بسم الله الرحمن الرحيم                                                      

 رائية في المفكر الإسلامي الأستاذ الدكتور يوسف عبد الله القرضاوي، أنسأ الله في أجله، وأحسن عاقبته.

 عنوان القصيدة: يوسف القرضاوي شيخ العصر!

 

ديـباجةُ العمر للإنـسان أسـفار          وفي امتـداد حياة الـمرء أطــوار

في الناس من كان مثل الماء منفعةً        وثـمَّ من عاش داءً وهو كُـــدَّار 

وزمـرة منهمُ في الانـتـفاع غدوا       مثل الــدَّواء وفي الترياق أسرار

وأنـفـع الناس ذو علمٍ ومـعـرفةٍ           تـنـوَّرت بـجهادٍ منه أقــطار

 تراه يُسحـق من تـوجـيه أمِّـته         يـشدو العـدالة كيلا يحكم العار

           يصون أمـجادها في الدين مفتديا     فكم يـُحقَّـق بالإيمـان أوطار؟           

يظلَّ يدعو على وسطـيةٍ كرُمت           أصولها وبها تنساغ أفكار

يعيش يكتب بالإخلاص توعـية      نحو الصلاح فلا يغشاه إصرار

 يقوم ضدِّ اضطهاد الفكر منضبطا     يرعاه في صون حكم الله آثار

يزاوج الأمس يوم الناس مـتِّـزنا       لا يعتريه من الإجحاف إنكارُ

فمن له هـذه الأوصاف يخدمها         صدقا فذلك بين الناس عـمَّار

في كل ثانية يزداد في مهجٍ         حبًّا يطيب بـحسن الحال أعمار

فعـصرنا فاز بالأعلام يرشـدنا         علومُهم وهمُ للدهر أبـرار

من بينهم ذلك الفِكِّـيرُ ذو مـددٍ         في الفـقه وهـو على فتواه مدرار

يـمجُّ في أدبٍ كانـت دعائـمُه        وعـيٌ من الدين يسترعيه أنـوار 

فذاك يوسف شيخ العصر معرفةً       وحكمةً أنـت للأيَّام أخبار

أنت الأصوليُّ من يأبى الجمود ولا     تعصي القديم وهذا فـيه إقـرار

أنت المنار لخير القوم تندبهم        نحو الشموخ وللأعـمال أثمار

فاليوم يا نجل عبد الله يُعجبـنا       جهودُك الفـذُّ فالركـبان قـد ساروا

يا منبر العلم "قرضاويُّ" قِبلتنا     في كلِّ فـنٍّ، فكم يهواك مضمار؟

يا مصطفى الله عـرفانا وتجربة       طابت بما خطَّه أيـْدِيك أسمارُ

     أزلت في أعين الدنيا قـذًى فنما        حقول عصرٍ بـوعي العلم تـختارُ      

 قد عشت قـرنا وفاق القرنَ علمُك يا       خلَّ المعارف عنك الـدهرَ إخبار

منذ الطفولة كـنتَ البدر مرتـفعًا       فالآن شيخ قـُرونٍ أنت نــوَّار

 أثَّرت في حجر الدنيا بـمعرفة        نصَّاعة فهي طول الدهر تذكار

أترعت دنـيا بني الـدنيا بتوعية       في الدين يروي بها للنور أقمار

عـش قبلةً نحوها يـنحو ذوو أملٍ     بكلِّ عـزم وفي فـتواك أنصار

دمْ في ظلال أمان الله مرتقبا      حسن الـختام ولا يعروك أضرار

عقبى الـمسرَّة حظُّ المتقين وهم       قد أخلصوا وهمُ بالدين أحرار

تقبَّل الله أعمالًا سعيت لها           منذ البلوغ إلى أن جاء إدبار

إني أهـنِّئ للميلاد تهنئةً          فاقبل يـديَّ فأنت الوالد الـبار         

إني أظلَّ صدى فـتواك إن به      وسطيةَ الـفـكر لا يأباه أمـصار

  تـبقى جـمالا لنشر الـدين تـلهـمـنا       سـبل السلام وفي خـدَّيـن أنـوار

مولايَ صلِّ وسلِّم عـدَّ ثانيةٍ       عليك أحمد بالخيرات مـختار

والآل والصحب والأتـباع أجمعهم       مع الإلـوري مـن يهواه أخيار  

                

عبد العزيز محمد سلمان الياقوتي

جامعة لافيا الفيدرالية، قسم الدراسات العربية

9-9-2020