القرضاوي يتوسط تلاميذه في ختام الملتقى

الدوحة- كشف العلامة الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أن الشيخ حمد بن خليفة أمير قطر هو الذي وقف في وجه الولايات المتحدة عندما حاولت إدراج اسمه بين قائمة الشخصيات الداعمة للإرهاب، بحسب صحيفة العرب القطرية.

وقال الشيخ القرضاوي في ختام ملتقى تلاميذه: "لولا الشيخ حمد بن خليفة أمير البلاد يحفظه الله لكنت في قائمة الإرهابيين، لقد أصر الأمريكيون على إدخالي في القائمة، فوقف الأمير بقوة وشجاعة وإصرار ضد إصرارهم، وأصبحت بعيدا عن تهمة الإرهاب".

وشكر الشيخ القرضاوي قطر أميرا وحكومة وشعبا، مثمنا احتضانها له منذ عام 1961، شاكرا دورها في تيسير انطلاقته للعالمية.

وتابع قائلا: "إن الله أكرمني بدولة قطر التي أفسحت لي الطريق، ولم يقف أمامي أي عائق في سبيل حرية القول، فأنا أقول ما أشاء في دروسي، وفي خطبي بالمساجد، وفي برامج الإذاعة والتليفزيون، وفي الصحف، وفي قناة الجزيرة".

طالع أيضا:

بالدوحة.. إعلان تأسيس "رابطة تلاميذ القرضاوي"

وأقسم الشيخ القرضاوي، حسبما نقلت الصحيفة في عددها الصادر السبت 14-2-2010، أن قطر لم تضع أمامه خطوطا حمراء لا يجوز تخطيها، قائلا: "الحمد لله ربنا أنقذني.. ربما لو بقيت في مصر لكنت رهين المحبسين، كما حدث لإخواني".

وأشار إلى أن مراسل إذاعة بي بي سي البريطانية سأله: هل تستطيع أن تعترض على أي شيء في قطر، فأجابه بأنه اعترض على أشياء كثيرة، منها افتتاح مكتب التمثيل التجاري الإسرائيلي في الدوحة، واعترض على وجود قواعد أمريكية في قطر، واعترض على بعض مواد الدستور، ولم يعتقله أحد، بحد قوله.

وروى الشيخ القرضاوي في معرض حديثه عن الحرية التي يتمتع بها أنه خطب الجمعة عقب زيارة شيمون بيريز للدوحة بعد ارتكاب إسرائيل لمجزرة "قانا" في حرب يوليو 2006 في لبنان، وقال على منبر جامع عمر بن الخطاب "على الذين صافحوا بيريز أن يغسلوا أيديهم سبع مرات إحداهن بالتراب".

وتابع قائلا: "ذهبت لتهنئة الأمير بعيد الأضحى التالي للخطبة فعانقني بحرارة، وأقسم لي بأنه غسل يديه 14 مرة؛ لأنه صافح بيريز مرتين".

التلاميذ ذرية العالم

وعن ملتقى تلاميذه بالدوحة، قال الشيخ القرضاوي إنه يعتبر المشاركين فيه أبناءه العلميين، مشيرا إلى أن ذرية العالم ليست من يخرج من صلبه فقط، وإنما تتسع لتشمل من يتعلم على يديه.

وعبر عن امتنانه بنجاح ملتقى تلاميذه أكثر مما كان متوقعا، ووصفه باللقاء المبارك المكثف، وقال إنه سعد فيه بلقاء إخوته وأبنائه، واعترف بأن سعادته تضاعفت بالشعور بروح المحبة والتآلف والتقارب بين تلاميذه الذين وفدوا للملتقى من دول مختلفة، وقال إنه أحس بالألفة وتذوقها.

رابطة تلاميذ القرضاوي

وأعرب الشيخ القرضاوي عن سعادته لما أثمر عنه الملتقى من تأسيس (رابطة تلاميذ القرضاوي)، ووصفها بأنها رابطة إسلامية قبل كل شيء وليست رابطة شخصية ولا إقليمية، ولا تنتمي لجنسية معينة.

وأوضح أن الرابطة ترتبط وتقوى وتعتز بالإسلام أكثر من ارتباطها بشخص القرضاوي، مبينا أن الإسلام لا يقدس الأشخاص حتى لو كانوا أنبياء، مستشهدا بقول الله عز وجل: "وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل".

واستخلص من الآية أن الاعتصام والالتفاف يكون حول رسالة النبي باعتباره رسولا من السماء لأهل الأرض، أكثر من الالتفاف حول شخصه، وقال إن الرابطة لا تتمسك بشخص، ولكن تتمسك بمنهج الإسلام قبل كل شيء، مضافة إليه مناهج فرعية مثل المنهج الوسطي والتجديدي والشمولي.

وأضاف بأن الرابطة "علمية" تقوم على العلم الموروث من رسول الله صلى الله عليه وسلم وتجتمع حوله، مشيرا إلى أن العلماء ورثة الأنبياء، كما جاء في الحديث الشريف: "يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين".

ودعا لأن يكون الهم الأكبر للرابطة هو نشر العلم وخدمته، والتزود منه بكل الوسائل؛ عملا بقوله تعالى: "وقل رب زدني علما"، وضرب المثل بنفسه مشيرا إلى أنه ما زال يتعلم وهو في الرابعة والثمانين من عمره، ويكتشف كل يوم أنه يجهل الكثير.

وطالب تلاميذه بالدعوة للإسلام بأسلوب العصر، مستدلا بقول الله تعالي: "وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم"، وموضحا أن الدعوة بلسان القوم تعني أن الداعية يكلم أهل كل بلد باللغة التي يفهمونها، ويكلم الخواص بلسان الخواص والعوام بلسان العوام، ويكلم أهل البادية بلسانهم، وأهل الحضر بلسانهم، وأن يخاطب أهل الشرق بلسانهم، وأهل الغرب بلسانهم.

وعاب الشيخ القرضاوي على الدعاة الذين يسافرون للغرب ويتحدثون في قضايا لا تهم الغربيين، وضرب مثلا على ذلك بأن أحد الدعاة ألقى محاضرة في الولايات المتحدة عن زيارة أضرحة الأولياء؟! وهاجم الذين يزورون الأضرحة ويزورون الأولياء في بلد لا يوجد فيه أولياء ولا توجد فيه أضرحة.

وحث أعضاء الرابطة على الترابط والتواصل والتشاور فيما بينهم وسؤال بعضهم عن بعض، مستغلين سهولة وسائل الاتصال بالهواتف والإنترنت في عصرنا في عالم أصبح قرية صغيرة.