الصديق الوجيه عبد المقصود خوجة:

من الشخصيات التي أعتز بصداقتها الأديب والوجيه السعودي المعروف الشيخ عبد المقصود خوجة، الذي يسعي أبدًا إلى صداقة العلماء والدعاة والمفكرين والأدباء والشعراء من بلاد العرب والمسلمين، لا يبغي من وراء ذلك نفعًا ماديًا، ولا مكسبًا أدبيًا، إلا التعرُّف على هؤلاء الصفوة من رجال الأمة والتعريف بهم، والتنويه بشأنهم، وفاءً لهم بما ينبغي لهم من تكريم، وتنبيه الأجيال العربية والمسلمة على مكانهم ومكانتهم، ودورهم ورسالتهم، وأثرهم في أمتهم.

دعوته لي في أكثر من رمضان:

عرفت الرجل منذ سنين، وسعدت بزيارته في منزله الجميل بجدّة، بدعوة منه لي في أكثر من رمضان، حيث كان يدعوني، ويدعو عددًا من رجالات جدة ومكة وأحيانًا المدينة والرياض، لنلتقي معً على مدارسة القرآن، اقتداء بما كان يفعل أمين الأرض مع أمين السماء، أي كما كان يفعل الرسول البشري محمد، مع الرسول الملكي جبريل عليه السلام. ونتشاكى هموم المسلمين، ونتباحث في مشكلاتهم الفكرية والدينية والاجتماعية والسياسية وغيرها، محاولين أن نجد لها حلولًا.

كنت عنده ألتقي بكثير من الأستاذة المخضرمين، د. أحمد زكي يماني، ود. محمد عبده يماني، والشيخ صالح كامل، والأستاذ عبد العزيز الرفاعي من الرياض، والتقيت في منزله مرة مع شيخنا وصديقنا العلامة الشيخ أبي الحسن الندوي، من أجل نصرة بعض القضايا التي أسهم فيها الشيخ عبد المقصود بنصيب وافر.

ندوة الاثنينية:

وقد اعتاد الشيخ عبد المقصود أن يعقد في بيته بجدة ندوة تجمع صفوة من المثقفين المستنيري الفكر، المتنوعي الثقافة، المشغولين بالإصلاح، ليتدارسوا موضوعًا من الموضوعات التي تشغل المجتمع، وذلك في مساء كل اثنين من الأسبوع، ولهذا عرفت باسم «الاثنينية». كما اعتاد الشيخ خوجة حفظه الله، أن يكرّم في كل مدّة في إحدى «الاثنينيات» أحد العلماء أو المفكرين البارزين الذين لهم أثرهم في تنوير الأمة، وهدايتها إلى الحق والخير، ومقاومة الباطل والشر. وذلك بإقامة احتفال كبير، يُدعى إليه جمٌّ غفير من الرجال المرموقين في جدة ومكة، وتلقى فيه الكلمات من عدد من المدعوين، ثم تصدر بعد ذلك في كتاب. ويعطى لوحة تذكارية بهذه المناسبة.

تكريمه أعلام الأمة:

وقد كرّم عددًا من أعلام الأمة في الفقه أو الدعوة أو الفكر أو الأدب أو التربية أو غير ذلك من الميادين، أذكر منهم: الداعية الكبير شيخنا الشيخ محمد الغزالي، والفقيه الكبير شيخنا الأستاذ مصطفى الزرقا، والداعية الكبير العلامة الشيخ أبا الحسن الندوي، وصديقنا الداعية والشاعر الكبير الأستاذ عمر بهاء الدين الأميري، والمحدّث الشيخ عبد الفتاح أبو غدة ...

تكريمي في حفل الاثنينية:

وفي مساء يوم 25 من شهر ربيع الآخر سنة 1414هـ أراد الأستاذ خوجة أن يلحقني بهؤلاء الكبار الأجلاء، فحشرني في زمرتهم، ودَعَا إلى حفل تكريمي حضره عدد كبير من أهل جدة، قيل لي: إنه لم يحضر مثله في مثل هذه المناسبة من قبل.

