المفتي الراحل عبد الكريم بيارة

نعى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى الأمة الإسلامية الشيخ عبد الكريم المدرس بيارة مفتي العراق السابق وأحد كبار علماء الأكراد الذي توفي يوم الثلاثاء 30-8-2005 ببغداد، ودفن بالمقبرة الجيلانية، عن عمر يناهز الـ 107 سنوات.

 

وجاء في بيان صدر عن اتحاد علماء المسلمين اليوم الأحد 4-9-2005 "أن الشيخ بيارة قضى عمره في العلم والتأليف والبحث والفتوى والتدريس والتدقيق، وتخرج على يديه الكثير من العلماء داخل العراق، وخارجه، حيث درّس في مدارس خانقاه ببياره منذ الأربعينيات من القرن الماضي، والسليمانية وكركوك، ثم استقر به المقام في الحضرة القادرية في بغداد منذ الستينيات".

وأشار البيان إلى أن "الشيخ رحمه الله ترك ثروة كبيرة من الكتب في مختلف العلوم والفنون الإسلامية، بلغت أكثر من 150 كتاباً تتراوح أحجامها من مجلد واحد إلى عدة مجلدات وأجزاء، حيث ألفّ في العقيدة، وعلم الكلام، والتفسير، وفي الفقه، والنحو والصرف، والبلاغة، والمنطق، وغيرها، كما كان عالماً له مواهب متنوعة أيضاً في الشعر والأدب، فقد كان ينظم الأشعار باللغات الثلاث العربية والكردية والفارسية".

وأوضح الاتحاد أن الشيخ بيارة الذي كان يرأس رابطة علماء العراق "كان علامةً موسوعيًّا في معظم العلوم ومحققًّا ومدققًّا في علوم الشريعة، ومصلحاً اجتماعيًّا، وعالماً ربانيًّا زاهدًا في الدنيا راغبًا عن متعها، محبوبًا لدى الناس، متواضعًا؛ اجتمعت عليه كلمة علماء العراق".

وتوجه الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في البيان بالدعاء للشيخ الراحل قائلا: "رحمه الله تعالى رحمة واسعة، وأدخله فسيح جناته، وحشره مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، كما ندعو الله تعالى أن يعوض الأمة الإسلامية ويحسن عزاءها في فقيدها".

وتأسس "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" في لندن في يوليو 2004 من علماء سنة وشيعة ومفكرين ورؤساء هيئات من الدول العربية والإسلامية بهدف تشكيل مرجعية دينية للمسلمين فقهيًّا وثقافيًّا في جميع أنحاء العالم "يلتقي حولها المسلمون في قضاياهم ومواقفهم من الأحداث عالميًّا، وتعلو فوق كل التجمعات الفقهية الإقليمية"، حسبما أعلن رئيسه الدكتور يوسف القرضاوي.

ويعد الشيخ عبد الكريم بيارة أبرز علماء الدين السنة في العراق، ومفتي العراق الأول لأبناء الطائفة السنية. وقد أعرب الرئيس العراقي جلال طالباني عن حزنه وأسفه الشديدين لوفاته.

واعتبر المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة طالباني أن "وفاة هذا العالم الكبير خسارة كبيرة للثقافة والمكتبة الكردية التي أغناها بكتب تفاسيره وكتب نحوه ودراسات بعض شعراء شعبنا".

كما نعى الدكتور علي محيي الدين القره داغي نائب رئيس مجلس إدارة شبكة "إسلام أون لاين.نت" الشيخ عبد الكريم الذي شغل منصب مفتي العراق -وهو منصب غير رسمي- نحو 30 عاما، قبل أن يعتزل الفتوى بعد الغزو الأمريكي للعراق في مارس 2003 لكبر سنه.

المصدر/ إسلام أون لاين.نت