طالب العلامة الدكتور يوسف القرضاوي الرئيس السوري بالتنازل عن الحكم استجابة لثورة الشعب، وقال " انتهى دورك يا بشار، لم يعد لك مكان"، وشد على أيدي الثوار البواسل في سوريا واليمن، مطالبا العرب في المشرق والمغرب بمؤازرتهم والوقوف معهم لانتزاع حقوقهم.

ونصح فضيلة العلامة، الأسد بأن يرجع لوظيفته الأصلية طبيبا للعيون قائلا: "ارجع لعيادتك الطبية وعالج عيون الناس أفضل لك من أن تعيش على دماء الناس"، وندد في خطبة جمعة أمس بجامع عمر بن الخطاب بالدوحة ببطش نظامه واستمراره في قتل الأبرياء.

وأشاد بسلمية ثورة الشعب السوري الباسل، وقال: هم منتصرون إن شاء الله، لأن الله لاينصر الباطل على الحق، وتساءل: كيف تنتصر أسرة الأسد على الشعب السوري؟!.. هذا مستحيل في سنن الله، مبشرا "إخواننا المجاهدين" بأن الله معهم وأن الحق معهم وأنهم منتصرون، مذكرا بأن الأمر يحتاج إلى صبر يأتي معه الفرج والنصر، مستشهدا بقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: "النصر مع الصبر".

وشدد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، على أن الله سينصر الصابرين، وسيمدهم بجند من جنده، ويقويهم على أعدائهم، وسينزل نقمته على أعدائه، ويسلب عنهم حلمه وإمهاله، وسيستدرجهم من حيث لا يعلمون.

وخاطب الثائرين في سوريا واليمن قائلا: اثبتوا على ما أنتم عليه وثقوا في نصر الله، سيقطع الله دابر الظالمين، لافتا إلى قول الله عز وجل: "فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا ۚ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ"، وقوله: "إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ۖ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ ۗ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ".

وحث جنود الجيش السورى الموالي لبشار الأسد بأن يتركوا الجيش الحكومي وينضموا للجيش السوري الحر المؤيد لثورة الشعب. ونصحهم بألا يقتلوا إخوانهم أبدا، مؤكدا أنه: "لا يحق لمسلم يخشى الله عز وجل ويؤمن بالحساب والعقاب أن يقتل أخاه وجاره وابن عمه وابن وطنه وهو يعلم أنه برئ".. "تخلوا عن جيش بشار وانضموا لإخوانكم في الجيش الحر وكونوا له قوة ومددا وسيستسلم الآخرون مهما طال الزمن".

حبال الله

وذكر الشيخ القرضاوي أن الله عز وجل ينصر المستضعفين على المتجبرين، كما قال سبحانه: "وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ* وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ".

وأكد أن جنود الله دائما ينتصرون، داعيا إلى التمسك بحبال الله العظيم والوقوف على عتبته سائلين، ولا نيأس من فضله، ناصحا بعدم اليأس من فضل الله أبداً لأنه "لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ"، ولا يقنط من رحمة ربه إلا الضالون.

وأضاف: لسنا قانطين ولا يائسين من رحمة الله.. الله معنا دائما وسينصرنا. وجدد البشارة بالنصر للإخوة في سوريا واليمن، كما نصر إخوانهم في تونس ومصر وليبيا.

وخاطب الثائرين في البلدين الشقيقين قائلا: "ثقوا واطمئنوا بنصر الله". وقال مؤكداً: "أنا واثق أن الله سينصر إخوتنا في اليمن وسوريا ولن يخذلهم أبدا"، وتلا قول الله عز وجل: " فَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ"، وقوله سبحانه: "وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ".

وسأل الله عز وجل أن ينصر عباده الثائرين على الباطل، المؤيدين للحق وأن يفتح لهم فتحا مبينا ويهديهم صراطاً مستقيما. ولم يفت الشيخ أن يدعو بالعافية للحجاج والمسافرين للأراضي المقدسة.

انتحابات تونس

وأشاد القرضاوي بنتائج الانتخابات التونسية، ووصفها بأنها أول انتخابات شفافة حقيقية عادلة صادقة تعبر عن الأمة. وأبدى غبطته بفوز حزب النهضة برئاسة راشد الغنوشي وإخوانه "الذين طالما ظُلموا ودخلوا السجون وتحملوا العذاب وسقط منهم شهداء"، ووصف أتباع حزب النهضة بأنهم "أبطال ظلوا سنين عددا يعانون من بطش حكام تونس".

وتوقع أن يمسك الإسلاميون في تونس برئاسة الدولة ورئاسة الوزارة، وأن يقودوا بلدهم "على حق وخير وبصيرة ونور، دون تمييز بين أبناء البلد الواحد".

وتمنى من الله أن يهئ لتونس مستقبلا أفضل، على طريق الحق والخير البعيد عن الشر، كما تمنى أن تحذو مصر وليبيا حذو الانتخابات الحرة النزيهة.

ودعا مجددا لليمن وسوريا بالانتصار وعلو راية الحق.

مساندة اليمن

وأعرب الشيخ عن يقينه بأن الاخوة في اليمن منتصرون، وأن الله ناصرهم، مبديا أسفه "لتخاذل" العرب والمسلمين عن مساندة إخوانهم اليمنيين وتساءل: "لماذا لا نسمع للعرب صوتا، ولماذايغمغمون بين بعضهم وبعض ولا يتكلمون بصوت قوى، وينصرون أصحاب الحق".

وجزم بأن الرئيس اليمني سيسلم الحكم مكرها، وأن الثورة اليمنية ستنتصر لأنها "ثورة حق، والله ينصر الحق على الباطل". ووجه اللوم للعرب قائلا: "حرام عليكم يا عرب المشرق والمغرب ويا مسلمون ويا أحرار العالم أن تتخاذلوا عن تأييد الثائرين في سبيل الحق والخير ونهضة الأمة".

العظيم

وخصص الشيخ القرضاوي الجزء الأكبر من الخطبة للحديث عن اسم الله "العظيم"، لافتا إلى أن هذا الكون العظيم بأرضه وسماواته وعرشه وملائكته خلقه رب أعظم منه، ولافتا كذلك إلى أننا لا نبصر من الكون أكثر من 3 % فقط ونجهل 97 %.

ونبه إلى أنه لا يستطيع أحد أن ينازع الله عز وجل في عظمته مستدلا بالحديث القدسي: "العظمة إزاري لا ينازعني فيها عبد إلا ألقيته في جهنم".

وقال إن الله عظيم في خلقه، عظيم في ملكه، عظيم في سلطانه، ولا يستطيع أحد أن ينازع الله في عظمته، كل الناس في يد الله تنتهى أعمارهم بإرادته، هو الذي يحييهم ويميتهم.. "كل شيء هالك إلا وجهه".. "كل من عليها فانٍ ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام".

وأكد أن الله عز وجل إذا أراد أن ينصر عباده يستطيع أن ينصرهم بجند من السماء ومن الأرض ويسخر لهم السنن، ويبعث بما شاء من الكائنات مثل الرياح والأمطار وأسباب الكون. ويستطيع أن يقوي الضعفاء حتى يقفوا في مواجهة الأقوياء، كما رأينا في تونس ومصر واليمن وليبيا وسوريا، رأينا الضعفاء والمهمشين والمستضعفين من الناس يقفون أمام الجبابرة المتسلطين في الأرض الممسكين بالسلاح، الذين تحميهم الجيوش الجرارة.

شاهد خطبة الجمعة:

الجزء الأول

الجزء الثاني

الجزء الثالث

الجزء الرابع