المتكلمون في هذه المناسبة:

وتكلم في هذه المناسبة عدد من كبار العلماء والمفكرين والمربين، منهم سماحة الشيخ الدكتور محمد الحبيب بن الخوجة، الأمين العالم لمجمع الفقه الإسلامي الدولي، ومعالي الأستاذ الدكتور محمد عبده يماني، ومعالي الشيخ العلامة عبد الله بن بية، والأستاذ أحمد الشيباني... وختم الكلمات الشيخ عبد المقصود. وكان المفروض أن يتكلم في هذا لاحتفال الأستاذ الدكتور معروف الدواليبي، ولكن طارئًا صحيًّا عرض له فاعتذر عن عدم الحضور، واتصل بي متأسفًا رحمه الله .

وقد ألبسوني ثوبًا فضفاضًا بما قالوه عني، أسأل الله أن يجعلني عند حسن ظنهم، وأن يغفر لي ما لا يعلمون. وقد نشرت هذه الكلمات في كتاب كما هي العادة، يوزع مجانًا على المهتمين.

كلمة الشيخ بن بية:

ومما جاء في كلمة العلامة الشيخ ابن بية حفظه الله:

ماذا عساي أن أقول بعدما قاله الأخوة، في حقّ عالم جليل وإمام عظيم؟ لعلّي أقول ما قال الآخر: «والصمتُ أبلغ حين يعيا المنطق»، ولكن مع ذلك سأتحدث؛ أولًا: ما ذكّرنا به أخونا الشيخ عبد المقصود عن روَّاد كانوا إخوة لنا وزملاء على الدرب، درجوا ومضوا إلى الدار الآخرة، لا نقول إلا ما يرضي الرب، إلا لله وإنا إليه راجعون، لله ما أخذ وله ما أبقى وكل شيء عنده بأجل مسمى، أستغفر الله لنا ولهم.

بالنسبة لأمسيتنا هذه، فنقول - أيها الجمع الكريم - إننا نهنئ أخانا الشيخ عبد المقصود خوجة بهذا الضيف الكريم... إذا كان الشاعر قد قال:

إن الصنيعة لا تعد صنيعة      حتى تصيب بها طريق المصنع

فأنت في هذه الليلة أصبت طريق المصنع، وصادفت أهلًا للتكريم، وللتوفير؛ إنها سنة سننتها، فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقك أجرها، سنة تكريم العلماء وهم أحياء، بينما العرف والعادة أن يكرم الإنسان بعد موته، فلعلك نظرت إلى قول الشاعر:

لا ألفينّك بعد الموت تندبني     وفي حياتي ما زوَّدتني زاد

فلقد زوَّدتهم زادهم وعظَّمتهم، فجزال الله على ذلك خيرًا.

المحتفي به الّذي نكرمه الليلة ليس عالمًا فقط، وإنما هو إمام... من هو الإمام؟ دعوني أحكي لكم حكاية ترجع إلى القرن السابع الهجري... وفي الشام بالذات كان العلماء - في بعض الأحيان - تعروهم الحاجة، ولا يزالون، ويغشون من أجل الحاجة القصور.

الحافظ أبو شامة من هؤلاء، سمع أن الحاكم - في ذلك الزمان - طلب قارئًا، وهو ينظم مناورة لاختيار أفضل قارئ فجاء الإمام أبو شامة مترشحًا ومعه أحد القراء اسمه: أبو الفتح، فكبير العلماء اختبرهما، وبعد الاختبار قدم التقويم التالي إلى الحاكم. قال له عن الشيخ أبي شامة: إمام من أئمة المسلمين، وقال عن أبي الفتح: هذا قارئ. وكان الحاكم له هوى مع أبي الفتح ولا يميل إلى الإمام أبي شامة، فقال: إنما نريد قارئًا. فوجد أبو شامة من ذلك في نفسه، وقال لشيخ العلماء: ماذا فعلت؟ قال له: ما كنت أظن أنهم يخفى عليهم كلامي، قلت لهم: هذا إمام من أئمة المسلمين...

