5 شعبان 1431هـ
6 يوليو 2011م
تابع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين التصويت الأولى للبرلمان الهولندي على منع الذبح بالطرق الدينية (الإسلامية، اليهودية) من خلال مشروع قانون قدمه (الحزب من أجل الحيوانات) ولقي ترحيباً كبيراً من قبل الأحزاب العلمانية، واليمين المتطرف المعادي للإسلام، وإذا اعتمد هذا القرار من قبل المجلس التشريعي الأعلى فسيكون الذبح على الطريقة الإسلامية (حلالا) واليهودية (كوشر) عملاً غير قانوني، علماً بأن حوالي مليون وربع مليون مسلم في هولندا يشملهم هذا القرار لو طبق.
وبناءً على ذلك فإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يرى ما يلي:
1- يناشد الاتحاد هولندا برلماناً وشعباً وحكومة إلى رعاية حقوق الأقليات الدينية (الإسلامية واليهودية وغيرها) حماية لهويتها، ورعاية للتسامح الديني الذي طالما نادت به المجتمعات الديموقراطية، وأن لا يكون الحفاظ على حقوق الحيوان على حساب حماية حقوق الإنسان وحرية الأديان.
2- يؤكد الاتحاد على أن القوانين المتشددة ضد الأقليات الدينية في الغرب - من منع النقاب، أو الحجاب، ومنع المنابر والمآذن - ستؤدي إلى دعم الأفكار المتطرفة داخل الأقليات الدينية، وتجسيد الكراهية والحقد والاحتقان، وتثبيت مقولات المتطرفين من أن الغرب ضد الإسلام. لذلك يناشد الاتحاد جميع الدول غير الإسلامية العمل الجاد لبناء مجتمع قائم على التسامح الديني الحقيقي، ونشر الود والمحبة بين الجميع، وإزالة كل أسباب الكراهية.
3- إننا في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين نقف مع حقوق الحيوان المشروعة، انطلاقا من أن ديننا دين الرحمة للعالمين بما فيه الحيوان والبيئة (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) سورة الأنبياء 107، كما أن ديننا أمرنا بإراحة الحيوان عند الذبح، والإحسان إليه ولاسيما عند الذبح فقال الرسول الكريم "إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليحدّ أحدكم شفرته وليُرِح ذبيحته" رواه مسلم (1955) وغيره. ومن هنا فنحن واثقون من أن وسائل الذبح الدينية لا تتعارض أبداً مع حقوق الحيوان المشروعة وأنها أرحم وأقل إيلاما من غيرها. ولذلك ندعو الحكومات الغربية لعقد ندوة علمية يدعى إليها المتخصصون في عالم الحيوان وعلماء الدين من الأقليات الدينية والمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث تناقش فيها وسائل الذبح بمنهجية علمية. ونحن في الاتحاد مستعدون للمساهمة فيها.
أ.د. يوسف القرضاوي أ.د. علي القرة داغي
رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الأمين العام