السيد حسن نصر الله

أشاد السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، بـ "الموقف المتقدم جدا" لفضيلة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، لجهة دعم المقاومة اللبنانية خلال تصديها للعدوان الإسرائيلي، مشددا على الاحترام الكبير الذي يحظى به الدكتور القرضاوي "في العالمين العربي والإسلامي لجهة موقعه الديني والعلمي، وهو موقع شبيه بموقع المرجعيات الدينية عند الشيعة".

واعتبر نصر الله، في حوار مطول مع صحيفة "السفير" اللبنانية الثلاثاء 5-9-2006، الاحتضان السني والشيعي للمقاومة والشعور المشترك بأنهم "في مواجهة عدو مشترك واحد وتهديد واحد وخطر واحد ومصير واحد ومعركة واحدة، من بين أهم النتائج الإستراتيجية التاريخية للنصر الذي حققته المقاومة في لبنان".

وأضاف: "أمر تاريخي بأن يحصل حزب لبناني مقاوم على كل هذا التقدير والاحترام والمحبة والاحتضان في العالمين العربي والإسلامي؛ حيث الأغلبية سنية، وأن من يحظى بالتقدير هو حزب شيعي. هذا بحد ذاته إنجاز تاريخي".

وكان العلامة الدكتور يوسف القرضاوي قد شدد فور بدء العدوان الإسرائيلي على لبنان على واجب نصرة المقاومة، واعتبر "أن المقاومة اللبنانية جهاد شرعي، وتمثل أشرف مقاومة على الأرض مع شقيقتها بفلسطين، وأن الشيعة جزء من الأمة الإسلامية، و"واجب" على كل مسلم نصرة هذه المقاومة ضد العدو الإسرائيلي.

واعتبر أن "من مفاخر المقاومة اللبنانية ما قامت به من أسر جنود إسرائيليين بعدما كان الأسرى منا وحدنا، وفي سجون الاحتلال الآلاف من أبنائنا، فجن جنونها؛ حيث أوجعتها المقاومة، وثأرت لكرامتنا".

تحصين الأمة

ولاحظ الأمين العام لحزب الله أن الدعم الذي حظيت به المقاومة اللبنانية من "كل المخلصين والحريصين في الحركات الإسلامية السنية وعلماء السنة الكبار، ومعظم الأطر الإسلامية السنية على امتداد العالمين العربي والإسلامي" قد تجاوز البعد السياسي إلى محاولة ترسيخ الوحدة بين الشيعة والسنة.

ومضى موضحا "سمعت الكثيرين منهم يقولون إن الشيعة مسلمون مثل إخوانهم السنة. وكما أنه بين المذاهب الإسلامية السنية اختلافات وفروع عقائدية وفقهية، أيضا داخل الشيعة هناك اختلافات".

وخلص إلى أن هذا الاحتضان شكل "نوعا من التحصين إلى درجة كبيرة جدا للواقع الإسلامي".

مواقف متميزة

ورغم أن نصر الله اعتذر عن عدم ذكر أسماء علماء السنة الذين ساندوا المقاومة؛ "لأن اللائحة ستكون طويلة جدا جدا"، فإنه قام "بوقفة خاصة عند الموقف المميز الذي أطلقه سماحة الشيخ محمد مهدي عاكف المرشد العام للإخوان المسلمين، والذي تجاوز مجرد التعبير السياسي أو الديني أو الفقهي الطبيعي إلى مستوى المحبة والمودة واللهفة والاحتضان العاطفي، وهو الموقف الذي كان له أثره الكبير على مستوى حركة الإخوان المسلمين في العالم.. هذا أمر مهم جدا".

وأضاف: "وأكرر أن مواقف كثيرة صدرت لا مجال لتعدادها، بينها موقف مفتي سوريا الذي نقدره تقديرا كبيرا، وأيضا الشيخ الدكتور محمد سعيد البوطي في سوريا، والشيخ الدكتور محمد سليم العوا في مصر".

ووصف نصر الله التأييد والتفاعل الذي حظيت به المقاومة اللبنانية على امتداد العالم الإسلامي، من إيران إلى باكستان وإندونيسيا وماليزيا، بأنه من النتائج الإستراتيجية الكبيرة والتاريخية لانتصار المقاومة؛ إذ "إنه خلال عقود من الزمن تم تحويل موضوع الصراع مع العدو الإسرائيلي إلى صراع عربي إسرائيلي، وبالتالي تم إخراج الدول الإسلامية وشعوبها غير العربية من دائرة الصراع؛ بل حتى من دائرة الاهتمام به. المعركة الأخيرة أعادت الاهتمام كما كان عليه في البدايات على مستوى الدول الإسلامية غير العربية شعوبا وحكومات وإعلاما ونخبا".