معنى الإمامة:

إذن أنا سأشرح الإمامة... لعل أن يخفي عليكم كلامي، الإمام هو المتقدم على غيره والإمام هو المقتدى به، والإمام هو مَنْ يؤمُّه الناس من كل صَوْب، ليجدوا عنده ما يحتاجون إليه... بهذه الاعتبارات وبهذه المعايير نعتبر أخانا العلامة الإمام الشيخ: يوسف القرضاوي من أئمة المسلمين، لا نُزكِّيه على الله... فهو قد تقدم على هذا الجيل في علمه، وفي فقهه، وفي ديانته - إن شاء الله - لا نزكِّيه على الله، فهو إمام يقتدي بهن يرجع الناس إلى فتاواه ليسألوا عن الحلال والحرام... هو إمام يؤمُّه الناس من كل صوب ليجدوا حلًّا لمشاكلهم؛ الشيخ القرضاوي هو فقيه - أيضًا - بما في هذه الكلمة من معنى، فقيه عالم بالأحكام، فقيه مستنبط للأحكام، فقيه نفسي، وفقيه واقعي، وفقيه عملي، كل كتبه تشهد على ذلك.

إضادة ابن بية بعنايتي بالجانب المالي:

أعتقد أن من يحاول أن يخرج موضوعًا خاصًا يهتم به الشيخ الإمام يوسف، فسيجد موضوع المال؛ وأنا أعتقد أنه وجد المال من أكبر الفتن التي تواجه الأمة، وتواجه هذا العصر بالذات، فبحث عن كيفية اقتنائه، وكيفية إخراجه، فكتب في الحلال والحرام وأنواع المعاملات، ثم كتب في كيفية إخراجه في الزكوات والصدقات، لكنه لم يكتب فقط بل ساهم عمليًّا في قيام مؤسسات تقوم على هذا الفكر، وهذا التجديد، فقامت بنوك إسلامية ومؤسسات كان رائد قيامها وكان موجهًا لها... وقامت مؤسسات خيرية لجمع الزكوات والصدقات، وتوزيعها على الفقراء في أنحاء العالم... كان مقترحًا، بل موجهًا، بل مؤسسًا لهذه الهيئات الخيرية، وأنا أتكلم عن علم بذلك.

ثناء ابن بيّة على منهجي العلمي:

الشيخ يوسف يقول بعض الناس عنه إنه يرخص ويوسِّع، وهذا دليل على فقهه، فهو إذا رخَّص ووسَّع يهيئ الضوابط، وإذا ضيَّق وشدَّد يهيئ المخارج، كيف لا وقد جمع علمًا كثيرًا، جمع التفسير والحديث، والأصول إلى الفقه، واللغة وعلومها: النحو والصرف والبلاغة، فاقتطف من جنى هذه العلوم... فتوسَّع وأوسع، فكأن الشاعر عناه وهو شاعر من بلادي، عندما يقول في القرن الماضي:

فيه تجمع سيبويه ومالك       والشافعي والأشعري وأشهب

«الأشعري هناك عندنا قدوة».

