د. علي القرة داغي*

من خلال مشاركتي مع فضيلة الشيخ القرضاوي في عدد من الهيئات الشرعية التي كان يرأسها؛ مثل بنك التقوى، وبنك قطر الدولي الإسلامي، والبنك الإسلامي الأول.. وغيرها؛ وجدت الشيخ محترِمًا الآخرين بشكل كبير، مرنًا في مناقشته الآراء، واسع الصدر عند الاختلاف.. لا يحاول فرض آرائه -مهما كانت- على الآخرين، وإنما يستعين بالحجة والبرهان لإقناع الآخرين، ويستمع إلى أدلتهم مع استعداده الكامل لقبول آرائهم؛ بل رأيناه يترك ما هو الراجح لديه لأجل صدور القرار بالإجماع، أو لما فيه مصلحة البنك، ولكن هذا فيما فيه مجال للاجتهاد والاختلاف، أما إذا كان الاختلاف حول الثوابت، أو حول ما يخالف مقاصد الشريعة في الاقتصاد؛ فقد كان الشيخ يرفضه رفضًا مطلقًا.

.....

* الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

- المصدر: «الشيخ يوسف القرضاوي إمام الوسطية والتجديد.. كلمات في تكريمه وبحوث في جهوده الفقهية وإنجازاته الفكرية.. مهداه إليه بمناسبه بلوغه التسعين»