د. محمد عبد الحليم حامد*

تميزت كتابات شيخنا الجليل، في تناوله لقضية الصحوة؛ بسريان روح العاطفة الأبوية، والشفقة الدعوية، والرفق واللين.

وقد حَرِص أبلغ الحرص على آداب النصيحة؛ استجابة للتوجيهات القرآنية الدعوية في قوله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ} (آل عرمان: 159)، وعملًا بالتوجيهات النبوية الراشدة في قوله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، ويُعْطِي علَى الرِّفْقِ ما لا يُعْطِي علَى العُنْفِ، وما لا يُعْطِي علَى ما سِواهُ».

فبيَّن الحق بلطف من غير غلظة ولا قسوة، وقدَّم النصيحة من غير خشونة ولا شدة، وابتعد عن أساليب التجريح والتسفيه والتعالي، ونقّى خطابه من الحدة، بل أوصى بضرورة التعامل بروح الأبوة الحانية، والأخوة الراضية، واعتبر ذلك من أوائل الخطوات في طريق العلاج. 

......

* كاتب وباحث إسلامي

- المصدر: «الشيخ يوسف القرضاوي إمام الوسطية والتجديد.. كلمات في تكريمه وبحوث في جهوده الفقهية.. مهداه إليه بمناسبه بلوغه التسعين».