التقى الشيخ العلامة يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ومعه الشيخ الدكتور علي القره داغي الأمين العام، ونخبة من شباب الأمة في تركيا، وذلك على هامش "مؤتمر توحيد الشهور القمرية والتقويم الهجري الدولي" الذي عقد باسطنبول مؤخرا.

وأعرب سماحة الشيخ خلال لقائه بالشباب عن سروره وأمله بهؤلاء الشباب، الذين يحملون مسؤولية كبيرة تجاه الأمة الاسلامية على خطى الصحابة رضوان الله تعالى عليهم. 

وذكّر فضيلتُه الشبابَ بجوهر دين الإسلام، وهو الرحمة، وكيف أن الله تعالى أرسل النبي محمد صلى الله عليه وسلم رحمةً للعالمين ونعمةً للمؤمنين، لافتا إلى قبسات من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكيف كيف كان يعلّم المؤمنين ويربيهم ويزكيهم.

وأضاف فضيلته أن "الرسالة الإسلامية ليست رسالة هينة، بل هي أعظم الرسالات وخاتمة الرسالات. وأنتم يا شباب الأمّة حاملو هذه الرسالة العظيمة، حملَها قبلنا أصحاب الرسول محمد صلى الله عليه وسلم الذين هم خير جيل، وأفضل أجيال البشرية، التي حملت رسالة الله إلى الناس "وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ"، فالمهمة لا تنتهي عند جيل واحد؛ بل لابد للأجيال القادمة من تكملة الرسالة الإسلامية الخالدة."

وتابع: "فأنتم أيها الإخوة بمثابة أصحاب الرسول صلى عليه وسلم، من يريد أن يأخذ حظه في نصرة الإسلام، وفي اتباع الإسلام؛ فله أن يجاهد في كل ميادين الحياة، في العلم والعبادة والسلوك والجهاد، وخشية الله وحب الخير للناس، وكل ما عمل به الصحابة. أنتم أيها الشباب لون جديد من الصحابة، أنتم تمثلون هذا الجيل. ولايقولنّ أحدكم وما علي أنا، أنت أيها الشاب عليك الكثير، وقد هداك الله، ولا يعلم غيرك الطريق. ولا تيأس ستنتصر في الدنيا حتماً إن شاء الله".

وأضاف "وأهم ما في الأمر أن تشعروا أيها الشباب أنكم تحملون الرسالة الكبرى، رسالة الصحابة، وأن يشعر كل منكم بمسؤولية أبو بكر.. ومنكم عمر، ومنكم علي وأبوذر وخالد بن الوليد، على كل واحد منكم أن يختار أحداً من الصحابة وينهج نهجه في حمل الرسالة،  ولاتنسوا أن الله لن يخذلكم أبداً. الله معكم، الله مع المؤمنين والصابرين والمحسنين."

ومن جهتم عبر الشباب عن سرورهم باللقاء مع فضيلته، وأشاروا إلى أنهم يعيشون ويتربون على كتب الشيخ القرضاوي، وقاموا بترجموا أشعاره إلى اللغة التركية لا سيما قصيدة "مسلمون"، وهم يتابعون أعماله وجهاده طوال سنوات طويلة في مختلف بلاد المسلمين.

 وقد نظم الشباب أبياتا على منوال قصيدة مسلمون، ألقوها خلال اللقاء، وجاء فيها:

إلى شيخِنا الإمام يوسف القرضاوي:

منكَ تعلّمنا نَهتِفْ مسلمـــون  **  يـا شيخَنا اْمَنْ فنحنُ قـادِمـونْ    

نـحـنُ شبابُ نهجِـكَ المستبين  **  نرتضي الموتَ ونأبى أن نَهـون

عَــزّ علينـا دمعُـك بتسعــيــن  **  يـا وريـثَ مـــحــمدٍ الأمــــــــين

لا تــنـزعِـــج فــوالله هــــهنـا  **  ذا طـَلحَةُ والفــــاتحُ والحــسيـن

عِشْ خلوداً في صدرنا واطمئِن  **  يـا إمـــامَ الامّـةِ فــخــرَ البَنـــين

أدعُ لنا المستعانَ أن يصــــون  **  عِبـادَهُ المسلمــون القادمــــــون

قـادمـون، مسلمـون مسلمــون  **  مسلمــون، قـادمــون قــادمــون