلى أعلى

عقد الغرب من الإسلام
وعندما طالبت بالحوار مع الغرب طلبت شيئاً آخر من الغرب نفسه عندما يريد أن يحاور الإسلام ويتفاهم مع العالم الإسلامي والأمة الإسلامية .. طلبت من الغرب أن يتحرر من عدة عقد، العقدة الأولى: هي الحقد على الإسلام وهي عقدة موروثة من الحروب التي عرفت باسم الحروب الصليبية التي اصطدم فيها العالم الإسلامي بالعالم الغربي المسيحي. وقد أسماها المسلمون حروب الفرنجة والغرب سماها الحروب الصليبية .. تلك الحروب أورثت الغربيين أحقاداً ما تزال تحركهم إلى اليوم وأحياناً يعبرون عنها صراحة .. كما فعل القائد البريطاني (اللنبي) عندما دخل القدس عام 1917 قال (اليوم انتهت الحروب الصليبية) فكأنه اعتبر تلك الحروب ممتدة مئات السنين حتى سقطت القدس في يد البريطانيين من جديد.

وكذلك فعل القائد الفرنسي الذي احتل دمشق وعندما دخل قبر صلاح الدين الأيوبي بالعاصمة السورية قال كلمته المشهورة (ها قد عدنا يا صلاح الدين) لذا نطالب الغرب بأن يتحرروا من عقدة الحقد.

كما نطالبه بالتحرر من عقدة ثانية هي الخوف من الإسلام .. الغرب لا يريد للإسلام أن يستيقظ ولا أن يتجمع المسلمون ولا أن يتوحدوا ولا أن يأخذوا حظهم في الحياة خوفاً من عودة عهد صلاح الدين الأيوبي أو عهد خالد بن الوليد .. أو عهود ازدهار الحضارة الإسلامية.

ومن آثار هذا الخوف رأينا الغرب يرشح الإسلام عدواً بديلاً بعد سقوط الاتحاد السوفياتي وسموا الخطر الإسلامي بالخطر الأخضر بدلاً من الخطر الأحمر.

والعقدة الثالثة: التي نريد للغرب أن يتحرر منها هي عقدة الاستعلاء .. فالغرب ما تزال تحكمه عقلية الاستعمار السابق لأنه حكم بلاد الإسلام وسيطر عليها وأخذ خيراتها ومواردها فهو يريد أن يظل سيداً للكون ويعتبر المسلمين كالخدم التابعين له .. نحن المسلمين نرفض أن يعتبر الغرب نفسه أباً للعالم وقبلة الدنيا .. لأننا أصحاب رسالة سماوية عليا وتعتبر أمتنا الإسلامية خير أمة أخرجت للناس لا لعروقها وأجناسها وشعوبها ولكن لقدسية الرسالة التي تحملها. وعندما نتحاور مع الغرب نريده أن يتحرر من تلك العقد الثلاث .. ونتعامل أنداداً مع بعض.

إلى أعلى

وللحوار بقية.......

المصدر: جريدة الوطن القطرية -بتصرف-