الجانب التربوي عند القرضاوي:

فالشيخ يوسف جمع كل هذه الخصال، ولكن زيادة على ذلك هو مُربٍّ، وهذا جانب عظيم وأساسي في حياة هذا العلامة؛ هو مُرَبٍّ ربَّى الأجيال، ربَّى من شافهه وتعلّم عليه، وربَّى من يبعد عنه في أمكنة شتّى من أنحاء العالم - وأنا أتكلم عن علم - عن شباب إفريقيا، حيث تصل فتاوى الشيخ وكتبه، وحيث تصل أناشيد الشيخ - أيضًا - لمن لا يعرف أن له أناشيد، وحيث يتربّى الناس، تربّى هذه الأشياء؛ وهو من دعائم الصحوة الذين حركوها ولا أريد أن أتهمه، ولكنه من الذين رشدوها أيضًا، فهو إمام مُجدِّد في هذا العصر، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يثيبه على ذلك، وأن ينفعه وينفع على يديه المسلمين، وأن تتخرج أجيال على منهجه من العلم، والسمت، والتقوى. إنني أفرح كثيرًا بفتاواه، قد يختلف المرء مع بعض ما يقول، ولكنه يقدّر قوله، ويحترم هذا القائل، وهذا القول، لأنه لا يتكلم عن هوى، ولا يتكلم عن جهل، والفتوى إذا سلمت من هذين العيبين، فإنها فتوى مؤيدة وفتوى صالحة.

لا أستطيع أن أُعدِّد مناقب الإمام الفقيه الشيخ: يوسف، بل أكتفي بهذا القدر، وأعترف بالعجز. اهـ.

وبعد هذه الكلمات قدموني لألقي كلمتي، وأجبت عن أسئلة الحاضرين، وهي مسجلة في كتاب التكريم.

لا أستطيع إلا أن أقول: جزى الله الجميع عني خيرًا، فلا أستطيع إلا أن أشكرهم وأشكر الصديق الكبير الشيخ عبد المقصود، وأقول: اللهم لا تؤاخذني بما يقولون، واجعلني خيرًا ما يظنون، واغفر لي ما لا يعلمون.

وفاة د. على جمّاز سنة 1993م

تعرفي على الأخ الشيخ علي جماز:

عرفت أخانا الشيخ علي جمّاز في قطر، وكان من المجموعة التي سبقتنا متعاقدة مع وزارة التربية - أو وزارة المعارف - لتدريس العلوم الشرعية. وكان الشيخ عبد الله بن تركي مفتش العلوم الشرعية والمسئول الأول عنها، حريصًا على استحضار علماء الأزهر لتدريس هذه العلوم، وكان يفخر بذلك. وكان لهذه العلوم أهميتها ويترتّب عليها نجاح ورسوب. وكان من حُسن حظ الإخوان المسلمين الذين رفضت الحكومة تعيينهم في مدارسها: أن يجدوا باب قطر ودول الخليج مفتوحًا لهم، فولجوه بقوة مع من ولجه من أبناء الأزهر.

كان الشيخ علي عالمًا وداعية، يتميّز بحضوره وحُسن فهمه، وحسن تلاوته للقرآن الكريم؛ ولذا كنت أقدِّمه أحيانًا ليصلي بالناس بعض صلاة التراويح نيابة عني.

ترشيحي الجماز لإدارة المعهد الديني:

وبعد انتقالي من المعهد الديني إلى الجامعة، ظللت سنة كاملة محتفظًا بإدارة المعهد، مع العمل في الجامعة، ثم استعفيت من المعهد لأتفرغ للجامعة، ورشحت الأخ الشيخ علي جمّاز، ليقوم بإدارة المعهد. وقد قام بها فأحسن القيام، كما قام بها من بعده الشيخ عبد اللطيف زايد.

والتحق الشيخ علي بتفتيش العلوم الشرعية بالوزارة، فعمل مع شيخنا الشيخ عبد المعز عبد الستار، ثم سعى للحصول على الدكتوراه في الحديث من الأزهر، وحصل عليها، وعُيِّن معي بكلية الشريعة، مدرسًا للحديث، وبقى بها حتى وفاته رحمه الله .

ابتلاؤه بالفشل الكلوي:

ابتلي الشيخ علي بالفشل الكلوي، أعاذنا الله وإياكم منه، فتكلّف فترة عناء الغسيل في مستشفى حمد، الذي يأخذ ساعات كل مرة. وهو يحتاج مرتين أو ثلاثًا في الأسبوع، حتى هيأل الله له السفر إلى أمريكا لزرع كلية هناك.

