د. عبد الغفار عزيز رحمه الله

أهم ما ميَّز الله به شيخنا القرضاوي حفظه الله إضافة إلى علمه الغزير؛ هو سعة قلبه للجميع، وإعطاء كل ذي حق حقه من الود والاحترام، وترفعه عن سفاسف الأحداث واهتمامه بكُنه الأمور وجوهرها.

فكم من قضية ومسألة شائكة نوقشت في مجلسه، وظل الناس يحومون حول القشور نتيجة حماسهم أو عصبيتهم، دون النظر إلى حقيقة الأمر ولب الحقيقة، وهو يعيدهم إليها بطرح بعض الأسئلة الأساسية، أو بتعليق واقعي مدعوم بآيات قرآنية، أو مواقف نبوية كريمة. ربما أحد الأسباب في ذلك أنه يُكثر من دعائه بأن يكون كذلك.

حدث ذات مرة أنني استثمرت فرصة جلوسي إلى جواره حفظه ربي وسألته أن يخصني بالنصيحة والدعاء؛ فقال: إن أدعية الرسول صلى الله عليه وسلم كلها جوامع الكلم ولكن دعائه إذ قال: «اللهم أرنا الحق حقًّا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه»؛ من أكثر ما يحتاج إليه المسلمون فأكثر منه وأنا أدعو لك بذلك.

.....

د. عبد الغفار عزيز رحمه الله، المسؤول السابق للعلاقات الخارجية بالجماعة الإسلامية بباكستان

- المصدر: «العلامة يوسف القرضاوي.. ريادة علمية وفكرية وعطاء دعوي وإصلاحي».