أفتى العلامة الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بإهدار دم الطاغية الليبي معمر القذافي "الذي طغى وتجبر على قومه"، ودعا ضباط وجنود الجيش الليبي ألا يسمعوا لأوامره، واصفا إياه بالمجنون والملعون.

وقال الشيخ القرضاوي في حديث لقناة "الجزيرة" الفضائية مساء الاثنين 21-2-2011، إنه حزين لما يحدث في ليبيا من إبادة لشعبها على يد القذافي، ووجه حديثه للجيش الليبي قائلا: " أدعو الجيش ألا يسمعوا أوامر القذافي بقتل وقصف شعبهم.. وأوصيكم بقتله كل من استطاع منكم أن يقتله فليفعل.. ومن يتمكن من ضربه بالنار فليفعل ليريح الناس من هذا الرجل المجنون".

وأكد القرضاوي أنه لا يجوز طاعة أولى الأمر فيما يخالف الشرع، وأن ما أمر به القذافي من قصف مدن ليبية بالطيران الحربي هو حرابة وفساد في الأرض يستحق القتل عليها.

وخاطب القرضاوي الجيش الليبي قائلا: "أنتم لستم أقل وطنية من الجيش التونسي الذى رفض أوامر الرئيس الهارب بن على بإطلاق الرصاص على المتظاهرين هناك، وأيضاً لستم أقل من الجيش المصرى العظيم الذى حمى الثورة هناك ولم يستجب لأوامر الرئيس المصرى المتنحى محمد حسنى مبارك بقمع الثوار فى جمعة الغضب".

وأضاف: "القذافي مثله مثل أقرانه من الحكام، لايقرأون التاريخ، وإذا قرأوه لا يفهمون، وإذا فهموا لا يعملون بما فهموه.. الدنيا تغيرت وهؤلاء لا يتغيرون ولا يتعظون.. رأى صاحبيه يسقطان قبله لكن لم يتعظ"، في إشارة إلى سقوط الرئيس المصري مبارك قبل أيام، ومن قبله فرار الرئيس التونسي زين العابدين بن علي بعد مظاهرات احتجاجية امتدت أياما.

وتابع القرضاوي: "كنت أقول إن الشعب المصري شعب صبور فإذا بالشعب الليبي أكثر صبرا.. الشعب الليبي صبر ٤٢ سنة على هذا الهوان والقذافي لا يقرأ التاريخ".

"القذافي مجنون"

وعرضت "الجزيرة" صورا بشعة لجثث متفحمة ومحروقة لليبيين مدنيين جراء القصف الجوي والدبابات التي نزلت في شوارع العاصمة طرابلس ومدينتي بنغازي والبيضاء، وعلق الشيخ القرضاوي قائلا: "حتى اليهود الموصوفون بالقسوة لم يفعلوا ما فعله القذافى".

وتابع:"القذافي مجنون وكان يبحث أن يكون فيلسوفا صاحب نظرية.. رأينا تصرفات عجيبة وأصبح مضحكة في كل اجتماع عربي ولا أوجه كلامي له لأنه لا يعقل".

وأضاف رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين: "ليس لمن يسلط الأجانب على أهله ذرة شرف وإنسانية.. هل هذه هي البطولة أن تقاتل شعبك وتضربهم بالصواريخ"، في إشارة إلى المرتزقة الأفارقة الذين أحضرهم القذافي لقتل وقمع المتظاهرين المطالبين برحيله بعد 42 عاما قضاها في الحكم.

وقال القرضاوي: "هو كل شيء في ليبيا ولا يوجد أحزاب ولامؤسسات ولابرلمان، فإن كنت أب وقائد فالأب لايقتل بهذه الطريقة".

وعن نجل القذافي سيف الإسلام الذي خرج بالأمس مهددا بأنه لو استمرت المظاهرات في ليبيا ضد والده فسوف تكون "حربا أهلية"، قال القرضاوي: "بالأصح يجب أن نطلق على سيف الإسلام أنه سيف من سيوف الجاهلية".

وفي كلمة وجهها الشيخ إلى الشعب الليبي قال له: "أقول لكم اثبتوا على ما أنتم عليه.. واصبروا مهما كانت التضحيات فالحرية ثمنها غال".

وتابع: "أوصي الشعب أن يستمر وألا يستكثر شيئا بذله لله.. أدعو كل الليبين وكل من حول القذافي أن يلعنوه.. لقد أصبح ملعونا تلعنه جميع اليتامي وآنات الثكالي ودموع الأرامل.. هذه الجثث المتفحمة والمحروقة ستلعن هذا الرجل.. الله سينتقم منه في الدنيا قبل الآخرة.. إن البغي مرتعه وخيم".

وأضاف: "أدعو الشعب الليبي أن يتكاتف ويقف صفا واحدا ويواصل نضاله.. وأريد من الشعب الليبي والسفراء في كل مكان أن يتبرأوا من هذا النظام وينسحبوا.. الكل لابد أن يقول كلمة حق وأن يفعل فعلا إيجابيا.. أدعوهم ألا يدخروا هذا الأمر".

وقال القرضاوي: "أول من أوجه كلمتي إليهم هما الشعبين الذين حررهما الله من الطواغيت وهما شعب مصر وتونس، يا شباب مصر الذين ثرتم على الطاغوت غدا ستقيمون مسيرة مليونية للمطالبة بإسقاط الحكومة، حولوا هذه المسيرة احتجاجا على ما يحدث في ليبيا.. المسلم أخو المسلم لا يخذله".

وأضاف: "أدعو الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والأمم المتحدة كلهم.. لماذا أرى هذا الصمت الغريب.. الشعب الليبي يقتل.. بالمئات في ساعات قلائل والعالم ساكت لو حدث لإسرائيل كانت الدنيا قامت ولم تقعد.. دمائنا أرخص دماء.. لماذا لا يتحرك العالم ويفعل شيئا".

واختتم القرضاوي حديثه بالدعاء للشعب الليبي كله وأن يخلصه الله من القذافي الطاغوت قائلا: "اللهم يارب العالمين وقاصم الجبارين ويا غوث المستغيثين ويا جار المستجيرين.. كن للشعب الليبي ولا تكن عليه وأعنه ولا تعن عليه وانصره ولا تنصر عليه.. واهده ويسر الهدى عليه وانصره على من بغى عليه".

"انصره على القذافي وكل من معه وكل من ينصره اللهم خذهم أخذ عزيز مقتدر اللهم نكس أعلامهم وزلزل أقدامهم واذهب دولتهم ولا تدع لك عليهم سبيلا".

"اللهم يا من لا تخفى عليه خافية ولا يغيب عليه سر ولا خافية يا من أهلكت ثمود وعاد خذ هؤلاء الظلمة الطغاة ولا تبق لهم من باقية وانزل عليهم بأسك".

المصدر: أون إسلام