عبد الرحمن يوسف القرضاوي

ظلمني بعض الأساتذة يومًا؛ فأعطاني دون حقي في أحد المقررات؛ لا لشيء إلا لأني ابن العميد! وقد اعترف لأبي بذلك، وتغير قلبي على هذا الأستاذ، ولاحظ ذلك والدي، فقال لي: لو كانت نية الدكتور سيئة ما اعترف لي بذلك صراحة، ويجب أن نعترف بضعف الإنسان، ونتعامل مع الناس على أنهم بشر لا ملائكة، وأنصحك يا بني ألا تحمل الحقد في قلبك لأحد، وإن أساء إليك، فأنت تغلب الناس بالحب لا بالحقد، والحقد يا بني داء لا دواء له، وهو مضيعة للجهد وللوقت وللنفس، وقد قال عنترة وهو جاهلي حكيم:

لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب  **  ولا ينال العلا من طبعه الغضب

هذا القلب النقي الصافي الرقيق، حبا الله صاحبه خفة ظل يحبها الناس، فطالما أضحك "الشيخ يوسف" الناس في دروسه، دون تكلف أو تصنّع، فهي "قفشات" فطرية، تُسعد السامع من الحين للحين، خصوصًا حين تصدر من عالم يقدره ويحترمه، فيشعر السامع أنه يجلس إلى أبيه أو أخيه، أو كأن الكلام موجهًا إليه شخصيًا دون كل الناس، فكأن السامع في "درس خصوصي" مع الشيخ يوسف القرضاوي.

ومن فكاهاته: أن سائلًا سأله عن مذهبه، فقال: كنت في أول الأمر حنفيًا، أما الآن فأنا حنفشعي! يعني أنه ترك التمذهب، وحين يُسأل في برنامجه التلفزيوني عن تفسير الأحلام؛ يقول: أنا يوسف القرضاوي ولست يوسف الصديق!

وفي أحد الدروس سأله سائل عن اسم أخت موسى؛ فقال له: وما حاجتك إلى اسمها؟ هل تريد أن تتزوجها؟!

........

- المصدر: «يوسف القرضاوي.. كلمات في تكريمه وبحوث في فكره وفقهه».