زراعة الكلية وفشلها:

وزراعة الكُلى مشوارها طويل، فلا بدَّ من الانتظار حتى يأتيك الدور، ثم تختار لك الكلية المناسبة، ثم تجرى العملية، وبعدها تحتاج إلى فترة حتى تستقر، فالجسم بطبيعته يطردها، لأنها شيء غريب عنه، ومن هناك تكون الأدوية المضادة للطرد. ولا بدَّ من التحفُّظ من مخالطة الناس، لأنّ أدنى عدوى قد تحبط العملية كلها، ويضيع تعب المرء بلا فائدة.

وقد أجرى أخونا على هذه الأمور كلها، وعاد بحمد الله، واحتفلنا بعودته، ومارس عمله كالمعتاد، وما هي إلا مدة قليلة، حتى انعكس عليه الأمر، ورفض الجسم الكلية الغريبة، وعاد لما كان عليه من الغسل في المستشفى، على ما فيه من عنت وإرهاق.

سفره إلى أمريكا لزراعة الكلية مرة ثانية:

ثم سافر الدكتور الجمَّاز إلى أمريكا مرة ثانية، ليبحث عن فرصة أخرى، لعلها تكون أفضل من الأولى، فما ينبغي لمؤمن أن يقنط من رحمة الله. فهو سبحانه يكشف الضر، ويجيب المضطر إذا دعاه، كما كشف الضر عن أيوب، وكما ردّ البصر على يعقوب.

وسافر هو وأهله إلى أمريكا، يرتقب الفرصة، وقد طالت هذه المرة، ولم يأت دوره لكثرة الطالبين من ناحية، ولتشديد أمريكا نفسها من ناحية أخرى.

السعي لمنحه مهلة مفتوح للعلاج:

ووفقًا للنظام، ليس الباب مفتوحًا على مصراعيه، بالنسبة لموظفِّي الدولة، فله مدة معيَّنة، ثم يكون بقاؤه وعلاجه على حساب نفسه. وقد طلبت من الدكتور كاظم مدير الجامعة الكلام مع ولي العهد بشأن استثناء د. الجماز من المدة المعتادة لضرورته إلى العلاج، فرجاني د. كاظم أن أصحبه في ذلك، وقال: إنهم يحترمونك ويستحيون منك، ولا يردون لك طلبًا، فتعال معي لتطلب أنت لصاحبك ما تريد... وقد فعلت وبينت عجزه عن نفقاته. وكان ولي العهد هو الشيخ حمد بن خليفة - أمير قطر الآن – حفظه الله، فلم يُخيب الرجل رجاءنا. وأعطاه مهلة مفتوحة. جزاه الله خيرًا.

معاناته وعيادته:

وطالت مدة وجود د. الجماز في أمريكا، وأنجب ابنته مريم هناك، وعاد بعد ذلك، يمارس نشاطه، مع غسل الكلى المعتاد، حتى اشتدّ عليه المرض، ودخل المستشفى في مرضه الأخير، الذي عانى فيه معاناه أسأل الله تعالى أن يجعلها كفارة له، وأن يزيد بها من حسناته، ويرفع بها من درجاته.

لقد كنت أذهب لعيادته، فأسمع أهات من بعيد، فيتزلزل بها قلبي، وتذرف لها عيني، وأحيانًا لا أجد لي قدرة على أن أدخل عليه، فأعود من حيث جئت.

وفاته ودفنه:

إلى أن أتاه أجله رحمه الله يوم الجمعة 20/8/1993م، وللأسف لم أكن في الدوحة يومئذ، وصلى عليه وشيعه إخوانه وتلامذته ومحبوه إلى مثواه الأخير، حيث دفن في الدوحة، قريبًا من قبر أخيه عبد اللطيف زايد. رحمه الله.